شهد عام 2025 واحدة من أكثر اللحظات غرابة في تاريخ الاقتصاد العالمي، إذ ارتفعت الأصول عالية المخاطر والملاذات الآمنة معًا في وقت واحد، في مشهد وصفه الخبراء بأنه “حفلة استثمارية خرج منها الجميع رابحين”.

قفزة في القيمة السوقية للأسهمبلغت القيمة السوقية لأسواق الأسهم العالمية 133 تريليون دولار، محققة مكاسب تجاوزت 7 تريليونات منذ مطلع العام. الأسهم الأميركية لعبت دور القاطرة عبر عمليات إعادة شراء الأسهم (share buybacks) التي ضخت مئات المليارات، فرفعت الطلب وخلقت أرضية سعرية صلبة ضد التراجعات.
وحققت بعض صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) مكاسب تراوحت بين 40 و50 بالمئة منذ بداية العام، وهو رقم استثنائي حتى في وول ستريت.أوروبا والصين تعودان إلى المشهد
– في أوروبا: الإنفاق على البنية التحتية وتدفق الاستثمارات أعادا الزخم لأسواق مثل ألمانيا وبعض اقتصادات شرق أوروبا.
– في الصين: سجلت الأسهم رالي استثنائياً بدفع من الاستثمارات الحكومية والخاصة في قطاعات العقار والصناعة والتكنولوجيا، ما أعاد الثقة بالاقتصاد الصيني بعد سنوات من التباطؤ.الذهب والفضة.. الملاذات تلمعرغم ارتفاع شهية المخاطرة، ارتفع الذهب 34% ليسجل أعلى مستوى تاريخي، فيما قفزت الفضة 40% متجاوزة 40 دولارًا للأونصة لأول مرة منذ 2011. هذه القفزات عكست وفرة السيولة وخسارة السندات لجاذبيتها.العملات المشفرة.. نصف تريليون جديدحققت العملات الرقمية مكاسب تفوق 500 مليار دولار في سبعة أشهر فقط، وصنعت أكثر من 16,000 مليونير جديد.
– إيثيريوم كانت النجم الأبرز بدعم من تشريعات أميركية أوضحت الإطار القانوني.
– بيتكوين تعرضت لبعض التراجعات لكنها أظهرت مرونة بفضل دخول نماذج استثمارية جديدة قللت من التذبذب.الدولار تحت الضغط

تراجع الدولار الأميركي بفعل توقعات خفض الفائدة مرتين هذا العام. ضغوط الرئيس ترامب على الفيدرالي لتسريع الخفض زادت الضغط، فيما وجد اليورو دعمًا من بطء البنك المركزي الأوروبي في خفض الفائدة. أما الين الياباني فاستفاد من تحسن السياسات الاقتصادية.”كسر القاعدة” في الأسواقالمحلل وائل مكارم أوضح أن ما يميز 2025 هو كسر القاعدة التقليدية: لم يعد هناك تبادل أدوار بين الأسهم والملاذات الآمنة، بل ارتفعت جميع الأصول دفعة واحدة، مدفوعة بالسيولة العالمية وتخارج الأموال من السندات.سؤال المستقبلهل يمثل 2025 بداية دورة صعود طويلة الأمد أم مجرد “لحظة تاريخية” ستتبعها تصحيحات عنيفة؟
الإجابة، وفق الخبراء، ستبقى رهن بيانات الاقتصاد الكلي وقرارات البنوك المركزية، لكن المؤكد أن 2025 سيُذكر كعام أعاد رسم قواعد اللعبة الاستثمارية، وفتح الباب أمام مشهد لم يشهده العالم منذ عقود.