صحف عالمية تنقل أن منظومات غزة منهارة وعودة غارات إسرائيل تضغط عليها.

تغطية إعلامية للتطورات في غزة بعد وقف إطلاق النار، تشمل الغارات الإسرائيلية المتجددة، الوضع الإنساني المتدهور، أزمة الجوع المستمرة، الحاجة إلى ممرات إنسانية، وتأثير ذلك على الوضع السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي.

تناولت وسائل الإعلام العالمية آخر المستجدات في قطاع غزة بعد اتفاق وقف إطلاق النار. وتشير التقارير إلى أن الغارات الإسرائيلية المتجددة والدمار الواسع الذي لحق بالبنية التحتية، ينذر بوضع إنساني صعب للغاية.

ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن الجيش الإسرائيلي شن غارات جوية على الرغم من سريان اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة، مما يزيد الضغوط على هذا الاتفاق الهش. وتضيف الصحيفة أن هذه الغارات تعكس انعدام الثقة بين إسرائيل وحماس، مما قد يؤدي إلى فترة أكثر اضطرابًا وتعقيدًا.

أما صحيفة “التايمز” البريطانية، فقد سلطت الضوء على الوضع الإنساني الصعب في غزة، حيث يعيش معظم السكان في خيام ممزقة مع نقص حاد في الكهرباء والمياه النظيفة والخدمات الأساسية. وتشير الصحيفة إلى أن الحياة في القطاع شبه مشلولة بسبب الأضرار التي لحقت بالمستشفيات والمدارس وتحول الأحياء إلى أنقاض، مما يجعل عودة العائلات إلى الحياة الطبيعية أمرًا صعبًا للغاية.

وترى مجلة “نيويوركر” أن الاعتقاد بأن أزمة الجوع في غزة قد انتهت مع دخول المزيد من الغذاء هو اعتقاد خاطئ. وتشرح المجلة أن سوء التغذية الحاد الذي يعاني منه عشرات الآلاف من الأشخاص لا يمكن علاجه فقط بتوفير الوجبات، بل يحتاج إلى رعاية طبية طويلة الأجل. وتضيف المجلة أن من نجوا من المجاعة يواجهون مخاطر صحية ونفسية طويلة الأمد، في حين أن الخدمات الصحية لا تزال محدودة للغاية بسبب انهيار النظام الطبي.

وفي مقال نشرته صحيفة “الجارديان”، أكدت أليسون غريفين من منظمة “أنقذوا الأطفال” أن وقف إطلاق النار وحده لا يكفي لإنقاذ سكان غزة، فالأطفال لا يزالون يعانون من الجوع والمرض وفقدان المأوى وسط الدمار الهائل. وحذرت غريفين من تفاقم سوء التغذية والأمراض بين الأطفال ومن الآثار النفسية العميقة التي خلفتها الحرب، وأكدت أن الإمدادات الإنسانية لا تزال غير كافية، حيث يحتاج القطاع إلى مئات الشاحنات يوميًا من الغذاء والوقود والمستلزمات الطبية.

ودعت غريفين إلى فتح ممرات إنسانية دائمة لضمان استمرار وصول المساعدات وحماية أرواح المدنيين، مشيرة إلى أن أي تأخير في الإغاثة سيؤدي إلى كارثة جديدة.

وفيما يتعلق بالشأن السياسي الإسرائيلي، ذكرت صحيفة “معاريف” أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يشعر الآن بأريحية سياسية بعد اتفاق وقف إطلاق النار، مما يسمح له باستعادة موقعه في المشهد السياسي. وترى الصحيفة أن نتنياهو سيستفيد من هذا الاتفاق لتعزيز موقفه في المفاوضات داخل الائتلاف، وربما لتحويل محاكمته إلى ورقة تعاطف شعبي.

المصدر: لبنان اليوم