
جيسيكا حبشي – Mtv
بعد إعلان حركة “حماس” موافقتها على مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف الحرب في غزة، تنفّست المنطقة الصعداء موقتاً، ووجّهت الأنظار مجدداً نحو لبنان الذي يعيش ترقّباً لما ستحمله الأيام المقبلة من تطوّرات أمنيّة وعسكريّة خصوصاً مع دخول المسار الدبلوماسي الأميركي مرحلة حاسمة في المنطقة. فهل يعني الانفراج في غزة انفجاراً أمنيّاً في لبنان؟
يؤكّد المحلل السياسي ميشال الشماعي أنّ “المسار الذي دخلت فيه المنطقة بعد استسلام حركة “حماس” يُشير الى أنّ الأمور ستتصاعد تدريجياًّ باتجاه حسم الملف اللبناني، ومن هذا المُنطلق لا يُمكن للبنان أن يبقى خارج هذا القطار”، مُشيراً، في مقابلة مع موقع mtv، الى أنّ “المسألة اليوم بيد الدولة اللبنانية، وقد شهدنا نموذجاً بعد أحداث صخرة الروشة أثبتت أن الحكومة غير قادرة على تطبيق القانون، وجلسة مجلس الوزراء الأخيرة هي لاستعادة الثقة الدولية بالحكومة، فحلّ جمعية “رسالات” يعني أنّه تمّت استعادة هيبة الدولة ولو جزئياً، وهو ما سيؤخّر الحرب الإسرائيلية، وخلافُ ذلك يعطي إسرائيل نوعاً من التحرّر لشنّ عمل عدواني جديد على لبنان”.
يرى مراقبون أنّ قبول “حماس” بالاقتراح الأميركي قد يفتح نافذة تهدئة إقليمية أوسع لن تكتمل من دون حسم “الجبهة اللبنانية”، وأنّ المشهد المستجدّ في غزة بات عاملاً محدداً في رسم ملامح المرحلة المقبلة في لبنان. فهل الحرب الإسرائيلية على لبنان قريبة؟ يُجيب الشماعي: “احتمال الحرب في لبنان قائم منذ تاريخ 8 تشرين الأول عندما أُعلن قرار الإسناد لغزّة، واحتمالات هذا السيناريو تتصاعد، فالمجتمع الدولي لن ينتظر طويلاً مرحلة التعامل مع ملف سلاح “حزب الله” “بطريقة ناعمة” لبنانيّاً، بل هو يطالب لبنان بتنفيذ أسرع وفعّال لسحب السلاح”، مضيفاً: “وبما أنّ التنفيذ يتمّ بهذه الطريقة، و”حزب الله” ما زال حتّى الساعة يتمسّك بكلّ خياراته القديمة وكأنه لم يحدث أيّ تطوّر، وهو ما لمسناه أخيراً في خطاب أمين عام “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، فالمسار التصاعدي إذن سيكون متدرجاً أكثر وقد نشهد تطوّرات في الأسابيع المقبلة”.
وفي سياق متّصل، يعتبر الشماعي أن “خطّة الجيش هي خطّة ناعمة وسلسة يحاول من خلالها رئيس الجمهورية جوزاف عون ألا يقحم المؤسسة العسكرية في صراع داخلي مع أي فريق لبناني، ولكن هذه المسألة لا يستسيغها لا الأميركي ولا الإسرائيلي، وجلسة مجلس الوزراء هي بمثابة وثيقة سياسيّة أمنيّة توجّهها الحكومة الى الداخل والى الخارج معاً لتقول أنّ الدولة اللبنانية قادرة على وضع خطّة منهجية قابلة للتطبيق، وأن الجيش جاهز للعب الدور المركزي في عملية استعادة السيادة اللبنانية، فالمطلوب اليوم استعادة هيبة الدولة”، خاتماً بالقول: رغم كلّ ما تقدّم، تبقى الأمور مرهونة بالواقع الميداني، فالكلمة الفصل ستكون للميدان، والأمور ذاهبة الى التصعيد.
ربطُ “حزب الله” مصير لبنان بغزّة وضع البلد في قلب عاصفة إقليميّة لن تنتهي قبل أن تضمن رسم لوحة جديدة للشرق الأوسط ستحمل تغييراً كبيراً للبنان الذي يبقى الحلقة الأكثر هشاشة في الميدان الإقليمي، وربّما الأخيرة.