
لبنان اليوم
أحيت حركة أمل، شعبة قناريت، الذكرى السنوية لشهداء أفواج المقاومة اللبنانية أمل، باحتفال حاشد أقيم في حسينية البلدة وحضره مدير مكتب الرئيس نبيه بري: النائب هاني قبيسي، النائب علي عسيران، إلى جانب شخصيات ومواطنين.
باسم الحركة، ألقى النائب هاني قبيسي كلمة مؤثرة، جاء فيها: “نكرم اليوم كوكبة من الشهداء الذين قضوا في سبيل الله مجاهدين على ثغور الوطن، قدموا أنفسهم قرابين للحرية وللسيادة وللاستقلال. نقول للعالم أجمع: نحن نفتخر بما قدمنا من شهداء، فقد علمنا الأمة جمعاء دروسًا في الدفاع عن الأوطان، عن السيادة والحرية، في الوقت الذي نواجه فيه هجمة شرسة تستهدف المقاومة ورسالتها ونهجها.”
وتابع قبيسي قائلاً: “المقاومة التي قدمت آلاف الشهداء حتى وصلنا إلى تحرير أرضنا التي رويت بدماء الشهداء من جميع القوى والأحزاب الوطنية التي قارعت العدو. في هذه الأيام، ومع الأسف، لا يزال هناك من لا يكترث لكل ما قدمته المقاومة من تضحيات وشهداء. فنحن نشعر بأن كل التأمر الخارجي الذي يصدر إلى بلدنا عبر موفدين ومفاوضين يملون الشروط بأمور تخص الدولة وقيامتها، وبوجود السلاح ووجوده، وبخصوص المقاومة تاريخها وحاضرها وكل ما قدمته، يضعون شروطًا للاستسلام في لبنان كما حاولوا وضعها في غزة.”
ثم أضاف: “جزء من اللبنانيين يطرح نفس الشعارات ويسير في نفس النهج، كأنهم ليسوا لبنانيين. فالمواقف التي تستحدث هذه الأيام والتي تتعلق بمسارات سياسية داخلية تشكل حصارًا على الجنوب، إضافة إلى الاعتداءات الإسرائيلية اليومية. هناك حصار داخلي من بعض الأطراف اللبنانية عبر مواقفهم وسعيهم للكسب على مستوى المواقع وغيرها، أكان عبر الاستحقاق الانتخابي أو غيره.”
واستكمل حديثه: “هم يسعون ليشكلوا حصارًا داخليًا إضافة للتهديدات الخارجية، وهذا أمر نرفضه كليًا. فلا يمكن أن تكون الشعارات الإسرائيلية تردد في بلدنا على ألسنة بعض الزعماء والسياسيين اللبنانيين. إسرائيل تطالب بسحب السلاح وبعض اللبنانيين يطالبون بسحبه، شعار واحد من المخجل أن يحمله عدو وصديق.”
وأوضح القبيسي أن “مشكلتنا ليست بقوة إسرائيل، بل في ضعف بعض اللبنانيين وتخليهم عن قضيتهم وعن وطنهم وعن رسالتهم، بالتالي عن الدفاع عن الجنوب وعدم التمسك بسيادة الدولة، فالسيادة تنطلق من خلال الشهداء، السيادة تبدأ من الشريط الحدودي مع فلسطين المحتلة. مع الأسف نشعر بأن هناك حركة داخلية تشكل حصارًا على النهج السياسي للمقاومة، ففي كل يوم نسمع شعارات جديدة عبر تغيير لاستحقاقات وقوانين يريدون من خلالها السعي للسيطرة على مؤسسات الدولة ليقولوا لا علاقة لنا بالمقاومة وأسلحتها. الجميع موجود في المؤسسات والكتل النيابية والحكومة، وبالتالي من خلال طرحهم تغيير قانون الانتخاب يدعون حرصهم على المغترب واقتراعه.”
وشدد على أن “يريدون تغيير القانون ليس حرصًا على المغترب، بل هو سباق لتحصيل عدد أكبر من الأصوات كي يشكلوا أكثرية في المجلس النيابي والحكومة ليقفوا بوجه المقاومة وسياستها وتضحياتها ويقولوا بأن هذا البلد يجب أن يذهب لتفاهمات أخرى.”
وفي ختام كلمته، صرح قبيسي: “إسرائيل تضغط من خلال اعتداءاتها من أجل أن يذهب لبنان للمفاوضات المباشرة، وقال الرئيس بري: لا مكان لهذا الأمر بشكل مباشر مع العدو، بل من خلال لجنة شكلت. فإذا كانت إسرائيل تضغط من أجل تكريس لغتها وسياستها على وطننا، لماذا هذه الثورة الداخلية على أهل المقاومة وعلى نهجها ورسالتها؟ أهو تناغم أم هو تقاطع مصالح؟ والاثنان فيهما مشكلة لا تحترم سيادة الوطن ولا تحترم الوطنية. والمطلوب موقف حر صحيح من كل أقطاب السياسة في لبنان بتشكيل وحدة حقيقية نتمكن من خلالها مواجهة العدو الصهيوني وليس لمواجهة بعضنا البعض.”