رينه أبي نادر – Mtv

لا تنتهي المفاجآت في ملفّ انفجار مرفأ بيروت. ففي توقيت لم يتوقّعه أحد، أوقفت بلغاريا مالك سفينة “روسوس” المواطن الروسي القبرصي، إيغور غريتشوشكين، التي كانت تنقل شحنة نيترات الأمونيوم، والتي خُزّنت في مرفأ بيروت حتّى تاريخ انفجارها في 4 آب عام 2020. قد يُحرّك هذا التّطوّر الملفّ ويكشف خيوطاً مجهولة ومهمّة في القضيّة.

يوضح الصّحافيّ المتخصّص في الشّؤون الأمنيّة والقضائيّة يوسف دياب أنّ “بلغاريا أوقفت مالك السّفينة تنفيذاً لنشرة حمراء صادرة عن الإنتربول، أي بناءً على المذكّرة الدّوليّة المنبثقة عن مذكّرة التّوقيف الغيابيّة التي أصدرها القضاء اللّبنانيّ بحقّه”.
ويُضيف، في حديث لموقع mtv: “عند وصول إيغور غريتشوشكين الى مطار صوفيا، أوقف، ثمّ تبلّغ لبنان أنّ مذكرة التوقيف نفّذت بحقّه، وعليه تقديم طلب الاسترداد لتقييمه”.
ويُشير دياب إلى أنّ “النّيابة العامّة التّمييزيّة تحضّر الملفّ لتقديم طلب لاسترداد مالك سفينة “روسوس” من بلغاريا، بانتظار تجاوب السّلطات البلغاريّة مع لبنان”، ويُتابع: “قد تطلب روسيا استرداد مواطنها، لا سيّما أنّ نفوذ روسيا قد يكون أكثر تأثيراً من لبنان في هذا المجال”.
ويلفت إلى أنّ “روسيا ترفض التّعاون مع لبنان في تحقيقات انفجار مرفأ بيروت، إذ قبل صدور مذكّرة التّوقيف من قبل المحقّق العدليّ الحالي القاضي طارق البيطار، كان المحقّق العدلي السّابق في قضيّة الانفجار فادي صوّان طلب تسليم مالك الباخرة وطاقمها ورجلَي الأعمال السوريَّيْن – الروسيَّيْن الأخوَين مدلل وعماد خوري، ولم تتجاوب روسيا مع هذا الطّلب”.
ويُشدّد دياب على أنّ “من حقّ القضاء اللّبنانيّ تقديم طلب لاسترداده، وفي حال ولم يسلَّم، قد يطلب لبنان انتقال المحقّق العدلي القاضي طارق البيطار الى بلغاريا لاستجوابه”، مؤكّداً أنّه “لا يمكن التّفاؤل كثيراً في تسليمه خصوصاً ألا اتّفاقية قضائيّة بين لبنان وبلغاريا لتسليم المطلوبين، لذا قد يعرقل عدم وجود الاتّفاقيّة القضائيّة بين البلدين عمليّة التّسليم، لكن هذه محاولة من المفترض أن يقوم بها القضاء اللّبنانيّ”.

ويختم دياب، مشيراً إلى أنّ “هذه خطوة مهمّة في إطار استكمال التّحقيقات التي يقوم بها البيطار، لا سيّما أنّ مالك الباخرة سيُفيد التّحقيق، فهو يعرف وجهة نيترات الأمونيوم الحقيقيّة، كما أنّه من المفترض أن يعلم نوع البضاعة الموجودة على متن الباخرة، ومَن دفع ثمن النّيترات، ومَن اشتراها، ولماذا نقلت الى لبنان، وهل صحيح أنها لرجال أعمال سوريّين واستقدمَت الى مرفأ بيروت من أجل نقلها إلى سوريا؟”.