ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد الرابع عشر من زمن العنصرة في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان، يعاونه المطرانان جوزيف النفاع والياس نصار والقيم البطريركي الخوري طوني الآغا والأب فادي تابت والآباء كميليو مخايل وهادي ضو، في حضور حشد من المؤمنين.
بعد تلاوة الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان: “إنّ سماع كلام الله في الإنجيل، والعمل بموجبه، واجب حياتي لكلّ إنسان، وبخاصّة لكلّ مسؤول سياسيّ وإداريّ في الشأن العام. إنّ المسؤولين المدنيّين مدعوّون للعودة إلى “واحد” أساس، هو الإلتزام والعمل في سبيل:- دولة تُبنى على الحقّ والعدالة.- ومواطن يحفظ أرضه وهويّته.- ومسؤول يضع الخير العام قبل المصالح الخاصّة.- وبناء وحدة وطنيّة داخليّة تعلو فوق الإنقسامات، والصراع على النفوذ”.واكد ان “اللبنانيّين بحاجة إلى الجلوس عند “قدميّ الحقّ”، والإصغاء إلى رسالتهم التاريخيّة. هذه الرسالة موجّهة اليوم إلى الجميع:- إلى المسؤولين السياسيّين: أن يضعوا مصلحة الوطن والشعب كلّه فوق كلّ اعتبار.- إلى الإقتصاديّين وأصحاب القرار: أن يعيدوا بناء الثقة بالإقتصاد الوطنيّ.- إلى المواطنين: أن يصمدوا في أرضهم، أساس هويّتهم وتاريخهم.- إلى المربّين والروحيّين: أن يزرعوا الرجاء في القلوب والقيم في الرؤوس.- إلى الشباب: أن لا يسمحوا لليأس أن يقتلع أحلامهم، وان يقطع جذورهم”.واردف: “من إنجيل اليوم ننتقل إلى واقع وطننا لبنان. بين مرتا ومريم نجد صورة لوطن يعيش صراعًا بين كثرة الهموم والإضطرابات من جهة، والحاجة إلى ثبات على الأساسيّات من جهة أخرى. لبنان اليوم يشبه بيت عنيا: “بيتًا مفتوحًا لله، ولكن مثقلًا بالإنشغالات اليوميّة، منغمسًا في الأزمات الإقتصاديّة والإجتماعيّة والسياسيّة. وطننا بحاجة إلى “مريم” تجلس عند قدميّ الله لتسمع صوته، وإلى “مرتا” تخدم بصدق وإخلاص، أي إلى قيادة روحيّة تذكّر بالأساسيّات، وإلى مسؤولين يعملون بضمير حيّ. لكنّ العمل بدون إصغاء لكلام الله يتحوّل إلى اضطراب، والإصغاء بدون عمل يتحوّل إلى تقاعس. نحن بحاجة إلى الإثنين معًا”.وتابع: “لن يقوم لبنان بالإنشغال بالصغائر، بل بالعودة إلى الجوهر، أعني: العيش المشترك، والكرامة الإنسانيّة، والحريّة، والمساواة تحت سقف القانون. هذا هو “النصيب الأفضل” الذي لا يجوز أن يُنتزع منّا، والذي إذا فقدناه لن ينفعنا أي شيء آخر”.وختم الراعي: “فلنصلِّ، أيّها الإخوة والأخوات، من أجل وطننا لبنان لكي يلهم الله أبناءه، قادةً وشعبًا أن يحسنوا التوازن بين الإصغاء لكلام الله والعمل بموجبه، وبين التأمّل والخدمة. ولنصلِّ من أجل أن يتحوّل قلقنا واضطرابنا إلى ثقة ورجاء فنكتشف من جديد أنّ “الحاجة إلى واحد”، هو الله الذي وحده يعيد إلينا سلامنا المفقود. له المجد والتسبيح الآن وإلى الأبد، آمين”.