
كتب ابراهيم الامين في” الاخبار”: تلتزم المقـ.ـاومة صمتاً كاملاً إزاء عملية إعادة ترميم قدراتها العسكرية، وبات واضحاً أن القيادة الحالية للحزب تعتمد أسلوباً مغايراً تماماً لمرحلة ما قبل الحرب. فهي تتشدّد في منع أي حديث عن العمل العسكري، ما أوجد حالة جديدة داخل الحزب نفسه وفي محيطه القريب، وأضفى قدراً من الغموض حتى على أقرب أصدقائه، وفي مقدمتهم الجسم الإعلامي. هذا الغموض يخدم المقـ.ـاومة، إذ يحول دون تمكين أحد من التكهّن بما يجري فعلياً. بل إن الذين يحاولون التذاكي بالخوض في هذا الملف يُسيئون إليها أكثر مما يفيدونها، وربما يضرون المقـ.ـاومة أكثر من أعدائها.
يبدو أن الجهات المعادية للمقاومة في لبنان، ورعاتها الإقليميين، يواجهون معضلة تتعلق بإدارة المشهد السياسي اللبناني في المرحلة الفاصلة عن الانتخابات النيابية المقبلة.
وإذا كان كثيرون يربطون مصير أي عدـ.ـوان إسرائيلي محتمل باستحقاق الانتخابات داخل الكيان، فإن في لبنان من بات يعتقد أنه في حال بقيت الأمور تسير على النحو الحالي، ستكون هزيمة حـ.ـزب الله في الانتخابات مهمة صعبة جداً، خصوصاً أن صورة أركان السلطة الجديدة ونفوذها مختلفان جذرياً عمّا كانا عليه قبل ثمانية أشهر. ويُضاف إلى ذلك أن اللاعب الإقليمي الأبرز، أي السعودية، مشغول في الوقت الراهن بتأمين حكم أحمد الشرع وحمايته في سوريا، علماً أن السؤال عن موقف السعودية من مبادرة حـ.ـزب الله، لا يزال من دون جواب، حتى ولو كان في لبنان من يملك الجواب الشافي.
عملياً، دخلنا في مرحلة جديدة. العـ.ـدو يستعد لما أسماه نتنياهو «سنة القضاء على المحور الإيراني»، وهو برنامج مليء بالبارود والنار والدماء، بينما تستعد جبهة المقـ.ـاومة، من لبنان إلى إيران، لمواجهة هذا التحدي بأسلوب يفترض أن يكون مختلفاً جذرياً عن الجولة السابقة.