كشفت مصادر دبلوماسية لصحيفة “نداء الوطن” عن مضمون الرد الأميركي على الورقة التي قدّمها المسؤولون اللبنانيون للموفد الرئاسي توم براك، والتي سلّمت خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت. ويعكس هذا الرد موقفاً حازماً من الإدارة الأميركية بشأن مستقبل سلاح حزب الله، وسط اتهام مباشر للدولة اللبنانية بالعجز والتقاعس.

أميركا: الدولة اللبنانية غير قادرة ولا تريد مواجهة حزب الله

أكدت الأوساط الدبلوماسية أنّ الإدارة الأميركية باتت مقتنعة بأن الدولة اللبنانية عاجزة عن فرض سيادتها، ولا تسعى لاحتكار السلاح إلا من خلال تفاهمات مع حزب الله. في المقابل، كرر الحزب تمسكه بسلاحه، وأعلن أنه غير مستعد لتسليمه، مقترحاً فقط “تنظيم وضعه” جنوب نهر الليطاني، وهو ما ترفضه الولايات المتحدة وإسرائيل بشكل قاطع.

الأمر لم يعد بيد اللبنانيين

وأضافت المصادر أن “الملف خرج من يد اللبنانيين، وبات مفتوحاً على جميع الاحتمالات”. وأشارت إلى أن المواقف الرسمية اللبنانية تُعتبر مجرّد بيانات لفظية، لا ترتقي إلى مستوى التنفيذ، وهو ما اعتاده حزب الله واستفاد منه في ترسيخ معادلة الأمر الواقع، الأمر الذي تعتبره واشنطن تطبيعاً خطيراً مع السلاح غير الشرعي.

لا حوار ولا مقايضة مع حزب الله

ونفت الأوساط الدبلوماسية ما تم تداوله داخل لبنان عن “صفقة” محتملة بين واشنطن وحزب الله حول دور سياسي مستقبلي للحزب. وأكدت أنّ الإدارة الأميركية واضحة في موقفها: لا سلاح لحزب الله داخل لبنان.

وقالت: “لو كان لدى حزب الله ما يمكن أن يقايض عليه، لكان ذلك في 6 تشرين الأول 2023، قبل أن تُنهك ترسانته في حرب الإسناد لاحقاً. أما اليوم، فلم يعد لدى الحزب أوراق قوة ليفاوض عليها”.

دعوة لتطبيق الدستور واتفاق الطائف

وفي ختام الموقف الأميركي، أكدت المصادر أن لا مجال للتفاوض ولا للمقايضة مع حزب الله، بل المطلوب التزام الدستور اللبناني، وتطبيق اتفاق الطائف، وتسليم سلاح الحزب للدولة دون أي مقابل.