كابوس أردوغان اقترب!!

كابوس أردوغان اقترب!!

في تحول استراتيجي غير مسبوق، تُشير تقارير وتحليلات إسرائيلية إلى اقتراب سوريا من بوابة اتفاق سلام محتمل مع إسرائيل، ما قد يُشكل التهديد الأكبر للرئيس التركي رجب طيب أردوغان منذ بداية الأزمة السورية. إذ تُتابع أنقرة بكثير من القلق المؤشرات المتزايدة عن تقارب سياسي بين “سوريا الجديدة” وإسرائيل، في خطوة، إن حصلت، ستُغير قواعد اللعبة في المنطقة بشكل دراماتيكي.

اتفاقيات أبراهام بنكهة سورية؟

بحسب تقرير نشرته صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، فإن الولايات المتحدة تُمهّد لتوسيع اتفاقيات أبراهام لتشمل النظام الجديد في دمشق بقيادة أبو محمد الجولاني. هذا السيناريو يُهدد بتقويض النفوذ التركي المتجذر في الشمال السوري، ويدفع باتجاه إخراج أنقرة من المعادلة السياسية السورية التي لطالما كانت ساحة نفوذ استراتيجي لها.

وأشار التقرير، نقلاً عن الباحث في مركز ديان، د. حي إيتان كوهين ينورجك، إلى أن الجولاني، من خلال الاقتراب من تل أبيب، لا يستهدف فقط التعاون مع إسرائيل، بل يسعى أيضًا إلى تحجيم التأثير التركي داخل دمشق، دون أن يقطع الجسور تمامًا مع أنقرة.

تركيا وسوريا: من الحليف الخفي إلى الخصم المحتمل

منذ بداية الحرب السورية، كانت تركيا لاعبًا محوريًا، ليس فقط بسبب قربها الجغرافي، بل بسبب دورها العسكري والاستخباراتي العميق في شمال سوريا. فقد أشار تقرير “معاريف” إلى أن المخابرات التركية كانت أول جهاز أمني أجنبي يقوم بزيارة رسمية وعلنية إلى دمشق عقب تراجع نظام الأسد.

إضافة إلى ذلك، تُدير أنقرة فعليًا البنية التحتية والخدمات والمطارات والمرافق الحيوية في شمال سوريا، وتُعد شريكًا رئيسيًا في صنع القرار ضمن ما يُعرف بـ”سوريا الجديدة”. جزء كبير من القيادات السياسية والأمنية في هذا الكيان الوليد تلقّى تعليمه في تركيا أو يحمل جنسيتها، ما يكرّس مدى عمق التشابك السياسي والمؤسسي بين الطرفين.

لكن اليوم، يبدو أن هذا النفوذ التركي على وشك أن يُواجه أكبر تحدٍ منذ انطلاق الأزمة، في ظل رغبة أميركية وخليجية بفتح صفحة جديدة مع دمشق تُخرجها من دائرة الحلف الثلاثي: تركيا – قطر – حماس، وتدفع بها نحو محور التطبيع مع إسرائيل.

من شبح طهران إلى حلم الزعامة الإسلامية

ما يُضاعف التهديد بالنسبة لأردوغان، هو أن هذا التحول لا يُقصيه فقط من الملف السوري، بل يضرب رؤيته الأوسع للمنطقة. بحسب د. ينورجك، فإن تركيا كانت ترى نفسها الفائز غير المعلن في الجولة الأخيرة من الحرب الإقليمية التي انتهت بإضعاف النفوذ الإيراني.

وقال الباحث الإسرائيلي: “الأتراك لم يعلنوا صراحة فرحتهم، لكنهم استمتعوا فعليًا بنتائج الحرب الأخيرة التي انتهت، برأيي، بإذلال طهران”، مضيفًا أن أنقرة باتت تُصنّف نفسها على أنها القوة الإسلامية الأبرز في الشرق الأوسط.

في هذا السياق، فإن أي تقارب سوري – إسرائيلي – خليجي قد يُفقد تركيا هذا التميز ويُقوض سعيها لتكون الحاضنة السياسية الأساسية لكل من حماس والمعارضة السورية وقطر.

هل تتحول سوريا إلى ساحة الصدام بين أنقرة وتل أبيب؟

المعركة الجيوسياسية المقبلة، كما يتوقع د. ينورجك، قد لا تكون في غزة أو بيروت أو طهران، بل في دمشق. سوريا اليوم، بحدودها المعقدة، وجغرافيتها المفتوحة، وبنيتها السياسية المتشظية، تبدو كالساحة المثالية لتصفية الحسابات بين أردوغان وإسرائيل.

يقول الباحث: “السؤال هو: أين يمكن أن تكون ساحة الاشتباك القادمة؟ والإجابة الطبيعية هي: سوريا”، معتبرًا أن أنقرة ستقاتل بكل ما تملك من أوراق دبلوماسية وأمنية واقتصادية لمنع توقيع اتفاق بين دمشق وتل أبيب.

ويضيف أن إبقاء سوريا ضمن المحور التركي – القطري – الإسلامي، وعزل إسرائيل عن جيرانها العرب والمسلمين، هو ركيزة أساسية في الاستراتيجية الإقليمية التركية، ولهذا فإن أي خرق في هذا الجدار سيُعد ضربة استراتيجية لأنقرة.

العلاقات الإسرائيلية – السورية: ما وراء الكواليس

رغم أن الحديث عن تقارب سوري – إسرائيلي قد يبدو مفاجئًا للبعض، إلا أن الخطاب العملي للجولاني في السنوات الأخيرة يُظهر رغبة في الانفتاح على المجتمع الدولي، وتقديم نفسه كلاعب “واقعي” يمكن التعويل عليه في إدارة المرحلة الانتقالية في سوريا.

في المقابل، تسعى إسرائيل إلى تحييد الجبهة الشمالية، وكسر محور المقاومة الممتد من طهران إلى بيروت، عبر دمشق. ويُعد أي اتفاق مع سوريا خطوة كبرى في هذا المسار، خصوصًا إذا أفضى إلى تقليص النفوذ الإيراني والتركي في آنٍ معًا.

ووفق معاريف، فإن واشنطن والخليج يدعمان هذا المسار، لأنه يُسهم في خلق توازن جديد في المنطقة، ويُضعف من تأثير الفاعلين الإسلاميين الراديكاليين الذين تُتهم أنقرة باحتضانهم.

اختبارات قادمة: هل يُغامر الجولاني؟

التحدي الأكبر في هذا المشهد يتمثل في قدرة الجولاني على المناورة بين رغبة سوريا الناشئة في الاستقلال، والروابط العميقة مع تركيا التي لا تزال تُسيطر على أجزاء واسعة من الشمال السوري، وتملك تأثيرًا كبيرًا في النخب السياسية والإدارية المحلية.

ويتساءل التقرير: هل يستطيع الجولاني كسر التبعية لأنقرة دون خسارة الأمن والسيطرة؟ هل يمكنه إقناع إسرائيل والعرب بمصداقيته، في حين لا تزال قواته تعتمد لوجستيًا على تركيا؟

الإجابة على هذه الأسئلة ستُحدد مستقبل الشرق الأوسط الجديد، وتُعيد رسم خارطة التحالفات والصراعات في المنطقة لعقود قادمة.


كابوس أردوغان اقترب!! : أسبوع قد يُغير وجه المنطقة

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يواجه تحديًا وجوديًا في سوريا، فالتقارب المحتمل بين دمشق وتل أبيب، تحت عباءة اتفاقيات أبراهام، يُهدد بإنهاء سنوات من الاستثمار السياسي والعسكري التركي في الملف السوري.

وإذا ما نجح هذا المسار، فقد تدخل المنطقة مرحلة جديدة من إعادة التموضع الجيوسياسي، تكون فيها تركيا في موقع دفاعي، وإسرائيل لاعبًا أساسيًا في قلب العالم العربي.

ويبقى السؤال الأهم: هل نحن أمام كابوس تركي حقيقي سيتحقق في الأيام القادمة؟ أم أن أنقرة لا تزال تملك أوراقًا خفية ستُفشل هذا المسار؟

لبنان اليوم