تتجه الأنظار الى الحركة اللبنانية في الخارج، بدءاً، من المشاركة في القمة العربية – الاسلامية، في الدوحة يومي الاحد والاثنين المقبلين، والتي يمثل لبنان فيها الرئيس جوزف عون، قبل ان يتوجه في بحر الاسبوع الطالع الى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة.

 
في المقابل، تصدّر ملف دعم الجيش اولويات المباحثات التي أجراها الموفد الرئاسي الفرنسي، جان إيف لودريان، في بيروت، وتناولت مساعي باريس لرعاية مؤتمرين لدعم الجيش ولإعادة الإعمار، بعد المساعي التي قامت بها فرنسا في تجديد ولاية ” اليونيفيل”.
 
وقد أبلغه رئيس الجمهورية جوزيف عون، “أن دعم الجيش يوازي في أهميته إعادة الإعمار”، مطالباً” بضغط أميركي وفرنسي على إسرائيل، مما يساعد الجيش على استكمال الخطة الأمنية”.
وكتبت” النهار”: العامل الإيجابي الذي طبع زيارة لودريان تمثّل في ما نقله بنفسه إلى الرؤساء الثلاثة، جوزف عون ونبيه بري ونواف سلام، من أنه لمسَ استعدادات إيجابية في المملكة العربية السعودية حيال لبنان في ظل القرارات والإجراءات التي اتخذتها الحكومة، علماً أنه زار المملكة قبل وصوله إلى بيروت. ومن شأن هذه المعطيات أن تبدّد كل “الردح” التشكيكي الذي حيك حول المواقف الخارجية من قرارات مجلس الوزراء في جلسة الخامس من أيلول.
 
وتعزّزت الاتجاهات الخارجية الإيجابية ولا سيما منها الفرنسية والخليجية والأميركية حيال قرارات مجلس الوزراء الأخيرة وخطة قيادة الجيش لتنفيذ قرار حصرية السلاح، بعدما واكب التحرك الفرنسي وزارة الدفاع الأميركية الموافقة على مساعدات للبنان تقدر قيمتها بنحو 14.2 مليون دولار مخصصة للجيش اللبناني.
 
وقالت مصادر مواكبة للزيارة لـ«الشرق الأوسط» إن مؤتمر دعم الجيش الذي وعد به الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الشهر الماضي، «تصدر المباحثات»، ونقل عنه «أجواء إيجابية» عبر اتصالات دولية خاضها لودريان، بغرض التمهيد للمؤتمر وتأمين الدعم اللازم للجيش بما يمكنه من تنفيذ مهامه، مشيرةً إلى أن فكرة المؤتمر «تأخذ طريقها من خلال الاتصالات الفرنسية، إلى التنفيذ بمعزل عن المدينة التي ستستضيف المؤتمر»، في إشارة إلى أفكار لعقده خارج فرنسا.
 
وتشير مصادر أخرى مطلعة على المباحثات في بيروت، إلى أن الأولوية الفرنسية تتمثل في دعم الاستقرار الداخلي، والاستقرار على الحدود، ومساعدة لبنان إلى النهوض، مشيرةً إلى أن ذلك «يجري عبر دعم الجيش، وتنفيذ الإصلاحات المطلوبة»، بعد تأمين التمديد لبعثة «يونيفيل» بدفع فرنسي، فضلاً عن «إعادة إعمار ما هدمته الحرب الإسرائيلية الأخيرة، وهي جزء من الخطط الفرنسية عبر رعاية مؤتمر لتمويل إعادة الإعمار».وذكرت “نداء الوطن”، أن الموفد الرئاسي الفرنسي أوضح للرئيس عون والمسؤولين اللبنانيين أنّ مؤتمر دعم الجيش اللبناني الذي سيُعقد منتصف تشرين الأول، في باريس أو الرياض، هو منفصل تمامًا عن مؤتمر دعم لبنان والإعمار، الذي لا يزال مشروطًا بإنجاز الإصلاحات المطلوبة.
وأشار لودريان إلى أن السعودية أبدت استعدادًا لدعم الجيش وإنجاح المؤتمر، فيما شدد على ضرورة التنسيق مع واشنطن في ملف التهدئة مع إسرائيل، خصوصًا أن عون طالب فرنسا بالضغط على تل أبيب للانسحاب والالتزام بالهدنة. أما بشأن “اليونيفيل”، فأكد لودريان ضرورة تنسيق انسحابها بعد انتهاء مهمتها، تجنّبًا لأي فراغ.وكتبت” اللواء”: افادت المعلومات ان لودريان جاء الى بيروت من السعودية حيث التقى الامير يزيد بن فرحان مساعد وزير الخارجية، وبحث معه بشكل خاص موضوع مؤتمري دعم لبنان والجيش. واكد للمسؤولين اللبنانيين ان مؤتمر دعم الجيش سيعقد خلال الشهرين المقبلين بدعم سعودي واميركي «غير مشروط»، بدأت مؤشراته بإعلان الكونغرس الاميركي امس تخصيص «مساعدات امنية» للجيش اللبناني بقيمة 14 مليون ونصف مليون دولار تليها لاحقا دفعية بقيمة 190 مليوناً.
 
 اما مؤتمر تعافي لبنان واعادة الاعمار فهو مرتبط بتنفيذ موضوع حصر السلاح بيد الدولة، وكل الاصلاحات، والاتفاق مع صندوق النقد الدولي الذي يعقد اجتماعاته السنوية في الخريف المقبل، وسيشارك لبنان فيه في تشرين الاول. فيما يصل الى بيروت وفد من الصندوق في 22 ايلول الحالي للقاء الوزراء والمسؤولين المعنيين بالاصلاحات. 
 
وكتبت” الديار”:حضر الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت حاملا معه وعدا بعقد مؤتمرين، دون تحديد موعد محدد لهما، احدهما لدعم الجيش، والآخر لاعادة الاعمار، واذا كان المبعوث الفرنسي قد ربط النجاح بعقد مؤتمر الاعمار بالاصلاحات الاقتصادية، لا نزع السلاح، الا انه نقل عن المسؤول السعودي عن الملف اللبناني يزيد بن فرحان الذي التقاه قبل وصوله الى بيروت، استعداد الرياض لتقديم دعم للجيش لكن في اطار تنفيذ خطة حصرية السلاح، وهو شرط وضعه الاميركيون ايضا في اطار الاعلان عن دعم بـ 140 مليون دولار للمؤسسة العسكرية، حيث عللت المساعدة بدعم الجيش في اضعاف قدرات حـ.ـزب الله.
 
لودريان الذي نقل الى الرئيس عون تاكيد الرئيس ماكرون استمرار الدعم الفرنسي للبنان في المجالات كافة، لا سيما بالنسبة الى العمل لانعقاد مؤتمرين دوليين، الأول لدعم الجيش اللبناني والثاني لدعم الاقتصاد وإعادة الاعمار. الانه ووفق مصادر مطلعة، لم يقدم اي وعود حيال امكانية التاثير على الموقف الاسرائيلي الرافض لتخفيف حجم عملياته على الساحة اللبنانية. ففي ظل التوتر في العلاقات الفرنسية –الاسرائيلية لا «مونة» لباريس على «اسرائيل» ، لكن بحسب المعلومات الفرنسية فان الاميركيين لم يحصلوا على اي تعهد بانسحاب من النقاط المحـ.ـتلة، ولا تخفيف للاعتداءات.وأشارت مصادر مطلعة لـ»البناء» إلى أنّ زيارة لودريان تفتح باب العودة الفرنسية إلى لعب دورٍ محدود في الداخل اللبناني بعدما طغى الدور الأميركي منذ انتخاب رئيس الجمهورية، حيث غُيّب الدور الفرنسي لصالح الزيارات الماراتونية للوفود الأميركية من كافة المستويات وكان آخرها الوفد الدبلوماسي – العسكري الرفيع وقبله الوفد الدبلوماسي والسياسي. ولفتت المصادر إلى أن الفرنسيين يحاولون لعب دور بين الأطراف السياسية الداخلية للحفاظ على دورهم التاريخي في لبنان ولكي يكونوا جزءاً من أي تسوية أميركية سعودية إيرانية في لبنان تعود لهم بعائدات اقتصادية ومالية في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية والسياسية في فرنسا. إلا أن المصادر أوضحت أن الدور الفرنسي في لبنان لا يملك تأثيراً كبيراً في المعادلة اللبنانية وهو غير مستقل بل تحت السقف الأميركي ـ السعودي إذا لم يكن بالتنسيق الكامل لا سيما بما خص مؤتمرات الدعم التي تعِد فرنسا بتنظيمها، وبالتالي لا تعول المصادر على دور فرنسي فاعل في دعم لبنان مالياً واقتصادياً وعلى صعيد إعادة الإعمار ودفع الإسرائيلي للانسحاب من الأراضي المحـ.ـتلة ووقف عدوانه وتوسعه في لبنان.
 
وكشفت مصادر دبلوماسيّة أنّ «الموفد الّرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الّذي وصل إلى لبنان بعد لقاء مع الموفد السّعودي يزيد بن فرحان في الرياض، أكّد للمسؤولين اللّبنانيّين أنّ مؤتمر دعم الجيش اللبناني سيحصل في الشّهرين المقبلَين بدعم سعودي وأميركي». وأشارت معلومات القناة، إلى أنّ «لودريان أبلغ المسؤولين عن تفاهم سعودي ـ فرنسي ـ أميركي لعقد المؤتمر، بعد إقرار الكونغرس 14 مليوناً ونصف مليون دولار لدعم الجيش، بانتظار 190 مليون دولار على الطّريق»، لافتةً إلى أنّ «لودريان أبلغ المسؤولين اللّبنانيّين أيضاً أنّ مؤتمر دعم الجيش غير مشروط، أمّا مؤتمر إعادة الإعمار فهو مشروط بتنفيذ الإصلاحات والاتفاق مع صندوق النقد الدولي وحصر السّلاح».
تفاصيل
وكان لودريان نقل إلى رئيس الجمهورية جوزف عون تحيات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وتأكيده استمرار الدعم الفرنسي للبنان في المجالات كافة، لا سيما بالنسبة إلى العمل لانعقاد مؤتمرين دوليين، الأول لدعم الجيش اللبناني، والثاني لدعم الاقتصاد وإعادة الإعمار. واطلع الوزير لودريان رئيس الجمهورية على نتائج “الاتصالات المشجعة” التي أجراها في المملكة العربية السعودية قبل يومين، لافتاً إلى أن الإجراءات التي اتخذها لبنان في 5 آب و5 أيلول، ومنها الخطة التي وضعها الجيش لتحقيق حصرية السلاح، وكذلك إصدار قوانين إصلاحية في المجالين الاقتصادي والمالي، “شكلت خطوات إيجابية من شأنها أن تساعد في زيادة الدعم الخارجي للبنان في المجالات كافة”.
 
وأعرب رئيس الجمهورية للموفد الفرنسي عن امتنانه للدور الذي يلعبه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في التحضير لعقد مؤتمرين لدعم الجيش اللبناني، وإعادة الإعمار. وأبلغ لودريان أن “لبنان ماضٍ في إنجاز الإصلاحات الاقتصادية والمالية، ليس فقط لأنه مطلب دولي، بل لقناعة لبنانية راسخة بأن هذه الإصلاحات تشكل مدخلاً أساسياً لعملية النهوض الاقتصادي”. وأكد للوزير لودريان خلال الاجتماع الذي حضره السفير الفرنسي في بيروت هيرفيه ماغرو، أن “الحكومة تعمل على إنجاز مشروع قانون الفجوة المالية خلال شهر أيلول الجاري وإحالته إلى مجلس النواب لدرسه وإقراره، وذلك بعد صدور قانون السرية المصرفية وإعادة تنظيم المصارف وغيرها من الإجراءات والتدابير”. وأشار الرئيس عون إلى “أن الجيش يواصل تطبيق الخطة الأمنية، بدءاً من منطقة جنوب الليطاني لسحب كل المظاهر المسلحة من جميع الأطراف اللبنانيين والفلسطينيين، لكن استمرار الاحـ.ــتلال الإسرائيلي لعدد من الأراضي اللبنانية يحول دون استكمال انتشار الجيش حتى الحدود الدولية”، وأكد أن “أي ضغط فرنسي أو أميركي على إسرائيل للتجاوب مع إرادة المجتمع الدولي بوقف الأعمال العدائية ضد لبنان، سوف يساعد على استكمال الخطة الأمنية التي وضعها الجيش ورحّب بها مجلس الوزراء الأسبوع الماضي”.
 
والتقى لودريان والوفد المرافق رئيس مجلس النواب نبيه بري، ثم زار السرايا الحكومية حيث استقبله رئيس الحكومة نواف سلام الذي أطلعه على الوضع العام في لبنان بعد القرارات الحكومية الأخيرة لجهة حصر السلاح بيد الدولة، مؤكداً “أنّ هذا المسار أصبح خيارًا وطنيًا لا عودة عنه”. كما عرض سلام أولويات عمل الحكومة في المرحلة المقبلة، محدِّداً ثلاث محطات أساسية تشكّل ركائز في هذا المسار: “مؤتمر إعادة الإعمار والتعافي الاقتصادي لتعبئة الموارد اللازمة للبنى التحتية والمساكن وتحريك عجلة الاقتصاد. مؤتمر دعم الجيش اللبناني لتأمين التمويل والقدرات اللوجستية والعتاد، بما يمكّنه من تعزيز الاستقرار وبسط سلطة الدولة. ومؤتمر “بيروت 1″ للاستثمار لفتح آفاق جديدة أمام الاستثمارات وترسيخ ثقة المجتمع الدولي بلبنان”. وشدد على أنّ هذه المحطات مترابطة وتكمل بعضها بعضًا، إذ لا يمكن تحقيق النهوض الاقتصادي من دون الاستقرار الأمني، ولا ترسيخ الاستقرار من دون مؤسسات قوية وبيئة استثمارية جاذبة، مؤكّدًا أنّ إنجاح هذه المسارات الثلاثة يتطلّب دعم فرنسا، إلى جانب الأصدقاء العرب والدوليين”.