
لبنان اليوم
أفاد مسؤولون عسكريون أميركيون بأن الجيش الأميركي بدأ في الأيام الأخيرة بتشغيل طائرات استطلاع مُسيّرة فوق قطاع غزة.
يأتي هذا الإجراء كجزء من جهد أوسع يهدف إلى ضمان التزام كل من إسرائيل وحركة “حماس” باتفاق وقف إطلاق النار الهشّ.
ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” نقلاً عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، أن هذه الطائرات المسيّرة تستخدم لمراقبة الأوضاع الميدانية داخل غزة بموافقة إسرائيلية.
وأشاروا إلى أن هذه المهام تدعم مركز التنسيق المدني العسكري الجديد الذي أنشأته القيادة المركزية الأميركية في جنوب إسرائيل الأسبوع الماضي، وذلك لمتابعة تنفيذ اتفاق وقف النار والإشراف على التنسيق الإنساني والأمني.
أوضح المسؤولون أن هذا المركز يضمّ حوالي 200 عسكري أميركي، ويهدف إلى مراقبة الالتزام بالاتفاق وتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية واللوجستية من الجهات الدولية إلى القطاع.
ووفقًا للصحيفة، تعكس هذه الخطوة الأميركية رغبة واشنطن في الحصول على رؤيتها المستقلة لما يجري على الأرض داخل غزة، بعد أن كانت تعتمد لفترة طويلة على المعلومات التي يقدمها الجيش الإسرائيلي.
وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة كانت قد استخدمت طائرات بدون طيار من طراز “MQ-9 Reaper” خلال المراحل الأولى من الحرب، وذلك لدعم جهود تحديد مواقع الرهائن الإسرائيليين، وكانت تشارك تلك المعلومات مع الجانب الإسرائيلي.
يأتي هذا التطور في أعقاب زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإسرائيل الأسبوع الماضي، والتي تلاها وصول عدد من كبار المسؤولين الأميركيين إلى المنطقة لدعم مسار التهدئة، بمن فيهم نائب الرئيس: “جيه دي فانس” ووزير الخارجية: “ماركو روبيو”.
زار “روبيو”، يوم الجمعة، مركز التنسيق العسكري الجديد في جنوب إسرائيل، حيث تفقد مهام القوات الأميركية وأكد استمرار الدور الأميركي في مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في إدارة ترامب أن هناك قلقاً متزايداً داخل البيت الأبيض من احتمال تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي: “بنيامين نتنياهو” عن الاتفاق، خاصة في ظل التوترات السياسية والعسكرية المستمرة.
وعلق الدبلوماسي الأميركي السابق: “دانيال شابيرو”، الذي شغل منصب سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل خلال إدارة باراك أوباما، قائلاً: “هذا تدخل كبير في ساحة تعتبرها إسرائيل جبهة تهديد نشطة”.
وأضاف “شابيرو”: “لو كانت هناك شفافية كاملة وثقة تامة بين إسرائيل والولايات المتحدة، لما كانت هناك حاجة لهذه الخطوة، ولكن من الواضح أن واشنطن تريد استبعاد أي احتمال لسوء الفهم أو التلاعب بالمعلومات”.