في إطار زيارة رسمية، وصل الرئيس عون والسيدة الأولى إلى روما لحضور قداس إعلان قداسة المطران مالويان. وقد استقبلهما البطريرك ميناسيان وأشاد بدعم لبنان للإيمان، ليؤكد الرئيس عون على أهمية دور رجال الدين في التربية وبناء الوطن، مع الإشارة إلى التحضيرات الجارية لزيارة مرتقبة للبابا إلى لبنان.
وصل فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والسيدة الأولى السيدة ناديا الشامي عون، بعد ظهر اليوم، إلى العاصمة الإيطالية روما، حيث استُقبلا بحفاوة وتوجّها مباشرةً من المطار إلى المدرسة الحبرية الأرمنية. كان في استقبالهما صاحب الغبطة البطريرك روفائيل بدروس الحادي والعشرون ميناسيان، بطريرك الأرمن الكاثوليك، وعدد من أصحاب السيادة المطارنة والكهنة الأفاضل.
جرى انتقال موكب فخامته والوفد المرافق إلى رحاب كنيسة المعهد، حيث أقيمت صلاة ابتهالية قصيرة تعمّها النفحات الروحانية. تبع ذلك لقاء وديّ في صالون المدرسة، بحضور نخبة من الشخصيات الدينية المرموقة وأبناء الطائفة الأرمنية الكاثوليكية، الذين قدموا من أصقاع الدنيا للمشاركة في القداس الاحتفالي المهيب المقرر إقامته غدًا في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، وذلك بمناسبة إعلان قداسة الطوباوي المطران إغناطيوس مالويان.
في مستهل اللقاء، أعرب البطريرك ميناسيان عن ترحيبه الحار بفخامة الرئيس عون والسيدة الأولى، مثمنًا تجاوبهما الكريم للدعوة وحضورهما هذا الحدث الروحي الجليل، ومؤكدًا: “قد تبدو هذه الكنيسة الأرمنية متواضعة الحجم، إلا أنها تختزن تاريخًا عريقًا في لبنان، وستظل شامخة كأرز الرب. واليوم، يقف التاريخ شاهدًا على لحظة تتوحد فيها معاني الوفاء والتضحية. إن حضوركم يا فخامة الرئيس ليس مجرد مشاركة بروتوكولية، بل هو شهادة جلية على أن لبنان سيبقى واحة للإيمان، وأن جذور الإيمان فيه ضاربة في عمق الأرض، عصية على كل العواصف.”
وتابع البطريرك قائلًا: “في زمن طغت فيه الكلمات على الأفعال، تأتي مبادرتكم اليوم كفعل رجاء يحيي في القلوب صورة لبنان الرسالة. وتقديرًا لهذه اللفتة الكريمة، قررنا تقليدكم وسام صليب الإيمان، وهو أرفع وسام في بطريركيتنا الأرمنية الكاثوليكية.”
من جانبه، أعرب فخامة الرئيس عون عن شكره وتقديره للبطريرك على هذه المبادرة الطيبة، معبرًا عن سعادته الغامرة بالمشاركة في هذا القداس التاريخي، ومضيفًا: “تعجز الكلمات عن وصف عظمة تقديس المطران مالويان، الذي وهب حياته فداء لقضيته بإيمان لا يلين. لقد شيد أجدادنا الأديرة وحملوا رسالة العلم والمعرفة، وأناشد رجال الدين في كافة الطوائف ألا يتخلوا عن دورهم المحوري في التربية، فهي الأساس المتين لبناء الأوطان، ولبنان في مقدمتها.”
لدى خروجه من الكنيسة، وفي معرض إجابته على أسئلة الصحافيين حول احتمال زيارة قداسة البابا إلى لبنان، صرح فخامة الرئيس عون: “بالطبع، نحن نتطلع بشوق إلى استقبال قداسة البابا في لبنان، والتحضيرات جارية على قدم وساق لإنجاح هذه الزيارة بكل تفاصيلها.”