بمعزلٍ عن النتائج المترتبة عن الغارات الإسرائيلية التي استهدفت قيادات في حركة “حماس” خلال اجتماعها في قطر وفشلت في اغتيالها، إضافةً إلى ردود الفعل العربية والدولية، فإن الرسالة الإسرائيلية من وراء العدوان على دولة خليجية، كما تقرأها مصادر دبلوماسية عليمة، هي الإعلان عن دخول حرب غزة مرحلةً جديدة وبالتوازي الإيذان بنقل الصراع إلى ساحات أخرى في المنطقة.

إلاّ أنه من الثابت كما تقول المصادر الدبلوماسية ل”ليبانون ديبايت”، أن “لا تغيير وشيك في مشهد الحرب على غزة، ولن يعلن بنيامين نتنياهو انتهاء الحرب، إلاّ عند إعلان النصر على “حماس”.

ومن ضمن هذا السياق تتحدث المصادر عن توظيف نتنياهو لأي عملية للحركة من أجل توسيع الحرب، مشيرةً إلى أن إعلان “حماس” الصمود وبأنها ما زالت تحكم وتسيطر على قطاع غزة، قد أعطى نتنياهو الفرصة لتبرير عدوان إسرائيل على الشعب الفلسطيني، وبالتالي، فإن قيادة “حماس” تتحدث عن الإنتصار والصمود والقدرة على التصدي، ونتنياهو يمضي في حربه وصولاً إلى ما جرى بالأمس في قطر من هجومٍ استهدف وفد الحركة المفاوض.

و ترى المصادر الدبلوماسية، أن نتنياهو لم يجد من يخدم مخططاته بقدر ما قامت به “حماس” في الضفة الغربية، وما قام به “حزب الله” في لبنان، فهو استفاد من تهديداتهم ليصوّر معركة إسرائيل بأنها “وجودية”، وعلى هذا الأساس جاء بالدعم الأميركي المطلق وصولاً إلى توريط الأميركيين في العملية التي دارت في طهران.

وإذ تقول المصادر أن نتنياهو يدّعي اليوم أن عملية قطر جاءت بالتنسيق والتعاون مع الجانب الأميركي، فهي تسأل عن “كيفية تبرير الأميركيين الإعتداء على دولة قطر وضرب الوسيط السامي الخليجي بشان قضية غزة، خصوصاً وأن قطر وهي الدولة الأساسية التي سبقت كل الأطراف في المنطقة لرعاية الوضع في غزة”.

وحول انعكاس الهحوم الإسرائيلي على قطر وتطورات حرب غزة على الجبهة اللبنانية، ترى المصادر الدبلوماسية أن المرحلة المقبلة ستؤكد أن “الوضع اللبناني بات في الثلاجة”.

لكن المصادر توضح بأن “المهم اليوم دولياً وأميركياً، هو عدم حصول فتنة في الداخل أو مواجهات داخلية، وهي منعدمة الأسباب، كما أن الأهمّ أن يبقى الحفاظ على الحدّ الأدنى من ضبط النفس على باقي الأراضي اللبنانية، مع العلم أن إسرائيل لا ترضخ لكل هذه الرغبات الأميركية وهي ماضية في عملياتها والدليل ما قامت به من غارات على مناطق جرود بعلبك – الهرمل”.

وهنا تكشف المصادر معلومات دبلوماسية، مفادها بأن إسرائيل أعلنت المنطقة التي هاجمتها في جرود الهرمل، منطقة عسكرية على خلفية أنها المنطقة التي تجمع السلاح الصاروخي والبعيد المدى والسلاح الذكي ل”حزب الله”، ولذا فقد ضمّت اسرائيل هذه المنطقة عملياً الى منطقة جنوب الليطاني وكأنها باتت مساحةً واحدة تشكل مصدر تهديد لإسرائيل.