“ليبانون ديبايت”

لا تكاد الإشكالات تغيب عن عاصمة الشمال طرابلس ومحيطها، لكن ما جرى ليل أمس يثير الهواجس حول احتمال وقوع فتنة، أو ربما الإيحاء بأن مدينة طرابلس أصبحت في قبضة السلفيين.

وفي المعلومات، أن مجهولين يستقلّون دراجة نارية، أقدموا ليل أمس على إطلاق النار باتجاه “آ.ق” في منطقة جبل محسن – سكة الشمال، ما أدى إلى إصابته في قدمه، ثم لاذوا بالفرار إلى جهة مجهولة.

والخطير في الأمر أن خلفية إطلاق النار ليست بهدف الثأر أو نتيجة إشكال سابق، فقد استُهدف “آ.ق” قرب محلّه لبيع المشروبات الروحية، عندما كان يجلس مع مجموعة من الشبان أمامه.

وقد حضرت القوى الأمنية إلى المكان، وباشرت التحقيقات، واستمع المحققون إلى الشبان المتواجدين في الموقع، وأُخذت إفادة المجني عليه، وتعمل القوى الأمنية على ملاحقة مطلقي النار.

لكن ما إن حصل إطلاق النار، حتى بدأت موجة كبيرة من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي ومجموعات الـ”واتساب”، ورُوّج تسجيل صوتي يتحدث عن إطلاق نار استهدف مجموعة شبان أمام محل لبيع المشروبات الروحية في منطقة جبل محسن – سكة الشمال، ما أدى إلى إصابة أحدهم.

وادعى صاحب التسجيل أن الفاعلين هما شخصان يستقلان دراجة نارية، ووصفهما بأنهما محفوفي الشارب ومن أصحاب اللحى الطويلة، وهو ما أثار بلبلة بين الناشطين، فاعتبر بعضهم أن الرمي العشوائي للاتهامات والإيحاء بصفات قريبة إلى المجموعات السلفية قد يُسهم في خلق أجواء من التوتر والفتنة داخل المنطقة.

ودعا ناشطون إلى ترك التحقيقات بيد الأجهزة الأمنية، التي طالبوها بالإسراع في توقيف الفاعلين وإنزال العقوبات بحقهم، حتى لا يُترك الأمر للتأويلات وبالتالي لردّات فعل لا تُحمد عقباها.