
لكن ماذا يعني هذا الاعتراف؟
تعتبر فلسطين دولة “قائمة وغير قائمة”، بحسب ما يرى عدد من المراقبين، فهي تتمتع باعتراف دولي واسع، وبعثات دبلوماسية في الخارج، وتشارك فرقها في المسابقات الرياضية، بما في ذلك الألعاب الأولمبية.لكن بسبب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المستمر، ليس لها حدود متفق عليها دولياً، على الرغم من القرار الأممي بحدود هذه الدولة (حدود 1967)، ولا جيش لها، ولا اقتصاد مستقل قادر على الوقوف على رجليه، مع تحكم إسرائيل بوارداته.وبسبب الاحـ.ــتلال العسكري الإسرائيلي للضفة الغربية، لا تملك السلطة الفلسطينية -التي شُكِّلت عقب اتفاقيات السلام في التسعينيات- سيطرة كاملة على أرضها وشعبها.ونظراً لوضعها هذا، يحمل الاعتراف بدولة فلسطين طابعاً رمزياً مهماً لا محالة. إذ يمثل موقفاً أخلاقياً وسياسياً قوياً، لاسيما بعد الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة، وتأكيدات أممية بحصول “إبادة” في القطاع الفلسطيني المحاصر.كما يفتح المجال لفتح السفارات، وتبادل السفراء بين فلسطين والدول المعترفة بها، ويعزز حضور الدولة الفلسطينية في المحافل الدولية.إلى ذلك، يشكل ضغطاً دولياً على الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، الذي يتعرض أساساً لانتقادات عدة وضغوطات في الداخل الإسرائيلي.”وعد بلفور”
فالرمزية قوية إذاً، لاسيما لجهة اعتراف بريطانيا بالدولة الفلسطينية، وهي التي أطلقت “وعد بلفور” الشهير عام 1917.وكما أشار وزير الخارجية البريطاني السابق، ديفيد لامي، خلال خطابه بالأمم المتحدة في يوليو الماضي: “تتحمل بريطانيا مسؤولية خاصة لدعم حل الدولتين”. واستشهد لامي بوعد بلفور لعام 1917 – الذي وقعه وزير الخارجية البريطاني آنذاك، آرثر بلفور – والذي عبّر لأول مرة عن دعم بريطانيا “لإقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين”.إلا أن هذا الوعد، وفق قوله، جاء مصحوباً بوعد رسمي “بعدم القيام بأي عمل، من شأنه المساس بالحقوق المدنية والدينية للطوائف غير اليهودية الموجودة في فلسطين”، حسب ما نقلت شبكة “بي بي سي”.لكن المنطقة التي كانت تُعرف سابقاً باسم فلسطين، والتي حكمتها بريطانيا بموجب انتداب عصبة الأمم من 1922 إلى 1948، لطالما اعتُبرت شأناً دولياً غير مكتمل. فعام 1948 نشأت إسرائيل، غير أن جهود إنشاء دولة فلسطينية موازية تعثرت لأسباب عديدة.”حل الدولتين”
أما مقترح “حل الدولتين”، الذي تردد لسنوات، فيشير إلى إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، على نفس الخطوط التي كانت موجودة قبل حرب 1967، وعاصمتها القدس الشرقية – التي احتلتها إسرائيل منذ تلك الحرب.إلا أن الجهود الدولية لتحقيق حل الدولتين باءت بالفشل حتى الأمس القريب، وواصلت إسرائيل توسيع المستوطنات وقضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية، وهو أمر غير قانوني بموجب القانون الدولي.لكن المبادرة السعودية الفرنسية الأخيرة أعادت إحياء هذا المسار، ودعمته في الأمم المتحدة، في خطوة مثلت دفعاً قوياً لحل الدولتين وإحياء السلام.من يعترف بفلسطين كدولة؟
وتعترف 147 دولة من أصل 193 عضواً في الأمم المتحدة بدولة فلسطين.فيما تتمتع فلسطين بصفة “دولة مراقبة دائمة” في الأمم المتحدة، ما يسمح لها بالمشاركة دون حق التصويت.وبوقت سابق الأحد اعترفت رسمياً كل من كندا وأستراليا وبريطانيا بالدولة الفلسطينية، ليرتفع بذلك عدد الدول إلى 150.