انطلقت اليوم في عكار حملة ميدانية واسعة لحماية الأحراج، بمشاركة دوريات مشتركة من وزارة الزراعة، مصلحة الزراعة في عكار، اتحاد بلديات جرد القيطع، بلديتي فنيدق ومشمش ومراكز الأحراج، بمؤازرة من آمر فصيلة مشمش الرائد أحمد الأدرع عبر مغفر القموعة، وبمتابعة مباشرة من دائرة التنمية الريفية في عكار.
شارك في الجولة الميدانية رئيس اتحاد بلديات جرد القيطع المحامي محمد البعريني، رئيس مصلحة الزراعة في عكار طه مصطفى، رئيس بلدية فنيدق حسام جود ونائبه خالد أحمد، عضو بلدية مشمش علي طالب، مدير فريق المستجيب الأول في الاتحاد عامر طالب، وعدد من الناشطين البيئيين.وقد تزوّدت الدوريات بطائرتين مسيّرتين “درون” تابعتين لمصلحة الزراعة والاتحاد، بهدف تنفيذ مسح شامل لأحراج فنيدق – القموعة – جرد مشمش، وضبط أي مخالفات أو اعتداءات على الثروة الحرجية.خلال الجولة، شدد البعريني على أن “حماية الغابات ليست ترفاً، بل واجب وطني وأخلاقي”، مؤكداً أن اتحاد بلديات جرد القيطع “لن يتهاون مع أي مخالف”، موضحاً أن الغرامات ستتراوح بين 500 مليون وملياري ليرة لبنانية بحسب نوع المخالفة. وأضاف: “نحن لا نمنع الناس من تأمين حاجاتهم للتدفئة، لكننا ندعوهم إلى اعتماد بدائل متاحة مثل المازوت الذي بات أوفر من الحطب، والاستفادة من التشحيل ضمن الأطر القانونية”. وختم قائلاً: “الغابة التي نحميها اليوم هي ضمانة لمستقبل أبنائنا، والتعاون بين الأهالي والبلديات هو الطريق الوحيد لصون ثروتنا الخضراء”.بدوره، اعتبر رئيس مصلحة الزراعة في عكار طه مصطفى أن “هذه الحملة هي باكورة خطة وطنية متكاملة لحماية الغابات”، لافتاً إلى أن “استخدام الطائرات المسيّرة يشكّل نقلة نوعية في آليات المراقبة، ويساعد على كشف التعديات والتدخل السريع”. وأوضح أن “الجولة الميدانية انطلقت من فنيدق – القموعة مروراً بجرد مشمش، وشملت مواقع حساسة بيئياً”، مؤكداً أن هذه الخطوة ستتوسع لاحقاً لتغطية جميع غابات عكار بالتنسيق مع البلديات والجمعيات والأهالي.وختم مصطفى بالتأكيد أن “الغابات ثروة وطنية لا تقدر بثمن، وإذا خسرناها لن نستطيع تعويضها بسهولة، لذلك يجب أن نتكاتف جميعاً لحمايتها وصونها للأجيال المقبلة”.