
نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيليّة تقريراً جديداً تحدثت فيه عن سياسة الاغتيالات التي تمارسها إسرائيل في المنطقة، مشيراً إلى أن هذا الأمر لم يعُد مقتصراً على غزة فحسب بل بات عابراً للحدود.
ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إنَّ “المعركة بين إسرائيل وأعدائها، لم تعُد معركة محلية صغيرة، بل أصبحت صراعاً واسع النطاق يتجاوز الخرائط ويتجاهل قواعد الحدود”، وأضاف: “بالنسبة لشعب إسرائيل، إنها معركة من أجل البقاء، حربٌ بلا حدود، لا تُراعي الجغرافيا أو من يتولى زمام الأمور”.
وتابع: “بعد مجـ.ـزرة السابع من تشرين الأول 2023، اتخذت إسرائيل قراراً حاسماً، فحربها لن تقتصر على من يرتكبون الإرهاب في غزة، بل ستشمل أيضاً كل من يبرر الإرهاب أو يدعمه بالتحريض والدعاية. لهذا السبب اغتيل أبو عبيدة. لم يكن الأخير مُجرد متحدث باسم حمـ.ـاس، كما يحلو للبعض أن يصفه، بل استخدم أيديولوجية مسمومة لتبرير ما قامت به حمـ.ـاس، وأصبح هدفاً يجب على إسرائيل التخلص منه”.
وأكمل: “لم يكن مقتلُ أبو عبيدة حادثاً عابراً، بل هو جزء من نهج واضح يُثبت أن كل من يُساهم في خلق الموت، سواءً بالسلاح أو بالكلمات، سيُعامل بنفس الطريقة، وسيتم القضاء عليه. الحقيقة هي أن إسرائيل تبني سياستها على حماية شعبها قبل كل شيء، وعلى إزالة التهديدات بملاحقة الإرهابيين وقتلهم أينما كانوا. كذلك، تدرك إسرائيل أن التساهل مع الإرهاب له ثمن باهظ. ولذلك، يُعدّ اجتثاث قادة وعناصر الإرهاب الهدف الأهم للأمن القومي الإسرائيلي”.
وتابع: “كل اسم في ملفات أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ينتظر دوره وأحياناً يطول الانتظار، لكن النتيجة واحدة دائماً.. إنهم أحياء الآن، لكنهم يعيشون في زمنٍ مُستعار. هذه الفكرة بحد ذاتها جزءٌ من الحرب النفسية، تُبقي كل شخص مستهدف في خوفٍ دائم، مُدركاً أن الضربة قد تأتي في أي لحظة، سواءً كان مختبئًا في نفقٍ مظلم أو يعيش في العراء في غرفةٍ فاخرةٍ بعاصمةٍ أجنبية”.
وأكمل: “اغتيال أبو عبيدة في 30 آب ليس سوى حلقة من سلسلة طويلة من عمليات الانتقام القاسية التي تنفذها قوات الأمن الإسرائيلية بلا هوادة. قبله، قُتل إسماعيل هنية في قلب طهران، في رسالة قوية مفادها أن حتى أكثر الأماكن تحصيناً لا يمكنها حماية أعداء إسرائيل. كذلك، تُظهر إسرائيل اليوم أن استهداف قادة الإرهاب لم يعد يقتصر على غزة والمناطق المجاورة، بل أصبح سياسة عابرة للحدود، والعملية التي قتلت معظم من يسمون أنفسهم حكومة الحوثيين خير دليل على ذلك”.
وقال: “لم يكن الأمر مجرد عمل عسكري، بل نجاح استخباراتي يُثبت قدرة الجيش وأجهزة التجسس الإسرائيلية على التوغل في عمق بلدان بعيدة واختراقها. المسافة لا توفر الحماية. قد يتأخر سداد الفاتورة، لكنها دائماً تستحق السداد. مع هذا، فقد حملت تلك العملية رسالة مزدوجة: كل من يُشكل تهديداً لإسرائيل وشعبها سيكون في مرمى النيران، وهدفاً مشروعاً متى شاءت إسرائيل”.
وزعم التقرير أن “الاغتيالات ليست مجرد ردود فعل على أحداث فردية، بل هي تعبير عن اعتقاد أمني راسخ مفاده أن الوقاية الحقيقية من الهجمات تتم من خلال عمليات تصفية مستمرة، وإغراق الأعداء في الحزن، وتوجيه ضربات قاضية إلى رؤوس الشر”، وتابع: “تعتبر إسرائيل هذه السياسة أداةً ضروريةً لحماية أمنها القومي، حتى لو تطلب الأمر مواجهة ضغوط دبلوماسية أو سياسية”.
وأضاف: “يبدو أن سياسة تحييد الأهداف الإرهابية والقضاء عليها واضحة. القائمة مفتوحة، ولا يزال بنك أهداف الموساد وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية يعجّ بالأسماء. لن تتوقف الضربات العسكرية والاستخباراتية، ولن يُنسى الماضي. من يظن أن المسافة تحميه سيكتشف أن الأمان وهم، ومن يظن أن الدول الإقليمية ستحميه سيكتشف أن الحماية ضعيفة ولا تصمد أمام الذراع الطويلة”.
وختم زاعماً: “الرسالة التي تُرسلها إسرائيل اليوم هي أن قادة الإرهاب لا حماية لهم”، على حد قوله.
المصدر:
ترجمة “لبنان 24″