ماري-جو متّى موقع Mtv

خطوة مفاجئة أُعلن عنها أمس مع “تسليم دفعة أولى من السلاح الفلسطيني من مخيّم برج البراجنة إلى الجيش، على أن تُستكمل بتسلّم دفعات أخرى في الأسابيع المقبلة في برج البراجنة وباقي المخيمات”… ولكن ما مدى جدّيّتها؟ وهل يمكن أن تمهّد لنزع سلاح حزب الله؟ 

تأتي عمليّة تسليم السلاح تنفيذًا لمقررات القمة اللبنانية – الفلسطينية بتاريخ 21 أيار 2025 بين الرئيسين جوزاف عون ومحمود عباس، والتي أكدت سيادة لبنان على كامل أراضيه، وبسط سلطة الدولة وتطبيق مبدأ حصرية السلاح. كما تأتي تنفيذًا لمقررات الاجتماع المشترك للجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني بتاريخ 23 أيار 2025 برئاسة رئيس الحكومة نواف سلام، وبمشاركة ممثلين عن السلطات اللبنانية والفلسطينية، حيث جرى الاتفاق على وضع آلية تنفيذية وجدول زمني واضح لمعالجة ملف السلاح الفلسطيني. إلّا أنّ بيانات عدّة صدرت بإسم فصائل المقاومة الفلسطينيّة في لبنان تنفي أن يكون هناك أي تسليم لسلاح المخيّمات…
“بيانات النفي تجعل الموضوع ضبابيّاً”، يقول العميد المتقاعد خالد حمادة. ويشرح، في حديث لموقع mtv، أنّ “حركة التسلّم والتسليم لا توحي بأنّ هناك عمليّة طويلة، لا سيّما أنّه بعد أن سُلّمت شاحنة واحدة، صدر بيان عن أحد القادة الفلسطينيين يقول إنّه “سلّمنا شاحنة واحدة من سلاح متوسّط وثقيل وليس لدينا أي أسلحة أخرى”. 

من هنا، يطرح حمادة أسئلة عدّة: “هل هذه الشاحنة هي كلّ ما كان يوجد في مخيّم برج البراجنة؟ هل سيتمّ التحقق من قبل الدولة اللبنانيّة أو من قبل لجنة فلسطينيّة لبنانيّة من أنّه ليست هناك مخازن أخرى في هذه المخيّمات؟ هل سيكون التسليم في المخيّمات الأخرى صوريّاً؟ وهل سيقنع ذلك الحكومة اللبنانيّة أو الجمهور اللبناني أو حتّى الجهات الدوليّة التي تراقب هذا المسار؟”. ويتابع: “بالرغم من أنّ ما حدث اليوم كان مفاجئاً، إلّا أنّه يجب الإنتظار لمعرفة مدى جدّيّة هذا الموضوع. فهو يفتقر إلى غطاء حكومي رسمي ولجنة أمنية لبنانيّة فلسطينيّة تضفي عليه المصداقيّة”. 
ويضيف، متسائلاً: “هل كان هذا التسليم جزئيّاً لأنّ هناك فصائل أخرى في برج البراجنة أو غيره لا تنضوي لأمر السلطة الفلسطينيّة ولا تريد تسليم سلاحها؟ وهل يمكن أن يكون قد تمّ من قبل الفصائل التابعة للسلطة الفلسطينية ريثما يتمّ اختبار جدية الدولة اللبنانيّة في استلام أسلحة فصائل غير منضوية تحت سلطة الدولة الفلسطينيّة؟”.
ويختم: “يجب الإنتظار بحذر. ففشل هذه العمليّة سيعني الفشل في استلام سلاح “الحزب” ما يعيدنا إلى معادلة جديدة لا تبدو مطمئنة وتنذر بمضاعفات أمنية”.

إذاً، الإنتظار سيّد الموقف. فالمشهد الأقلّ ضباباً سيتّضح بعد تبلور خطوات التسليم الأخرى. من هنا، إمّا أنّنا سنكون أمام تسليم جدّي، وإمّأ أمام مسرحيّة… والعبرة بالتنفيذ!