يشهد الدولار الأميركي تراجعًا غير مسبوق، وصفه خبراء الاقتصاد بأنه الأسوأ منذ عقود، وسط موجة من الخسائر العنيفة تُهدد مكانته كأقوى عملة في العالم. ووفق ما نقلته منصة “الإمارات 24″، فإن العملة الخضراء تمرّ بأسوأ أداء لها منذ عهد الرئيس ريتشارد نيكسون، ما يُنذر بتداعيات اقتصادية عالمية خطيرة.

وبحسب تقرير لشبكة “CNBC”، سجّل الدولار انخفاضًا بنسبة 10.7% أمام سلة من العملات العالمية خلال شهر حزيران فقط، وهو أسوأ أداء نصف سنوي له منذ العام 1973، عندما أنهى نيكسون رسمياً ارتباط الدولار بالذهب في إطار اتفاقية “بريتون وودز”.

الأسباب الرئيسية وراء انهيار الدولار:

  1. الاضطرابات السياسية والاقتصادية الداخلية
    تشهد الولايات المتحدة حالة من التخبّط السياسي والانقسام الداخلي، ما أثار شكوك المستثمرين بشأن مستقبل الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد.
  2. العجز المالي وتراكم الديون
    سجّل العجز الفيدرالي الأميركي مستويات قياسية، في ظل توسّع الإنفاق الحكومي وتراجع الإيرادات، الأمر الذي يُضعف الثقة بالاقتصاد الأميركي.
  3. احتمالات خفض أسعار الفائدة
    مع تراجع معدلات النمو وزيادة مخاطر الركود، بات متوقعًا أن يُقدم الاحتياطي الفيدرالي على خفض الفائدة خلال الفترة المقبلة، مما يُضعف جاذبية الدولار أمام العملات الأخرى.
  4. التوترات الجيوسياسية والعلاقات التجارية المتوترة
    التهديدات الجمركية الجديدة التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد عدد من الشركاء التجاريين، زادت من منسوب القلق في الأسواق، خصوصًا في ظل الحديث عن فرض رسوم بنسبة 25% على واردات من اليابان وكوريا الجنوبية.
  5. فقدان الثقة الدولية بالدولار
    مع تنامي استخدام عملات بديلة في التبادلات الدولية، بدأ بعض الشركاء الدوليين بتقليص احتياطاتهم من الدولار، مما فاقم الضغوط على العملة الأميركية.

التحذير من مزيد من التراجع

قال “آرت هوغان”، كبير استراتيجيي السوق في شركة “بي رايلي” لإدارة الثروات:

“الدولار يواجه ضغوطًا غير مسبوقة، بسبب سياسات مالية غير منضبطة، وتوترات متصاعدة مع الحلفاء. ومع تزايد العوامل السلبية، يصعب كبح هذا التدهور المتسارع”.

ماذا بعد؟

إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فقد نكون أمام:

  • ارتفاع متسارع في أسعار الذهب والمعادن النفيسة.
  • توجه عالمي نحو تنويع سلال الاحتياطي النقدي بعيدًا عن الدولار.
  • زيادة التضخم داخل الولايات المتحدة وارتفاع تكلفة الواردات.
  • تراجع ثقة الأسواق بالاقتصاد الأميركي على المدى الطويل.

أمام هذا المشهد القاتم، تبقى الأنظار متجهة إلى خطوات الاحتياطي الفيدرالي والحكومة الأميركية، علّها تتمكّن من وقف النزيف المستمر وإنقاذ الدولار من الانهيار الكامل.