
نادر حجاز – Mtv
تواصل إسرائيل احتلالها لجبل الشيخ، الذي سيطرت عليه بعد سقوط النظام السوري، ونقلت تصريحات عن وزارة الدفاع الإسرائيلية، منذ أيام، أن الجيش الاسرائيلي لن ينسحب من جبل الشيخ.
فعلى ارتفاع 2814 متر، باتت إسرائيل تسيطر على الجبل الأعلى في الشرق الأوسط، واختارت أن تطلق عليه إسم “عيون الأمة”، لأن ارتفاعه يجعله مكاناً استراتيجياً لوضع نظام الإنذار المبكر الاستراتيجي الأساسي لها.
تعني سيطرة إسرائيل على حرمون الذي تلتقي فيه 3 دول هي فلسطين وسوريا ولبنان، التحكّم بأهم مصدر للمياه وبأهم نقطة مراقبة استراتيجية في المنطقة، إضافة إلى البعد الديني حيث ذُكر جبل الشيخ في النصوص الدينية اليهودية أكثر من 70 مرة، مما يمنحه أهمية عقائدية لدى اليهود، حيث يتم استغلال هذا المنحى الديني لتبرير المشروع التوسّعي لتحقيق “إسرائيل الكبرى”.
شاهد أبناء القرى المحيطة من الجانب اللبناني، طوال الأشهر الماضية، حركة الجنود الإسرائيليين بوضوح. وصحيح أن لبنان لم تكن لديه نقطة عسكرية ثابتة على قمم الجبل طوال العقود الماضية، إلا أنه شريك في ملكيته، والتوغّل الاسرائيلي طاول أراضٍ لبنانية هناك، لا سيما من خلال طريق شُقت وتصل إلى مناطق مطلّة على الجانبين السوري واللبناني.
“أبعد نقطة عسكرية إسرائيلية باتت على مسافة ٢٥ كلم من دمشق”، هذا هو الواقع الميداني الجديد الذي تفرضه إسرائيل في الجنوب السوري، كما أشار الخبير العسكري العميد المتقاعد خليل الحلو.
ولفت الحلو، عبر موقع mtv، إلى احتمال قيام إسرائيل بعمليات توغّل في الأراضي اللبناني بعد سقوط النظام السوري، لكنه أكد أن “النقاط هناك لا يمكن البقاء فيها بحكم الواقع الجغرافي الذي يحتاج إلى تجهيزات كبيرة”.
أصبح جبل الشيخ بالكامل في القبضة الإسرائيلية إذاً، ولكن هل ستبقى فيه للأبد كما تريد إسرائيل؟
أجاب الحلو: “لا يوجد جيش في العالم يستقر في نقطة ما الى الأبد. وإسرائيل احتلّت جبل الشيخ بعد انهيار نظام بشار الأسد لدواعٍ أمنية وفقاً لمقاييسها ومعطياتها. كما احتلّت المنطقة العازلة بين الجيشين السوري والاسرائيلي منذ العام 1974 إلى جانب التوغّل في درعا”.
وشرح أن “مسألة جبل الشيخ التي تحدث عنها وزير الدفاع الاسرائيلي، يعتبرونها أساسية للأمن. ولكن في حال التوصّل الى ترتيبات أمنية مع سوريا، فإن دمشق ستطرح العودة الى اتفاق ١٩٧٤، ما يعني أن سوريا متمسكة بالعودة الى النقطة السورية في جبل الشيخ. ولكن في المرحلة الحاضرة، طالما لا يوجد ضغط على إسرائيل من جهات قادرة، فلن تنسحب من جبل الشيخ”.
هل هذا يعني أن سوريا لن تستعيد هذه النقطة الاستراتيجية إلا بالتفاوض؟
قال الحلو: “إمكانيات الجيش السوري الحالي ضئيلة، وليست كما الجيش السابق، بعدما دمّرت إسرائيل المعدات الثقيلة التي كان يملكها جيش بشار الأسد، خلال ١٠ أيام، بعد انهيار النظام، عبر ٥٥٠ غارة على المصانع والصواريخ والدبابات والمطارات وغيرها. بالتالي موازين القوى بين سوريا وإسرائيل معدومة لصالح الأخيرة. والجهات القادرة على الضغط عليها، أي الولايات المتحدة، لم يصدر عنها أي دعوة للإنسحاب”.
وأما السؤال الذي يطرح نفسه، هل احتلت إسرائيل هذا الموقع المهم لتتخلّى عنه لاحقاً؟ وهل تقدم على ضمّه كما فعلت في الجولان؟
اعتبر الحلو أنه “في المرحلة الحالية وحتى إشعار آخر، الجيش الاسرائيلي باقٍ في جبل الشيخ ولكن هذا لا يعني ضمّه كما الجولان، ولا يعني أنه باقٍ فيه إلى الأبد”.
وختم قائلاً: “المفاوضات قائمة على قدم وساق وذاهبون الى اتفاق أمني سوري اسرائيلي في ٢٥ أيلول”.