
شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا مع بداية تداولات الأسبوع، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن إحراز تقدم في عدة اتفاقيات تجارية، وتأكيده تمديد المهلة الخاصة بتطبيق الرسوم الجمركية على عدد من الدول. هذا الإعلان خفّف من حدة المخاوف التجارية، الأمر الذي قلّص الطلب على المعدن الأصفر الذي يُعد ملاذًا آمنًا في أوقات التوترات الاقتصادية.
انخفاض ملحوظ في سعر الذهب الفوري والعقود الآجلة
وبحلول الساعة 02:32 فجرًا بتوقيت غرينتش، انخفض الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.6% ليصل إلى 3314.21 دولارًا للأونصة، بينما تراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب بنفس النسبة لتُسجّل 3322 دولارًا للأونصة، وفق ما نقلته وكالة “رويترز”.
هذا التراجع جاء انعكاسًا مباشرًا للتطورات السياسية والاقتصادية في الولايات المتحدة، لا سيما بعد التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي.
ترامب: اتفاقيات تجارية قريبة وإرجاء جديد للرسوم
أعلن ترامب في مؤتمر صحافي، أمس الأحد، أن بلاده اقتربت من وضع اللمسات النهائية على عدد من الاتفاقيات التجارية، مضيفًا أن واشنطن ستخطر الدول المعنية بفرض معدلات رسوم جديدة بحلول 9 يوليو/تموز، على أن يبدأ تطبيقها فعليًا في 1 أغسطس/آب.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت في نيسان/أبريل عن فرض رسوم جمركية بنسبة 10% كحد أدنى، قد تصل إلى 50% على بعض الدول، لكنها قررت لاحقًا تأجيل تنفيذ معظم الرسوم باستثناء 10% منها حتى الموعد الجديد، مما منح تلك الدول مهلة إضافية لمدة ثلاثة أسابيع لإعادة التفاوض أو ترتيب أوضاعها التجارية.
رد فعل الأسواق: الذهب يتراجع والضغوط على الفيدرالي تتصاعد
اعتبر المحللون أن الإرجاء الأميركي قصير الأمد لعب دورًا مباشرًا في تراجع سعر الذهب، إذ قال كلفن وونغ، كبير محللي السوق في شركة “أواندا”:
“هذا التمديد المؤقت أدى إلى ضعف يومي في أسعار الذهب، لكنه لا يعكس بالضرورة تحوّلًا طويل الأمد في اتجاه السوق.”
وتسببت التهديدات التضخمية المرتبطة بالرسوم الجمركية في تراجع توقعات خفض أسعار الفائدة من قِبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)، حيث تُظهر بيانات العقود الآجلة أن الأسواق لم تعد تتوقع خفضًا للفائدة هذا الشهر، بل تُرجّح تنفيذ تخفيضين فقط بمقدار ربع نقطة مئوية قبل نهاية العام.
أداء المعادن النفيسة الأخرى
لم يقتصر التراجع على الذهب فقط، بل شمل معظم المعادن النفيسة، حيث سجّلت الأسعار في السوق الفوري:
- الفضة: تراجعت بنسبة 0.8% لتصل إلى 36.81 دولارًا للأونصة.
- البلاتين: هبط بنسبة 0.8% ليسجل 1380.55 دولارًا للأونصة.
- البلاديوم: تراجع بنسبة 1% ليبلغ 1123.31 دولارًا للأونصة.
نظرة مستقبلية: هل يستعيد الذهب بريقه؟
رغم التراجع الحالي، يرى محللون أن الذهب لا يزال في موقع قوي على المدى المتوسط والطويل، خاصة في ظل استمرار التوترات الجيوسياسية، وعدم وضوح مسار الفائدة الأميركية، إضافة إلى المخاوف المرتبطة بالاقتصاد الصيني وأسعار الطاقة.
لكن في الوقت الراهن، فإن أي إشارات إلى استقرار تجاري عالمي أو تهدئة بين واشنطن وشركائها التجاريين، من شأنها أن تُضعف الطلب على الذهب مؤقتًا وتدفع المستثمرين للاتجاه نحو الأصول ذات العوائد مثل الأسهم والسندات.