نظّمت جامعة الروح القدس – الكسليك مؤتمراً بعنوان “الدبلوماسية عبر المحيطات: 80 عامًا من العلاقات اللبنانية – الأميركية اللاتينية”، تلاه افتتاح معرض تحت عنوان “رحلة اللبنانيين في أميركا اللاتينية: من الماضي إلى الحاضر”، في مكتبة الجامعة، في حضور سفيرة الأرجنتين في لبنان ماريا فيرجينيا رويس قنطار، سفير البرازيل في لبنان تارسيزيو كوستا، سفير المكسيك في لبنان فرانسيسكو روميرو بوك، القائم بالأعمال بالنيابة لجمهورية الأوروغواي في لبنان جورجي دوتا، إلى جانب شخصيات دبلوماسية ونقابية وأكاديمية وثقافية.

 
 
واستعرض المؤتمر تاريخ الهجرة اللبنانية إلى دول أميركا اللاتينية منذ أواخر القرن التاسع عشر، وعرض أرشيفات نادرة وصوراً ومنشورات توثّق وجود الجاليات اللبنانية في البرازيل، الأرجنتين، تشيلي، المكسيك، والأوروغواي. وقد أتاح الحدث الاطلاع على مواد رقمية ومطبوعة من مجموعة أميركا اللاتينية في مكتبة الجامعة، التي تُعدّ مرجعاً مهماً لدراسات الهجرة والاغتراب.

الأب مكرزل
 
ورحّب رئيس جامعة الروح القدس – الكسليك الأب البروفسور جوزف مكرزل في كلمته بالحضور في هذه المناسبة التاريخية، مشيرًا إلى “أن دول الأرجنتين والبرازيل والتشيلي والأورغواي كانت من أوائل الدول في أميركا اللاتينية التي أقامت علاقات دبلوماسية مع لبنان بعد استقلاله قبل 80 عامًا، ومؤكّدًا “أن اللقاء يعكس ليس فقط تلك الروابط التاريخية، بل أيضًا الصداقة المستمرة التي توحد شعوبنا عبر الزمن والمحيطات”.
وختم شاكراً السفراء والحاضرين على دعمهم ومشاركتهم، داعيًا “لأن يكون هذا اللقاء منصة لتوليد أفكار جديدة، وتجديد التعاون، وتعميق الصداقة بين لبنان وأميركا اللاتينية”.
وأدار رئيس قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية، الدكتور دومينيك هام جلسة حوارية تناولت العلاقات الدبلوماسية بين لبنان ودول أميركا اللاتينية. وأكد كلّ من سفراء الأرجنتين، البرازيل، المكسيك، وممثل الأوروغواي على أهمية الروابط الإنسانية والثقافية التي سبقت العلاقات الرسمية ورسّختها، مبرزين دور الجاليات اللبنانية في بناء الجسور بين القارتين، ومشيرين إلى آفاق التعاون المستقبلي في مجالات الاقتصاد، التعليم، والثقافة.
واختتم اللقاء بافتتاح المعرض الأرشيفي الذي أعدته مكتبة جامعة الروح القدس – الكسليك ومركز دراسات وثقافات أميركية اللاتينية في الجامعة (CECAL)، ويستعرض مجموعة مميزة من الأرشيفات والصور الفوتوغرافية والصحف والمجلات التي أسّسها المهاجرون اللبنانيون في البرازيل والأرجنتين والمكسيك وتشيلي في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
 

ويضم أكثر من خمسين صحيفة ومجلة، العديد منها بالإصدار الأول، ومن أبرزها النسخة الرقمية الأولى من صحيفة “الفيحاء”، أول صحيفة لبنانية صدرت في البرازيل عام 1894.
ويسلّط المعرض الضوء على الإرث الثقافي الغني للانتشار السوري – اللبناني في أميركا اللاتينية، وقد تم إعداده بالتعاون مع مؤسسات في البرازيل والأرجنتين والمكسيك وتشيلي.
وتعكس مجموعة أميركا اللاتينية الخاصة المساهمات الفكرية والثقافية للجاليات المهاجرة، وهي محفوظة في مكتبة الجامعة لأغراض البحث والدراسة.
ويفتح المعرض أبوابه أمام الزوار من الإثنين إلى الجمعة، من الساعة الثامنة صباحًا حتى الرابعة بعد الظهر، وسيبقى مفتوحاً لمدة خمسة أشهر.