
أزمة المياه في لبنان تشتد!! أسعار الصهاريج ترتفع وشحّ المياه يهدّد صيف 2025
في ظل غياب الدولة عن تأمين أبسط حقوق المواطن، يواجه اللبنانيون أزمة مياه متفاقمة مع دخول فصل الصيف. شح المياه في لبنان لم يعد مجرّد مشكلة موسمية، بل أصبح تحدّياً وجوديًا، لا سيما في ظل الانهيار الاقتصادي المستمر.
ارتفاع أسعار صهاريج المياه: عبء جديد على كاهل المواطن
في بيروت وجبل لبنان، لا يكاد يخلو شارع من صهاريج المياه المتنقلة. مشهد بات مألوفًا، يتكرر كل صيف، وسط غياب أي حلول جذرية من قبل الجهات الرسمية. ومع الارتفاع المستمر في درجات الحرارة، ارتفعت أسعار صهاريج المياه المنزلية بشكل ملحوظ، حيث وصل سعر الصهريج الذي تبلغ سعته 10 براميل إلى مليون و500 ألف ليرة لبنانية في بعض المناطق، بينما تخطى هذا الرقم في العاصمة بيروت، بحسب ما أكده أحد أصحاب الصهاريج لموقع mtv.
ويشير الكثير من المواطنين إلى أن الأسرة اللبنانية تحتاج إلى أكثر من صهريج أسبوعياً، ما يجعل من تأمين المياه عبئًا ماليًا يفوق قدراتهم، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي ترخي بظلالها على مختلف نواحي الحياة اليومية.
شح المياه الجوفية وجودتها المتدنية
إلى جانب الكلفة المرتفعة، برزت مشكلة ندرة المياه الجوفية وتراجع جودتها، حيث أكّد أحد أصحاب الصهاريج أن المياه الجوفية باتت قليلة جداً، وأن النسبة المتبقية في الآبار ضعيفة، ما يؤثر سلباً على نوعية المياه، لتصبح غير صالحة للاستخدام في كثير من الأحيان.
وأضاف: “في بعض الأحيان نُضطر إلى تأمين مياه مالحة من المناطق الساحلية بسبب الجفاف الحاد في الآبار. وحتى هذه المياه، ليست دائمًا متوفّرة بكميات كافية”.
فصل صيفي يلوح بالأزمات… والمزيد من الغلاء
توقّع عدد من أصحاب الصهاريج أن تشهد الفترة المقبلة ارتفاعاً إضافياً في أسعار المياه، نتيجة عوامل عدّة أبرزها شح المياه من جهة، وارتفاع أسعار المحروقات من جهة أخرى، وخاصة المازوت المستخدم في تشغيل مضخات المياه وتشغيل الصهاريج. هذا الواقع يُنذر بصيف قاسٍ، ستكون فيه المياه من أبرز ضحاياه.
بحيرة القرعون… جفاف غير مسبوق
وفي مؤشر إضافي على حجم الكارثة المائية، أصدرت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني صورًا جوية حديثة أظهرت حالة الجفاف الحاد في بحيرة القرعون خلال السنة المائية 2025. ووفق البيان الرسمي، فقد توقف تصريف نهر الليطاني بالكامل، مع تراجع حاد وغير مسبوق في مخزون المياه داخل البحيرة.

وحذرت المصلحة من التداعيات البيئية والاقتصادية لهذا التراجع، داعية إلى اتخاذ إجراءات فورية لحماية الموارد المائية، ومنع تفاقم الأزمة التي تهدّد الأمن المائي في لبنان.

أزمة تتطلب حلولًا عاجلة
تؤكد كل المؤشرات أن لبنان مقبل على صيف “ناشف” وصعب، في ظل استمرار الجفاف وتراجع مصادر المياه التقليدية، وغياب أي استراتيجية وطنية فعّالة لمعالجة الأزمة. وتبرز الحاجة الملحّة إلى:
- حماية المياه الجوفية من الاستنزاف.
- تنظيم عمل صهاريج المياه ضمن إطار قانوني ورقابي.
- اعتماد سياسات مستدامة لإدارة الموارد المائية.
- الاستثمار في مشاريع تحلية مياه البحر أو جمع مياه الأمطار.
أزمة المياه في لبنان ليست طارئة… بل مستمرة!
لم يعد اللبنانيون يواجهون فقط أزمات اقتصادية ومعيشية، بل يواجهون اليوم أزمة مياه حقيقية تهدّد نمط حياتهم وصحتهم وبيئتهم. وفي غياب أي مؤشرات جدية لحل الأزمة، يبدو أن صيف 2025 سيحمل معه مزيدًا من المعاناة والعطش، في بلد يفتقر إلى أبسط أشكال البنى التحتية المائية، وسط تجاهل رسمي لا يبشّر بأي حل قريب.