شهدت أسعار الذهب طفرة تاريخية خلال تعاملات تشرين الأول 2025، إذ تجاوزت العقود الآجلة للمعدن الأصفر تسليم أيلول مستوى 3900 دولار للأونصة لأول مرة في التاريخ، مدفوعة بفشل المشرّعين الأميركيين في التوصل إلى اتفاق حول التمويل الفيدرالي، ما تسبب بأول إغلاق حكومي منذ سبع سنوات.

البنوك المركزية وراء الصعودمنذ عام 2024، عززت البنوك المركزية – خاصة في الأسواق الناشئة – مشترياتها من الذهب بهدف تنويع الاحتياطيات وتقليل الاعتماد على الدولار الأميركي. ووفق بيانات مجلس الذهب العالمي، اشترت البنوك أكثر من 1000 طن للعام الثالث على التوالي، لتصبح مالكة لحوالي خُمس الذهب المستخرج عالميًا.الذهب بين “أصل عقيم” وأداة استثمارية نشطةرغم انتقاد المستثمر الأميركي وارن بافيت للذهب واعتباره “أصلاً عقيماً”، فإن موجة الارتفاع الأخيرة غيّرت النظرة التقليدية، إذ تحوّل الذهب إلى أداة استثمارية نشطة قادرة على تحقيق مكاسب رأسمالية، بحسب ما أوضح المحللون.وترى الكاتبة رلى راشد أن “ارتفاع أسعار الذهب هذا العام بأكثر من 45% يجعله بعيداً عن صفة الأصل العقيم، خصوصاً مع تدفق الاستثمارات إلى صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب”.توقعات 2026: نحو 4500 دولار للأونصةمن جانبه، توقّع الخبير الاقتصادي محمد سعد أن يواصل الذهب صعوده في عام 2026 ليصل إلى مستويات تتجاوز 4500 دولار للأونصة، مدفوعاً باستمرار الطلب من المستثمرين والأفراد وصناديق المؤشرات والبنوك المركزية، إضافة إلى المخاطر الجيوسياسية في أوروبا والشرق الأوسط.