
لبنان يواجه شبح الانفجار الكبير !!
تصعيد إسرائيلي… سلاح خارج الدولة… وانهيار داخلي يفتح أبواب الجحيم
وسط مشهد إقليمي متقلّب وتخبّط داخلي مستمر، يبدو أن لبنان بات أقرب من أي وقت مضى إلى حافة الانفجار الشامل.
بين غارات إسرائيلية متكررة على الضاحية الجنوبية، وتعطيل سياسي داخلي، وغياب القرار السيادي، تزداد المخاوف من انزلاق البلاد نحو صراع مفتوح لا يمكن السيطرة عليه.
إسرائيل تبرّر اعتداءاتها… ولبنان في موقع الدفاع الدائم
في مقابلة له، شدد النائب السابق مصطفى علوش على أن الاعتداء الإسرائيلي الأخير على الضاحية الجنوبية “يُعدّ اعتداءً على لبنان بأكمله”،
مؤكدًا أن إسرائيل تستغلّ غياب القرار الموحد والسلاح الخارج عن إطار الدولة لتبرير انتهاكاتها المتكررة للسيادة اللبنانية.
واعتبر علوش أن ملف سلاح حزب الله، إلى جانب ملفات حساسة أخرى مثل العمالة والتواصل مع العدو، يجب أن تُناقش ضمن المؤسسات الرسمية والقانونية لا عبر الإعلام،
مشيراً إلى أن هذا التخبّط الداخلي يمنح إسرائيل الذرائع الكافية لتكثيف هجماتها.
سلاح حزب الله في قلب المعادلة… وعجز الدولة يمنح إسرائيل ورقة ضغط
بحسب علوش، فإن عجز الدولة اللبنانية، سواء الحكومة أو العهد السابق، عن فرض سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية، ولا سيما مسألة السلاح، هو ما يُبقي لبنان في مرمى النيران الإسرائيلية.
ويرى أن حزب الله لم يعد يمتلك الزخم الإقليمي نفسه الذي كان عليه خلال الأزمة السورية، ومع ذلك تواصل إسرائيل تصعيدها بهدف خلق حالة دائمة من عدم الاستقرار في المنطقة.
ويشير إلى أن هذا النهج الإسرائيلي يهدف إلى تفريغ الأراضي الفلسطينية من سكانها، سواء في غزة أو الضفة الغربية، بما يخدم المخطط الاستراتيجي الصهيوني على المدى البعيد.
واشنطن وتل أبيب، توافق في الأهداف… خلاف في الأساليب
علوش تحدث أيضًا عن تباينات بين إسرائيل والولايات المتحدة، لا سيما في ما يتعلق بالملف الإيراني.
ففي حين تحاول إدارة بايدن دمج إيران ضمن المسار الاقتصادي الدولي لتعديل سلوكها، تصرّ إسرائيل على تصوير إيران كعدو وجودي من أجل الحفاظ على منطق الصراع الدائم، وبالتالي استخدام هذا التوتر كذريعة لاستمرار الاعتداءات.
ولفت إلى أن مشروع ترمب الاقتصادي لغزة، رغم تقاطعه شكليًا مع الطرح الإسرائيلي، إلا أن أهدافه تختلف،
فالإدارة الأميركية السابقة طرحت رؤية مؤقتة ترتكز على التنمية الاقتصادية، فيما تريد إسرائيل إفراغ القطاع بالكامل من سكانه بشكل دائم.
الاقتصاد اللبناني رهينة السلاح والسيادة الغائبة
يرى علوش أن لبنان لا يمكن أن يشهد أي نوع من الاستقرار الاقتصادي أو السياسي طالما بقي السلاح خارج سلطة الدولة. وأشار إلى أن المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة،
يربط أي دعم أو استثمار للبنان بتحقيق الاستقرار وبناء دولة واحدة ذات سلطة موحدة.
واعتبر أن إبقاء الواقع السياسي كما هو عليه اليوم، سيؤدي إلى تعطيل فرص النمو وجذب الاستثمارات، سواء من قبل اللبنانيين المنتشرين في الخارج أو من المستثمرين العرب والأجانب، ما يُفاقم الأزمة الاقتصادية الخانقة.
أبعاد السلاح… إقليمية ومحلية وقضائية
وفي معرض حديثه عن سلاح حزب الله، شدد علوش على تشعّب هذا السلاح وتداخل أبعاده.
فهناك بعد إقليمي يتعلق بالمواجهة مع إيران والملف النووي، وجانب محلي بدأ يظهر من خلال طرح مقايضات داخلية ترتبط بالسلطة والتمثيل السياسي، بالإضافة إلى ملفات قضائية مفتوحة، مثل:
- تحقيقات مرفأ بيروت
- اغتيال الناشط لقمان سليم
- اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري
وهي ملفات لا تزال تشكل ألغامًا سياسية وأمنية داخلية تُستخدم في لعبة التوازنات والتحالفات،
وتساهم في إبقاء لبنان في حالة شلل مزمن.
لبنان أمام خيارات ضيقة
المشهد اللبناني اليوم يُختصر بجملة واحدة: دولة منهكة، سلاح خارج السيطرة، وإسرائيل تتربّص.
ومع انسداد الأفق السياسي وتزايد الانهيارات الاقتصادية والاجتماعية، يبدو أن البلاد تقف بالفعل أمام “شبح الانفجار الأكبر”.
فإما الخروج من هذا النفق عبر تسوية وطنية تعيد الاعتبار لسلطة الدولة،
وإما الانزلاق نحو مواجهة مفتوحة قد لا تبقي ولا تذر.