
لبنان اليوم
وفقًا لـ :
تشير المعلومات الواردة من الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن المؤتمر السنوي لحزب “القوات اللبنانية” في الاغتراب، والذي عُقد هذا العام في ولاية شيكاغو، لم يكن على نفس مستوى المؤتمرات السابقة من حيث عدد الحضور والتنظيم الجيد والحماس العام.
فمن خلال نظرة سريعة على الصور المتوفرة، يظهر ضعف المشاركة وتواضع المشهد العام، وذلك بالرغم من التحضيرات المسبقة والجهود المبذولة قبل المؤتمر، بالإضافة إلى محاولات التلميع الإعلامي التي تلته.
عُقد المؤتمر برعاية رئيس الحزب سمير جعجع، ممثلاً بالنائب غياث يزبك الذي حضر شخصيًا إلى شيكاغو، بينما أطلّ جعجع من معراب عبر تطبيق “زوم” ليلقي كلمة على المشاركين. ورغم الإعلان المسبق عن هذه الإطلالة، إلا أنها لم تنجح في استعادة الزخم الذي اعتادت عليه اللقاءات الاغترابية القواتية في السنوات الماضية.
وفي هذا السياق، دعا جعجع في كلمته الحاضرين إلى تقدير المجهود الاغترابي وإعطائه الأهمية التي يستحقها، معتبرًا أن تحركات المنتشرين، مهما كانت صغيرة، هي التي تحقق الإنجازات الكبيرة على مستوى الحزب ككل.
وفي هذا الجزء من كلمة جعجع، يرى مصدر مشارك في المؤتمر – مع التشديد على عدم ذكر اسمه – أن رئيس الحزب يلفت انتباه المنتشرين إلى أهمية التفاصيل الصغيرة التي يقومون بها، والتي يمكن أن تؤثر، إذا تراكمت، على الصورة العامة للحزب. وبناءً على ذلك، فإنه مهما بلغت الخلافات بيننا، يجب أن تتلاشى أمام الهدف الأسمى، وهو تعزيز وجود “القوات اللبنانية” كقوة سياسية موحدة وفاعلة في لبنان والانتشار، “كيف بالحريّ إذا كانت هذه الخلافات ذات طابع شخصي ولا عمق عقائدي لها؟” على حد قول المصدر.
كما يرجع العضو المشارك في المؤتمر هذا الفتور المتزايد والانقسامات الداخلية، التي وصلت إلى مرحلة متقدمة من تبادل الاتهامات المخجلة على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي بدأت منذ حوالي عام كخلاف عادي، قبل أن تتفاقم وتتوسع بشكل ملحوظ نتيجة عجز عماد واكيم، المسؤول المباشر عن ملف المنتشرين، عن إيجاد حلول عادلة، مما سمح للأزمة بالتفاقم والانتشار.
ويضيف أن تسرب أخبار هذا الخلاف إلى وسائل الإعلام التقليدية ومنصات التواصل الاجتماعي زاد من تعقيد الوضع، وأصبح كل طرف يعرض روايته علنًا دون تردد، مشيرًا إلى أن الوقت لم يعد في صالح الحزب مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية القادمة.
واختتم بدعوة رئيس الحزب إلى معالجة الموضوع شخصيًا وعدم الاعتماد على أي مسؤول آخر، وإجراء مصالحة شاملة بين الأطراف، محذرًا من أن “مجموعات وازنة من رفاقنا في الانتشار باتت على وشك تسليم بطاقاتها الحزبية ما لم تُعالج هذه الأزمة بطريقة عادلة وشاملة”.