
ذكر موقع “France Inter” الفرنسي أن “اجتماع الزعماء الأوروبيين في عاصمة تم إغلاق مطارها مؤخراً بسبب ظهور طائرات من دون طيار مجهولة الهوية كافٍ لإثارة الرعب في قلوب المسؤولين الأمنيين. لمساعدة الدنمارك في تأمين مجالها الجوي، أرسلت فرنسا مروحية مضادة للطائرات المسيّرة ونظام تشويش، وكذلك فعلت المملكة المتحدة وألمانيا، كما اعترضت فرنسا سفينة شحن روسية يُحتمل أن الطائرات المسيرة أُرسلت منها”.
وبحسب الموقع،”تبين أن “المتسللين” في كوبنهاغن كانوا مجرد طائرات من دون طيار صغيرة الحجم ومتوفرة تجاريا، وليسوا طائرات روسية من طراز “شاهد” أو “جيران”، التي يبلغ حجمها حجم الطائرات الصغيرة، مثل تلك التي دخلت المجال الجوي لبولندا ورومانيا”.
وتابع الموقع، “نددت رئيسة الوزراء الدنماركية ميت فريدريكسن، يوم الأربعاء، بـ “الحرب الهجينة” التي تشنها روسيا، أي استخدام وسائل غير تقليدية مثل عمليات التسلل عبر الطائرات من دون طيار، والهجمات الإلكترونية، والتخريب، والتضليل. وبحسب قولها، يُعدّ هذا الوضع الأخطر الذي تواجهه أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وحذّرت قائلةً: “هذه ليست سوى البداية”، داعيةً زملاءها الأوروبيين إلى الاستعداد بشكل أفضل”.
وأضاف الموقع، “من المهم أن نلاحظ أن صدور هذه الدعوة إلى العمل من الدنمارك أمر بالغ الأهمية. فقد دأبت كوبنهاغن على تجنب الخوض في قضايا الدفاع داخل الاتحاد الأوروبي، بل إن موقفها مُدرجٌ في معاهدات، وقد قطعت الدنمارك شوطًا طويلًا منذ غزو أوكرانيا. وهناك دافع آخر وراء سعيها نحو تكامل دفاعي أكبر: عداء دونالد ترامب في وقت سابق من هذا العام، عندما طالب الرئيس الأميركي الدنمارك بتسليم غرينلاند، وهي منطقة مرتبطة بكوبنهاغن. وقد شكّلت هذه الحادثة صدمةً شديدةً لأحد أكثر أعضاء حلف شمال الأطلسي ولاءً”.
وبحسب الموقع، “تشغل مسألة الطائرات المسيّرة بال الجميع. اقترحت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إنشاء “جدار مضاد للطائرات المسيّرة” في أوروبا الشرقية، يتألف من أجهزة استشعار وأنظمة دفاعية على طول الحدود المشتركة الطويلة مع روسيا وبيلاروسيا. لكن الخبراء يحذرون من بناء “خط ماجينو” المضاد للطائرات المسيّرة، مجادلين بأن فعالية هذه الدفاعات ستكون مشكوكًا فيها على مساحة شاسعة كهذه. وحتى أكثر أنظمة الدفاع الجوي تطورًا في العالم، القبة الحديدية الإسرائيلية، لا تستطيع اعتراض كل شيء، وتعمل على مساحة أصغر بكثير”.
ورأى الموقع أنه “يتعين على أوروبا أن تجد التوازن الصحيح: تجنب المبالغة في رد الفعل تجاه التدخلات التي هي في معظمها نفسية، وتهدف إلى نشر الذعر وإضعاف الدعم الشعبي لأوكرانيا، وفي الوقت عينه تجنب الانزلاق إلى السلبية، وهو ما قد يكون خطيرا في ظل مواجهة متصاعدة مع روسيا التي تفشل في تحقيق أهدافها. وتكمن ميزة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كونه صانع القرار الوحيد، بينما غالبًا ما تُكافح دول الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرين للتوصل إلى اتفاق، لا سيما وأن بعض أعضائها لا يزالون حلفاء مقربين لموسكو. هذا هو ثمن تحالف الديمقراطيات، وهو ثمن يجيد بوتين استغلاله، مستغلًا تناقضاتها ونقاط ضعفها لمصلحته”.