
ذكر موقع “الإمارات 24″، أنّ صحيفة “ليبراسيون” الفرنسيّة، قالت إنّ إسرائيل تُواصل خرق إتّفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، عبر شنّها الغارات الجويّة وعمليات التفجير وتوسيع المنطقة العازلة، بينما يعيش “حـ.ـزب الله” حالة من الخذلان والارتباك في ظلّ غياب خطة لإعادة الإعمار”.
وقال رئيس بلدية كفرشوبا قاسم القادري للصحيفة الفرنسيّة، إنّ “الحرب لم تُبقِ منزلاً واحداً، وإنّ العـ.ـدوّ اقتلع أشجار الزيتون المعمّرة واحتلّ أراضٍ زراعية. أما الرعاة، فقد أصبحوا هدفاً مباشراً، إذ يُتّهمون بالتسلل إلى أراضيهم، ويتم اختطافهم وتهديدهم بإطلاق النار عليهم”.وبحسب “ليبراسيون”، تكشف شهادات السكان عن سياسة إسرائيلية منهجية لتغيير معالم القرى، فقد رُصدت أكثر من 140 عملية تفجير بالديناميت لتسوية أحياء ومقابر وتحويلها إلى منطقة عازلة فارغة. ففي بلدة يارون، لم يتبقَّ من الأحياء القديمة سوى أنقاض، بينما عُثر في منازل مُدمّرة على مُعدّات عسكرية إسرائيلية. وفي بليدا وعلما الشعب، وُثّقت عمليات تخريب طالت الكنائس والمُمتلكات الخاصة، إلى جانب رسومات وشعارات تركتها القوات الإسرائيلية.من جهته، يُشير الكاتب والمُراسل الصحافي الفرنسي آرثر سارادين، إلى أنّ “هذا الواقع الميداني يُوازيه شعور بالخذلان لدى “حـ.ـزب الله” الذي دفع أثماناً باهظة خلال الحرب، ويُحاول اليوم لملمة شتات هزيمته بإعادة ترميم نفوذه عبر تقديم مُساعدات مالية للمتضررين، تتراوح بين 15 و40 ألف دولار لبعض العائلات. إلا أنّ استياء السكان لا يزال قائماً، خصوصاً مع غياب أيّ خطة حكومية لإعادة الإعمار أو مواجهة الانتهاكات”.ويُشير مُراقبون إلى أنّ “الحزب يستثمر في هذا الاستياء لإبقاء ترسانته العسكرية تحت ذريعة الحماية، فيما يُعلن الجيش أنّه فكّك 95% من سلاح الحزب جنوب الليطاني”.في المُقابل، يُواصل الجيش الإسرائيلي تكريس واقع جديد أشبه بـِ “الضفة الغربية” داخل الجنوب اللبناني، حيث يُقيم حصوناً خرسانية ويحتفظ بحق التدخل الدائم في “الحزام الأمني”. وبرّرت منشورات وزّعتها إسرائيل على القرى الجنوبية هدم المنازل بردّ على حـ.ـزب الله بسبب بدء قصف شمال إسرائيل بعد 7 تشرين الأول 2023، وهو ما يعكس استمرار تطبيق ما يُعرف بـِ”عقيدة الضاحية”، القائمة على استهداف المدنيين لكسر نفوذ الحزب.
وتبقى مُعاناة المدنيين الأكثر قسوة في هذا المشهد. ففي علما الشعب، تعرّضت منازل وسيارات لإطلاق نار مباشر خلال عمليات “تمشيط”، بينما تصف المُسنّة جوريس حياتها اليومية قائلة: “لا أفهم شيئاً في السياسة، لكنني سئمت من هذا البلد المُدمَّر”. وتُؤكد أنّ لبنان لا يُمكن أن يستمر من دون وحدة مُكوّناته: “كمسيحيين لا نستطيع العيش من دون أهلنا السنة والشيعة والدروز. وإلا فلن يبقى لبنان”.لكنّ الوحدة التي تدعو إليها جوريس تصطدم بواقع الانقسامات السياسية والطائفية، إضافة إلى الضغوط الإسرائيلية التي تربط إعادة الإعمار بنزع سلاح حـ.ـزب الله.ووفق مصدر حكومي لبناني، فإنّ إسرائيل “تستهدف ليس فقط شعبية الحزب، بل أيضاً عرقلة عودة المدنيين والضغط على تنفيذ عملية نزع السلاح”، في مُعادلة يتم تلخيصها “لا نزع سلاح، لا إعادة إعمار”.وبحسب “ليبراسيون” يبقى الجنوب اللبناني عالقاً بين سياسة إسرائيلية قائمة على “نزع الحضارة” عبر تسوية جغرافية المنطقة الحدودية بالتفجيرات والجرافات لإنشاء مناطق عازلة مهجورة، وحزب الله الذي يُحاول الحفاظ على حضوره من خلال المُساعدات المالية والعسكرية، واستغلال غياب الدولة. بينما يدفع المدنيون ثمناً مُضاعفاً: الدمار، النزوح، والخوف من حرب مُقبلة. (الامارات 24)