
توزع الاهتمام السياسي بين نيويورك حيث واصل رئيس الجمهورية جوزاف عون لقاءاته مع زعماء الدول ورؤساء الوفد المشاركة في الجمعية العامة للامم المتحدة، وبين بيروت التي تشهد اليوم حدث احياء فعاليات مرور سنة على استشـ.ـهاد الأمينين العامين لـ«حـ.ـزب الله» السيدين حسن نصـ.ـرالله وهاشم صفي الدين، فيما التأمت هيئة مكتب مجلس النواب للبحث في جدول اعمال جلسة تشريعية ستعقد الاثنين المقبل وعلى جدول اعمالها 17 بنداً، لكن من دون اقتراح قانون نحو 60 نائبا يتعلق بتصويت المغتربين لـ 128 نائبا بدل التصويت لستة نواب.
وكتبت” النهار”: تترقب الأوساط المعنية عودة الرئيس عون من نيويورك لمعرفة حقيقة المعطيات التي تقف وراء الموقف الأميركي، والتي يرجح أن يكون رئيس الجمهورية تداول في شأنها عبر الاتصالات المعلنة وغير المعلنة التي أجريت معه في نيويورك، علماً أن تصريحاته وكلمته أمام الأمم المتحدة حملت الرد المباشر وغير المباشر على اتهام السلطات اللبنانية بعدم تنفيذ التزاماتها. ولا تخفي الأوساط نفسها أن أجواء المخاوف التي أشاعها كلام برّاك أثارت الكثير من الانزعاج لدى أركان السلطة، خصوصاً أنه بدا في جانب منه كأنه بمثابة تغطية لأي اعتداء إسرائيلي واسع جديد على لبنان، وتسبّب ذلك في الأيام الأخيرة بموجة “استنفار” أهلية في مناطق عدة من الجنوب والضاحية وحركة إقبال لافتة على استئجار منازل في مناطق من بيروت وجبل لبنان تحسباً لتطورات حربية محتملة جديدة.وتوقفت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» عند أهمية اللقاءات التي عقدها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في نيويورك والتي عكست موقف لبنان الثابت من عدة قضايا ولاسيما بالنسبة الى حصرية السلاح بيد الدولة، وقالت ان رئيس الجمهورية تحدث صراحة عن وجود عوائق في إستكمال تطبيق هذا الإجراء وابرزها استمرار اسرائيل بإعتداءاتها.
ولفتت المصادر الى ان ما ينتظر الرئيس عون لدى عودته من نيويورك متابعة هذا الملف وملفات اخرى خصوصا بالنسبة الى دعم لبنان، ورأت انه سيستكمل إتصالاته في هذا السياق بعد ان كانت كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة رسمت إطارا عن السلام ودور الأمم المتحدة في هذا السياق.
وأشارت مصادر متابعة لـ “نداء الوطن” إلى أنه على رغم محاولة استيعاب موقف توم براك من مسألة تعامل الدولة مع السلاح، إلا أنه ترك إرباكًا لدى أركان الحكم اللبناني، ولا يمكن أخذ كلامه إلا على محمل الجد، في حين يضيق الوقت والخيارات أمام الدولة اللبنانية. وأشارت المصادر إلى أن “حـ.ـزب الله” لا يترك نافذة ولو صغيرة من أجل الحل وإبعاد شبح الحرب، ويُسجل فشل لكل محاولات الرئيس نبيه بري من أجل تليين موقف “الحزب” ودفعه إلى تقديم تنازلات ولو شكلية. وأكدت المصادر أن الجميع بانتظار عودة الرئيس عون من نيويورك لمعرفة كيفية التعامل مع الموقف الأميركي المستجد، في حين أن لقاء عون مع روبيو ركز على العموميات ولم يدخل في التفاصيل مثلما فعل براك ومثلما تفعل أورتاغوس، لكن عودة عون ستكشف الموقف الأميركي والدولي من كل ما يحصل ليبنى على الشيء مقتضاه.
والبارز أميركيًا، ما قاله وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو، في نيويورك: “سندعم لبنان للتغلب على أزمته الاقتصادية، والحكومة اللبنانية تواصل معارضتها سياسات إيران”.
الجدير ذكره أن روبيو التقى رئيس الجمهورية جوزاف عون. وعلم أن أجواء اللقاء كانت إيجابية وطلب عون من روبيو مساعدة بلاده للضغط على إسرائيل للانسحاب من النقاط المحـ.ـتلة ليتمكن لبنان من تنفيذ خطة حصر السلاح لأنه في ظل الاستقرار يمكن تقوية الدولة وإفساح المجال أمام عمل الجيش.
وأشارت المعلومات إلى أن عون تحدث عن حصر السلاح في كل لبنان وليس في الجنوب فقط، وشرح لروبيو المعوقات التي تواجه الجيش، وكذلك شرح موضوع خطة الجيش والإصلاحات، وتحدث عون عن عمل الحكومة وأنها قامت بأعمال كثيرة في هذا المجال والوضع يحتاج إلى متابعة، لكن الهاجس الأول والاساسي يبقى أمن الجنوب لأنه يؤثر على كل لبنان، وأكد روبيو لعون دعم الجيش ومتابعة الأمور، وخرج الرئيس بانطباع إيجابي من اللقاء. ومن جهة ثانية تحدث عون عن الوضع الاقتصادي اللبناني وملف إعادة الإعمار ودعم خطة الإعمار فوعده روبيو بالمتابعة وأكد مساعدة لبنان اقتصاديًا.وذكرت «البناء» أن مراجع سياسية ودبلوماسية لبنانية أجرت سلسلة اتصالات مع مسؤولين أميركيين لاستيضاح حقيقة موقف برّاك وما إذا كان يعكس توجهات الإدارة الأميركية حيال لبنان في المرحلة المقبلة، وكيف ستنعكس على الجبهة الجنوبية والإنسحاب الإسرائيلي وتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار إضافة إلى خطة الجيش بحصرية السلاح بيد الدولة والإصلاحات ومؤتمرات دعم لبنان، لا سيّما أنّ تصريحات براك التصعيديّة تناقض تصريحات وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو وما نقل عنه خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك حيث لم يطلق أي تصريح مشابه لتصريحات برّاك، حيث اقتصر كلامه في تصريح أمس على أن بلاده «ستدعم لبنان للتغلب على أزمته الاقتصادية»، مضيفاً: «الحكومة اللبنانية تواصل معارضتها سياسات إيران».
ولفتت مصادر مطلعة على الموقف الأميركي إلى أن ما قاله برّاك يعكس حقيقة النيات والنظرة العدائية الأميركية لحزب الله وإيران وكل من يواجه «إسرائيل» ويعارض ويناهض المشاريع الأميركية في المنطقة، لكن ليس بالضرورة أن يترجم إلى سياسات وتوجهات على أرض الواقع، لا سيما أنّ لبنان وفق ما ينقل مطلعون على بعض مؤسسات الدولة العميقة في الولايات المتحدة، ليس أولوية أميركية في الوقت الراهن في ظل نجاح الحرب الأخيرة بلجم حـ.ـزب الله وإضعافه وتركيب سلطة سياسية مناهضة للحزب وتنسق مع الأميركيين، وبالتالي تحوّل الاهتمام الأميركي إلى سورية التي باتت الأولوية ولبنان ملحقاً بها، لكن هذا لا يعني أن لبنان ليس في دائرة الاهتمام الأميركي لكونه نافذة أميركية أساسية على البحر المتوسط تستخدمها سياسياً ولوجستياً وعسكرياً وأمنياً في تطبيق سياساتها وخططها في المنطقة.
ولفتت المصادر إلى أن الأميركيين يعرفون أن الجيش لا يستطيع تطبيق خطة الحكومة بحصر السلاح في ظل إمكاناته وقدراته الحالية وفي التركيبة اللبنانية الدقيقة والمعقدة، وهذا ما اعترف به البنتاغون الذي يشرف مباشرة على وضع الجيش اللبناني وعمله في جنوب الليطاني وتسليحه ودعمه، وجاء قرار 5 أيلول الذي عكس تراجع الحكومة عن قرارات 5 و7 آب ليترجم تقييم وزارة الدفاع الأميركية لوضع الجيش. وأضافت المصادر أن موقف برّاك يعبّر عن موقف الجناح الأكثر دعماً لـ»إسرائيل» في الولايات المتحدة، لكنه ليس بالضرورة هو نفسه موقف وزارة الخارجية. لكن الأهم كيف يُترجم موقف برّاك في السياسات والتوجهات الأميركية تجاه لبنان وكيف ستقرأه «إسرائيل»؟ وكيف ستترجمه على أرض الواقع؟
مصدر دبلوماسي أوروبي قال إن المؤشرات الحالية لا تشي بحرب إسرائيلية وشيكة على لبنان مع استمرار العمليات العسكرية الجوية وبقاء القوات الإسرائيلية في الجنوب، لكن توسيع العمليات العسكرية إلى مستوى حرب شاملة على لبنان يحتاج إلى قرار أميركيّ وإمكانات وقدرة عسكرية وتسليحية إسرائيلية وتفرّغ لجبهة واحدة إضافة للقدرة على حسم الحرب لمصلحة «إسرائيل» وبوقت قصير وبأقل كلفة. غير أن جهات دبلوماسية غربية تؤكد بأن «إسرائيل» تحضر لعملية جوية واسعة النطاق في لبنان مع تقدّمات برية لفرض المنطقة العازلة على طول الشريط الحدودي وبعمق يصل بين 7 كلم إلى حدود الليطاني تكون خالية من حـ.ـزب الله وقواعده ومن السكان واليونيفيل وحتى من الجيش اللبناني.
وفي سياق ذلك، حذّر مصدر دبلوماسي عربي من تداعيات حرب الإبادة الإسرائيلية لغزة ومحاولة تهجير أهل القطاع والضفة الغربية، منبهة الى أن التداعيات ستكون كبيرة على مصر والأردن، وستترك انعكاسات سلبية كبيرة على المنطقة برمّتها.