توقعات ميشال حايك

توقعات ميشال حايك “الصادمة” عن الحرب بين إيران وإسرائيل: لحظة تفوق كل التوقعات

ما الذي تحقّق من نبوءات 2025؟ وهل نحن أمام مرحلة أكثر خطورة؟

في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتحوّل النزاع الإيراني الإسرائيلي إلى مواجهة مفتوحة،

عاد اسم ميشال حايك إلى الواجهة مجددًا، مع تداول واسع لفيديوهات توقعاته السنوية الخاصة بعام 2025.

وقد أشار الكثيرون على وسائل التواصل الاجتماعي إلى “تطابق لافت” بين تصريحات حايك وبين ما يجري على الأرض من تطورات ميدانية وسياسية خطيرة.

التخصيب الإيراني: تهديد يتجاوز المعايير

من بين أبرز ما قاله ميشال حايك في بداية عام 2025، كان تحذيره من أن “التخصيب في إيران على أنواعه يفوق المعدلات“،

مشيرًا إلى أن نطاقه لم يعد محصورًا بالبرنامج النووي فقط، بل بات يشمل مجالات واسعة، “بعيدة وخطيرة”، بحسب تعبيره.

وهذه العبارة فتحت المجال أمام تفسيرات متعددة، خاصة بعد تزايد التحذيرات الدولية من أن إيران تقترب من نقطة اللاعودة في تطوير سلاح نووي.

وفي ضوء إعلان وكالة الطاقة الذرية مؤخرًا أن إيران بدأت بتخصيب اليورانيوم بدرجات عالية جدًا،

تبدو توقعات حايك كأنها جاءت استباقًا لما يحدث اليوم بالفعل.

إسماعيل قاآني والنحس الذي يرافقه

من النقاط اللافتة التي أثارها حايك في توقعاته، ما وصفه بـ”النحس الذي يرافق إسماعيل قاآني،

قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني”، وهو ما أثار جدلاً واسعًا في وقتها. هذا “النحس” لم يتأخر في الظهور، فمع بداية 2025، فقد الحرس الثوري الإيراني عددًا من قادته في ضربات جوية داخل سوريا والعراق،

كان أبرزها استهداف مواقع يعتقد أنها مرتبطة بإيران في دير الزور وبغداد.

ويرى محللون أن قيادة قاآني بعد مقتل قاسم سليماني لم تستطع الحفاظ على نفس الهيبة والفعالية،

مما يفتح الباب أمام التأويلات بشأن “التحذير المسبق” الذي أطلقه حايك.

الفضاء… ساحة حرب جديدة

من بين التوقعات “الصادمة” التي وردت على لسان ميشال حايك كانت حديثه عن “اختراق إيران للغلاف الجوي، وتحويل الفضاء إلى مسرح لبعض العمليات“.

هذه العبارة أثارت الكثير من الاستفهامات حينها، لكن مع التطورات الأخيرة في مجالات التكنولوجيا العسكرية،

خصوصًا ما أُعلن عنه من اختبارات إيرانية لصواريخ باليستية متطورة وطائرات مسيّرة قادرة على التحليق لمسافات بعيدة، بدأ البعض يربط بين تلك الأنشطة العسكرية وهذا التصريح المثير للجدل.

الفضاء، وفقًا لخبراء عسكريين، بات فعليًا ساحة صراع غير معلنة، بين إسرائيل وإيران،

خاصة بعد اتهامات متكررة لطهران باستخدام الأقمار الصناعية لأغراض عسكرية واستطلاعية.

لحظة تشبه اللاوعي… وتفوق التوقعات

أكثر ما أثار المتابعين في تصريحات ميشال حايك كان استخدامه لعبارة:

ضربة إيرانية ستحصل في لحظة تشبه اللاوعي، وتفوق جميع التوقعات“.

وقد تداول كثيرون هذا التوقع على نطاق واسع بعد ما حصل مؤخرًا من استهداف مفاجئ بالصواريخ والطائرات المسيّرة انطلق من الأراضي الإيرانية نحو أهداف إسرائيلية. ذلك الهجوم،

الذي وصفه بعض المحللين بأنه “نقلة نوعية في المواجهة”، أتى بشكل مباغت وخلق حالة من الصدمة الإقليمية والدولية، وهو ما اعتبره كثيرون “تحقّقًا” حرفيًا لكلام حايك.

العلم الأحمر في إيران: راية الانتقام ترفرف

وفي واحدة من أكثر الرموز إثارة في خطابه، أشار ميشال حايك إلى “العلم الأحمر المرفوع في إيران“،

وهي إشارة رمزية ترتبط في الثقافة الشيعية بالثأر والانتقام، وغالبًا ما تُرفع فوق قبة مرقد الإمام الحسين في كربلاء خلال الأحداث الكبرى.

وقد أعادت إيران رفع هذا العلم خلال تشييع عدد من قادتها الذين قُتلوا في غارات إسرائيلية،

في رسالة واضحة بأنها ماضية نحو الانتقام، ما يعزز منسوب التصعيد ويدفع بالمواجهة إلى مستويات أكثر خطورة.

اغتيال مستشار إيراني… توقع آخر يتحقق؟

في سياق منفصل، توقّع حايك أن “أحد مستشاري المرشد الإيراني سيدخل حقل ألغام“، ما فسّره البعض على أنه إشارة إلى احتمال مقتل شخصية مقربة من المرشد الأعلى علي خامنئي.

وقد أعلنت السلطات الإيرانية مؤخرًا مقتل أحد المستشارين الأمنيين البارزين في ظروف غامضة، وسط تضارب الروايات بين حادث عرضي واستهداف متعمد، مما زاد من قوة الربط بين التوقع وحدوث الحدث على أرض الواقع.

آزاد شجاعي والتجسس لصالح إسرائيل

وفي توقع آخر بالغ الدقة، قال حايك: “العالم (محسن فخري) زاده ومش نقطة عالسطر، إيران مخروقة بقوّة“.

هذه العبارة ربطها كثيرون بقضية العالم الإيراني آزاد شجاعي، الذي أُدين مؤخرًا بالتجسس لصالح إسرائيل في واحدة من أخطر قضايا الاختراق الأمني داخل إيران.

وقد صادقت المحكمة العليا في طهران مؤخرًا على حكم الإعدام بحق شجاعي،

بعد إدانته بنقل معدات ومعلومات ساعدت في اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده عام 2020،

مما يُعدّ اختراقًا كبيرًا في الجهاز الأمني الإيراني، تمامًا كما تنبّأ به حايك.


هل حايك يتنبّأ فعلاً أم يقرأ الواقع بذكاء؟

مع كل حدث جديد في المنطقة، يعود اسم ميشال حايك إلى التداول، ويُطرح السؤال التقليدي:
هل ما يقوله مجرد مصادفة؟ أم أن لديه فعلاً قدرة على استشراف المستقبل؟

ما يميّز توقعات ميشال حايك أنها مبنية على لغة رمزية مفتوحة للتأويل،

لكنها تترك أثرًا لدى الناس لأنها غالبًا ما تتقاطع مع الأحداث، ولو جزئيًا.

ومع ما يشهده الشرق الأوسط من انفجارات أمنية وسياسية،

يبدو أن مساحة “تحقق التوقعات” ستظل تتوسع، حتى وإن اختلفت الآراء حول دقتها أو مصدرها.

لبنان اليوم