
ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إنه “يجب الانتباه إلى التنقلات التي قام بها المبعوث الأميركي إلى لبنان توم براك والمبعوثة الأميركية السابقة مورغان أورتاغوس، بين مدن بيروت والقدس ودمشق”، مشيراً إلى أنه “الوقوف أيضاً عند توقعات خطاب الرئيس السوري في الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل، والتقارير التي تتحدث عن توقع توقيع مذكرة التفاهم الأمنية بين سوريا وإسرائيل”، وتابع: “كذلك، يجب الوقوف عند بيان إسرائيل الذي أعرب عن تقديره للحكومة اللبنانية على قرارها بنزع سلاح حـ.ـزب الله وإعلان تل أبيب استعدادها للانسحاب شريطة تطبيق عملية النزع”.وأكمل: “لا شك أن هناك إمكانات هائلة هنا لوقف الأعمال العدائية بين إسرائيل واثنين من أعظم أعدائها، وهذه في الواقع فرصة لبدء نظام إقليمي جديد مع لبنان وسوريا التي يشكل موقعها الجغرافي أهمية حاسمة لأي نظام إقليمي جديد يتم إنشاؤه”.لكن في المقابل، رأى التقرير أن “حكومتي سوريا ولبنان مستعدتان لتوقيع اتفاقيات مؤقتة فقط مع إسرائيل تعتقدان أنها ستكون كافية لتحقيق غايات عديدة أبرزها إعادة الإعمار، مع انتزاع تنازلات من إسرائيل في المقابل، وتجنب التوقيع على تطبيع كامل معها بأي شكل من الأشكال، وتأجيل الموضوع إلى تاريخ غير معروف في المستقبل”، وتابع: “الهدف من ذلك هو منع أي سابقة لا رجعة فيها وتحقيق تغييرات ملموسة (إعادة الإعمار والإنسحاب البري الإسرائيلي من لبنان وسوريا) وضمان الحصول على الشرعية الدولية، مع التركيز على الشرعية الأميركية وتمرير حقبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب سلمياً. وبعد ذلك، ستكون هناك محاولة في لبنان وسوريا لاستعادة الوضع القديم بعد التنازلات الإسرائيلية التي تم تقديمها بالفعل”.وذكر التقرير أنَّ “أي اتفاق لإسرائيل مع سوريا ولبنان لا ينبغي أن يقتصر، كما في الماضي، على المجال الأمني العسكري فقط”، وأضاف: “مع وجود الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل، من الضروري اغتنام الفرصة وتوجيه قائمة مطالب نيابة عن الولايات المتحدة إلى هذه الدول للتحرك في المجال المدني ضد حـ.ـزب الله من جهة وضد داعـ.ـش والجهاديين من جهة أخرى. أما الترتيبات التي تقتصر على المجال الأمني العسكري، فستزول ولن تدوم… إن التطبيع مع إسرائيل والتوصل إلى تسوية دولية واسعة النطاق تحت المظلة الاميركية لاتفاقيات إبراهام أمران مهمان جداً، وبهذا المعنى، يُعد انضمام سوريا ولبنان إلى اتفاقيات أبراهام عنصراً لا رجعة فيه، وهو أمر ينبغي لإسرائيل السعي إليه. هذا يعني أنه في أي اتفاق قصير الأجل يُبرم الآن (إن وُجد)، يجب تحديد جدول زمني محدد، حتى لو كان طويل الأجل، لبدء الانضمام إلى اتفاقيات أبراهام، ويجب أن يكون تاريخ الانضمام قبل نهاية ولاية ترامب كرئيس”.وأكمل: “من المهم الإشارة إلى أنه بينما نتحدث عن المستقبل، تواجه كلٌّ من الحكومتين (في سوريا ولبنان) صعوباتٍ كبيرة في الوفاء بالتزاماتها. وفي لبنان، ثمة احتمال كبير أن يوجّه حـ.ـزب الله بعض النيران عمداً نحو إسرائيل، سعياً منه لصرف الانتباه الداخلي وتخفيف الضغط عليه في مواجهة عـ.دو خارجي. ستصب هذه الخطوة أيضاً في مصلحة إيران، التي تواجه حالياً ضغوطاً كبيرة من فرنسا وبريطانيا وألمانيا لتفعيل آلية العقوبات الصارمة، التي قد تُقوّض النظام الإيراني بشكل كبير”.وختم: “عندما ننظر إلى الواقع من منظور متوازن، فمن الواضح لي أن إسرائيل بحاجة إلى أن تكون حذرة في تعاملها مع سوريا ولبنان، بل والحاجة إلى الوصول إلى وضع لا رجعة فيه معهما طالما ظل ترامب رئيساً للولايات المتحدة”.