
كارثة تهدد لبنان … وارتفاع كبير في الأسعار بعد 15 تموز
في ظل شتاء لم يحمل الخير المائي المعتاد، يواجه لبنان كارثة زراعية حقيقية مع حلول صيف 2025.
ويُتوقع أن يشهد هذا الموسم جفافاً غير مسبوق، سينعكس مباشرة على الزراعة اللبنانية من جهة،
وعلى أسعار الخضار والفواكه من جهة أخرى، في ظل غياب الدولة عن أي خطة دعم أو تدخل فعلي.
الجفاف يضرب مبكراً… والتربة تتصحر
يحذّر رئيس تجمع المزارعين في البقاع، إبراهيم ترشيشي، من أن علامات الجفاف في لبنان ظهرت مبكرًا هذا العام، رغم أننا لا نزال في بدايات حزيران.
ويُضيف: “ابتداءً من 21 حزيران، وهو أطول أيام السنة، ستتزايد ساعات النهار، وترتفع درجات الحرارة لتتخطى الـ 37 و38 درجة، ما يُعزز التصحّر ويُسرّع في جفاف التربة”.
كما يوضح ترشيشي أن هذه الحرارة المرتفعة لا تجفف الأرض فقط،
بل تزيد من حاجة المزروعات إلى المياه، في حين أن المياه غير متوفّرة،
مما يُهدد بفقدان جزء كبير من الإنتاج الزراعي حتى قبل أن يبدأ فعليًا.
كلفة الريّ ترتفع… والمزارع يُعاني
يشكو المزارعون من أن الدولة لم تقدّم أي دعم حقيقي، بل زادت الطين بلة برفع الضريبة على المازوت، الذي يُعدّ عنصرًا حيويًا في تشغيل مضخات المياه.
حتى الذين استثمروا في الطاقة الشمسية لا يمكنهم الاعتماد عليها بالكامل، ويضطرون لتقليص الريّ إلى الحد الأدنى لتجنّب الخسارة الكاملة.
ويتوقع ترشيشي أن يتأثر أكثر من 50% من الإنتاج هذا العام،
حيث ستكون الجودة منخفضة والكميات قليلة، ما يعني أن المزارع اللبناني هو الخاسر الأكبر.
لماذا الأسعار منخفضة حاليًا رغم كل شيء؟
يشرح ترشيشي التناقض الظاهري في السوق: “الكثيرون يسألون لماذا لا تزال أسعار الخضار والفواكه منخفضة؟
السبب بسيط، نحن في ذروة الإنتاج الساحلي، حيث توفر مناطق الساحل كميات كبيرة من البندورة والباذنجان والخضار الصيفية”.
ويُضيف: “لكن عند انتقال الإنتاج إلى البقاع، كما يحدث حالياً،
نلاحظ أن كل صنف يدخل السوق بسعر مرتفع أولاً بسبب قلة العرض، ثم ينخفض تدريجياً.
مثال على ذلك: الفول بدأ بـ150 إلى 200 ألف ليرة، ثم تراجع إلى 15 أو 20 ألفًا، وهو سعر لا يغطي حتى كلفة جنيه”.
من 15 تموز: الأسعار تبدأ بالارتفاع
يحذّر ترشيشي من أن الفترة الانتقالية الخطيرة ستكون بين اليوم و15 تموز، حيث ستبدأ المنتجات القادمة من البقاع بالتراجع من حيث الجودة والكمية،
مما يؤدي حتمًا إلى ارتفاع الأسعار بعد هذا التاريخ، خصوصًا في أصناف الخضروات التي تعتمد على كميات وفيرة من الريّ، وهي غير متوفرة حالياً.
الفواكه في خطر… والتصدير مهدد
يُشير ترشيشي إلى أن واقع الفواكه الصيفية مثل العنب والتفاح والدراق سيكون أصعب بكثير من الخضروات، لأن هذه الأنواع تعتمد على التصدير الخارجي.
هذا العام، الكلفة ستكون باهظة، والإنتاج أقل من المعتاد بسبب نقص مياه الأمطار، مما سينعكس على جودة المنتج ومردوديته التصديرية.
التحذير من استخدام مياه الصرف الصحي
في ظل الحديث عن ري المزروعات بمياه الصرف الصحي في البقاع، يوضح ترشيشي أن هذا الأمر “مرفوض تمامًا”، مؤكداً أنه أبلغ جميع الجهات المعنية بخطورة هذا السلوك.
ويشدد على أن النيابة العامة والمحافظ والأجهزة الأمنية في حالة استنفار دائم لمنع أي مزارع من استخدام هذه المياه، ومحاسبة من يخالف.
كارثة تهدد لبنان … وارتفاع كبير في الأسعار بعد 15 تموز
في ظل شح المياه والارتفاع المتوقّع في درجات الحرارة، يعيش لبنان مرحلة حرجة جداً، خاصة على الصعيد الزراعي. ومع غياب الدعم الحكومي، وارتفاع تكاليف الإنتاج، وقلّة الموارد المائية،
يبدو أن الأمن الغذائي في لبنان مهدد، والأسعار ستشهد ارتفاعاً كبيراً بعد منتصف تموز.
إن لم تتحرك الدولة اليوم، فقد لا يكون هناك إنتاج زراعي غدًا.