
منذ إطلاق “تشات جي بي تي” في أواخر 2022، تسارعت وتيرة النقاشات حول مستقبل الوظائف في ظل الذكاء الاصطناعي، وسط مخاوف من أن تحل الآلات محل البشر في كثير من المهن. لكن الواقع يُظهر أن كل موجة تكنولوجية لا تُلغي الوظائف فقط، بل تخلق أخرى جديدة، بعضها لم يكن موجوداً من قبل.
على سبيل المثال، أدت الطفرة في التجارة الإلكترونية إلى تراجع وظائف البيع بالتجزئة، لكنها في المقابل عززت الطلب على وظائف النقل والتخزين. ووفقاً لتقديرات مكتب إحصاءات العمل الأميركي، فإن قطاع النقل وتحريك المواد سيشهد نمواً سريعاً خلال العقد المقبل، مع توقعات بإضافة نحو 580 ألف وظيفة بحلول عام 2034، أبرزها في مجال سائقي الشاحنات وعمال المستودعات.
لكن القطاع الذي سيقود النمو بلا منازع هو الرعاية الصحية والمساعدة الاجتماعية، ليس بفعل التكنولوجيا، بل بسبب التغيرات الديموغرافية. فمع تقدم السكان في العمر وارتفاع معدلات الأمراض المزمنة، يُتوقع أن يضيف هذا القطاع 1.7 مليون وظيفة جديدة بحلول 2034، أي ما يعادل ثلث إجمالي الوظائف الجديدة خلال الفترة ذاتها، وفقاً لما ذكرته شبكة البيانات الألمانية “Statista”، واطلعت عليه “العربية Business”.
أسرع الوظائف نمواً
عند النظر إلى الوظائف الفردية، تتصدر وظائف الرعاية المنزلية والمساعدة الشخصية قائمة الأسرع نمواً، مع توقعات بإضافة 740 ألف وظيفة خلال العقد المقبل.
كما تشمل قائمة الوظائف الأكثر طلباً: الممرضين المسجلين، ومديري الخدمات الصحية، والممارسين المتقدمين في التمريض، ما يؤكد أن قطاع الصحة سيكون المحرك الرئيسي لسوق العمل في السنوات القادمة.