
كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية في تقرير حديث، عن تطورات غير مسبوقة في المشهد الإقليمي، حيث تتوسط دولة الإمارات العربية المتحدة لعقد اتفاق أمني بين سوريا من جهة، وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى، يهدف إلى تسليح سوريا بهدف مواجهة حزب الله وتقليص نفوذه في لبنان.
الشرع على الطاولة: دعم مشروط مقابل المواجهة
وفق ما جاء في التقرير الإسرائيلي، فإن الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع أبدى مرونة تجاه المقترحات المطروحة، والتي تتضمن حصوله على دعم عسكري واقتصادي واسع مقابل الانخراط في خطة إقليمية تهدف إلى إضعاف حزب الله، الذي تعتبره إسرائيل والعديد من الدول العربية تهديدًا مباشرًا للاستقرار في المنطقة.
وقالت الصحيفة إن لقاءً سريًا جرى مؤخرًا في أبو ظبي، جمع بين الرئيس الشرع ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، بوساطة إماراتية، وبدعم مباشر من واشنطن، ما يشير إلى تعاون أمني سري بين سوريا وإسرائيل يتم التحضير له ضمن إطار جديد من التفاهمات.
الولايات المتحدة ترفع الحصار… مقابل تصفية الحساب مع حزب الله
التقرير أشار إلى أن التحرك الأميركي يأتي بعد قرار مفاجئ من الرئيس الأميركي دونالد ترامب برفع الحصار المفروض على سوريا، تمهيدًا لانخراطها في خطة إقليمية جديدة، تتضمن محاربة حزب الله وتقليص وجوده العسكري في لبنان، وخاصة في مناطق الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية.
وتعمل إدارة ترامب، من خلال مبعوثها الخاص توماس باراك، على إدارة مفاوضات تشمل لبنان وتركيا وسوريا، بهدف إعادة ترتيب التوازنات الإقليمية، ضمن مشروع يُعرف بـ”الاستقرار في سوريا الجديدة”، والذي يتضمن تفكيك منظومة حزب الله وتغيير موازين القوى في لبنان.
تمويل خليجي لخطة دعم سوريا عسكريًا
كشفت “يديعوت أحرونوت” أن الخطة التي يتم التفاوض عليها تشمل عقود تسليح كبيرة لصالح الجيش السوري، على أن تتكفل كل من السعودية والإمارات بتمويلها، ضمن حزمة دعم اقتصادي يهدف إلى تثبيت حكم الرئيس الشرع لسنوات مقبلة.
وبحسب دبلوماسيين أوروبيين، فإن سوريا قد تستخدم هذه المساعدات لتوسيع نفوذها داخل لبنان مجددًا، تحت غطاء محاربة حزب الله، ما من شأنه أن يُعيد رسم خريطة التحالفات في المنطقة، ويحوّل دمشق إلى لاعب محوري بديل عن طهران في الملف اللبناني.
حزب الله على طاولة التصنيف كخطر إقليمي
تشير المعلومات إلى أن دولًا عربية مثل الإمارات والسعودية تضغطان حاليًا على دمشق من أجل تبني خطاب سياسي جديد يصنّف حزب الله كتهديد إقليمي، وليس مجرد طرف لبناني. هذا التوجه يفتح الباب أمام المجتمع الدولي لتقديم غطاء سياسي وأمني لأي تحرك عسكري محتمل ضد الحزب.
تجنيد مجموعات قتالية وخطة لاحتواء نفوذ الحزب
تضيف الصحيفة أن الخطة قيد البحث تشمل أيضًا تجنيد وتسليح مجموعات أجنبية مقاتلة ذات طابع طائفي، للعمل بالتنسيق مع الجيش اللبناني لتقويض انتشار حزب الله في بعض المناطق الحساسة، وهو ما يُظهر أن التصعيد لم يعد مجرد احتمال، بل قد يكون في طور التنفيذ.
هل تقبل دمشق؟ الشرع يتريّث… لكن يستعد
رغم كل هذه المعطيات، تشير التقارير إلى أن الرئيس السوري أحمد الشرع لم يعلن قبوله الرسمي بالخطة بعد، لكنه اتخذ بالفعل خطوات لوجستية على الأرض استعدادًا لأي تطور إيجابي في المفاوضات. ويُعتقد أن النظام السوري يوازن بين مصالحه الإقليمية والضغط الإيراني، الذي لا يزال يسعى للإبقاء على حزب الله كورقة تفاوض مركزية.
تحولات إقليمية تلوح في الأفق
تشير كل المؤشرات إلى أن الشرق الأوسط يشهد تحولات جذرية في التحالفات والسياسات الأمنية، مع دخول سوريا على خط المواجهة المحتملة مع حزب الله، وتغيّر الموقف الأميركي بشكل غير مسبوق. ومع استمرار الوساطة الإماراتية ووجود دعم سعودي، يبدو أن المشهد اللبناني مقبل على تغييرات دراماتيكية قد تعيد رسم موازين القوى في المنطقة بأكملها.