مع تفاقم الأزمات الاقتصادية والمعيشية، يستعد اللبنانيون لموجة جديدة من ارتفاع الأسعار، تحديدًا في قطاع الخضار والفاكهة، اعتبارًا من منتصف شهر تموز 2025، وفق تحذيرات أطلقها رئيس تجمع المزارعين في البقاع إبراهيم الترشيشي.

أسباب الغلاء: بين تغيّر المناخ وانهيار القطاع الزراعي

في حديث خاص لموقع ليبانون ديبايت، أوضح الترشيشي أن التقلبات المناخية وشحّ المياه، إضافة إلى ارتفاع كلفة الإنتاج وغياب الدعم الرسمي، دفعت بالعديد من المزارعين إلى التخلّي عن مواسمهم الزراعية أو إتلاف محاصيلهم.

وشرح أن موجة الصقيع الأخيرة تسببت في تلف 75% من موسم الكرز، ما جعل سعر الكيلوغرام الواحد يتخطى 10 دولارات، مضيفًا:

الكرز صار مثل الذهب… الناس باتوا يعتبرونه فاكهة نادرة لا يطالها إلا الميسورون“.

توقعات بارتفاع الأسعار ثلاثة أضعاف

رغم بقاء أسعار محاصيل مثل المشمش والبطيخ والخيار في مستويات منخفضة نسبيًا، إلا أن الترشيشي توقّع أن تشهد قفزة كبيرة قد تصل إلى ثلاثة أضعاف بعد منتصف تموز، بسبب العزوف عن الزراعة وانعدام الجدوى المالية.

أزمة التصدير تُفاقم الوضع

وأشار إلى أن إغلاق المعابر البحرية بسبب الحرب الإسرائيلية – الإيرانية، وتحديدًا عبر مضيق باب المندب ومضيق هرمز، ساهم في شلّ حركة التصدير اللبناني إلى الخليج العربي، ما انعكس سلبًا على تصريف الإنتاج المحلي.

المازوت.. سلاح آخر بيد المحتكرين

كشف الترشيشي عن تلاعب واضح في سوق المازوت، حيث تقوم بعض الشركات المستوردة بتخزين المادة بانتظار ارتفاع الأسعار، مؤكدًا أن نسبة التسليم لا تتجاوز 10% من الكميات المطلوبة، فيما تُحتجز الكميات المتبقية داخل المستودعات.

خطر وشيك على الأمن الغذائي

وحذّر الترشيشي من أن لبنان بات على أعتاب كارثة زراعية وغذائية، في حال استمر الوضع على حاله دون تدخل جدي، مضيفًا:

إذا لم تُفتح أبواب التصدير وتُوفَّر مقومات الإنتاج، فالزراعة في لبنان إلى زوال“.