قالت أوساط دبلوماسية لـ “نداء الوطن” إن المنطقة برمتها بعد استهداف إسرائيل قادة “حمـ.ـاس” في قطر “أمام تحديات كبرى والصراع لم ينته فصولًا والأمور تتجه إلى مزيد من المواجهات في المرحلة المقبلة”. أما بالنسبة إلى لبنان، فذكرت هذه الأوساط أن استهداف إسرائيل قادة “حمـ.ـاس” يمثل “تجاوزًا لكل الخطوط الحمر ، وذهبت إسرائيل في اتجاه هذا الاستهداف لتقول إن الممانعة لن تكون بمنأى عنه في أي دولة وجدت وبالتالي هذه رسالة واضحة ليس فقط لـ “حمـ.ـاس” وإنما أيضًا لـ “حـ.ـزب الله”، ما يعني أن المرحلة المقبلة مرشحة أيضًا لاغتيالات سياسية ومزيد من الأعمال العسكرية والعنفية”.

وأشارت أوساط سياسية مواكبة للتطورات إلى وجود مسارات للعمل في لبنان على 3 أمور أساسية للضغط على “الحزب”:الأول، بدأت عملية تصعيد ميداني إسرائيلي أكثر من المعتاد. لذا، فإن إسرائيل ماضية قدمًا باستهداف “حـ.ـزب الله” في حال أصرّ على تمسكه بسلاحه ولم تسرع الدولة في حسم مسألة احتكار السلاح .الثاني أميركي، لجهة أن الولايات المتحدة مصممة على إنهاء ملف احتكار السلاح في الدولة وإنهاء وضعية “حـ.ـزب الله” دعمًا للدولة اللبنانية وتطبيقًا للدستور. وتدرك واشنطن أن الدولة بحاجة لهذا الدعم باعتبار أنها في مواجهة مشروع إقليمي إيراني .الثالث مسار داخلي، بين مواقف رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وما يقوم به الجيش على أرض الواقع، تبدو الدولة مصممة على تطبيق قرارات مجلس الوزراء التي صدرت منذ 5 آب الماضي لمحاصرة المشروع المسلح الخارج عن الدولة اللبنانية.
وحذّرت مصادر مطلعة لـ”البناء” من توجّه إسرائيلي لتوسيع الحرب على لبنان لأسباب داخلية إسرائيلية أمنية وسياسية في ضوء المشروع الإسرائيلي الكبير في المنطقة، ولفتت المصادر الى أن “إسرائيل” تحاول تنفيذ مشروعها في المنطقة بشكل تدريجي أو خطوة خطوة، عن طريق قضم المزيد من الأرض اللبنانية وتنفيذ اغتيالات لمسؤولين وعناصر في حـ.ـزب الله وتدمير مراكز ومخازن للصواريخ التي تهدد أمنها، الى جانب إنشاء منطقة عازلة في الشريط الحدودي ومنع عودة النازحين وإعادة الإعمار بموازاة المزيد من الضغط الأمني والدبلوماسي والسياسي والمالي الأميركي على حـ.ـزب الله لتقييده على كافة الصعد، وخصوصاً عن طريق الحدود اللبنانية السورية، ما يُبقي الحزب تحت النار لمنع ترميم قدراته”. واستبعدت المصادر “شن “إسرائيل” حرباً واسعة النطاق على لبنان في الوقت الراهن بل ستكتفي بما تفعله مما تدعيه أنه إنجازات وحرية حركة أمنية وجوية في الجنوب والبقاع والضاحية وأي منطقة أخرى”.