الاستحمام صباحًا أم مساءً

الاستحمام صباحًا أم مساءً … أيّ التوقيت أنسب لصحتك وجودة نومك؟

الاستحمام صباحًا أم مساءً ؟ كثيرون يبدؤون يومهم بدشّ صباحي يمنحهم الانتعاش والحيوية، فيما يفضّل آخرون الاستحمام ليلاً كوسيلة للاسترخاء والتخلّص من تعب النهار. لكن، هل يمكن أن يكون لتوقيت الاستحمام تأثير فعلي على الصحة العامة، جودة النوم، وحتى النظافة الشخصية؟

هذا السؤال أصبح محطّ اهتمام عدد من الباحثين، حيث كشفت دراسات حديثة أن توقيت الاستحمام يلعب دورًا بيولوجيًا مهمًا في دعم وظائف الجسم اليومية.


الاستحمام صباحًا: نظافة أفضل وانطلاقة نشطة

بحسب الدكتورة بريمروز فريستون، المحاضرة في علم الأحياء الدقيقة السريرية في جامعة ليستر البريطانية، فإن الاستحمام صباحًا يحمل فوائد صحية ملحوظة، إذ يُعتبر الأنسب من منظور النظافة الشخصية.

في مقال علمي نشرته عبر موقع The Conversation، أوضحت فريستون أن الاستحمام صباحًا:

  • يزيل العرق وخلايا الجلد الميتة المتراكمة خلال النوم.
  • يقلل من نمو البكتيريا المسببة للروائح الكريهة.
  • يمنح الجسم بداية نظيفة ومنعشة قبل الانخراط في الأنشطة اليومية.
  • يُساعد على تنشيط الدورة الدموية وزيادة الانتباه، ما يجعله مثاليًا لمن يعانون من الخمول الصباحي.

الاستحمام مساءً: للاسترخاء… لكن مع تحذيرات

في المقابل، يُعدّ الاستحمام مساءً وسيلة فعّالة للاسترخاء وتهيئة الجسم للنوم، خاصة عند استخدام الماء الدافئ، إذ يُساعد على خفض حرارة الجسم تدريجيًا، ما يعزز إفراز الميلاتونين، وهو الهرمون المسؤول عن النوم.

لكن فريستون تحذر من بعض الآثار الجانبية:

  • التعرق أثناء النوم يعيد إفراز الزيوت الطبيعية على البشرة.
  • هذه الزيوت تغذّي الميكروبات الجلدية، ما يؤدي إلى تراكمها على الوسادة والملاءات.
  • هذا يُوفّر بيئة خصبة لتكاثر عثّ الغبار، والذي يتغذى على خلايا الجلد الميتة، وقد يؤدي إلى أعراض تحسسية أو تفاقم الربو لدى البعض.

النظافة لا تتعلّق فقط بالاستحمام… بل بغسل الملاءات أيضًا

تُشدّد فريستون على أن الاستحمام، سواء صباحًا أو مساءً، لا يُغني عن أهمية غسل أغطية السرير بانتظام. فخلال النوم، يفرز الجسم:

  • العرق
  • الزيوت
  • خلايا الجلد الميتة
  • البكتيريا والفطريات

وكلها تُصبح بيئة مثالية لنمو الجراثيم والميكروبات. ولهذا، تنصح بغسل ملاءات السرير مرة واحدة على الأقل أسبوعيًا، ويفضل أكثر في الأجواء الحارة أو الرطبة.


أيّهما الأفضل لصحتك: الاستحمام صباحًا أم مساءً ؟

لا يوجد “صواب مطلق” في هذا النقاش، فالتفضيل يعتمد على نمط حياة كل فرد، وخصوصًا على:

  • نوع البشرة (دهنية أو جافة)
  • مستوى النشاط اليومي
  • البيئة المحيطة (حرارة، تلوث)
  • مشاكل صحية مزمنة (كالربو أو الحساسية)

لكن، إذا كان عليك أن تختار توقيتًا واحدًا فقط، فربما يكون الصباح الأنسب من منظور النظافة، والحدّ من البكتيريا والرائحة، خاصة إذا ترافق مع ارتداء ملابس نظيفة.

أما الاستحمام مساءً، فقد يكون مريحًا نفسيًا وجسديًا، خصوصًا بعد يوم عمل طويل، لكنه يحتاج إلى انتباه إضافي لنظافة الفراش.


ما الذي يُوصي به الخبراء؟

  • الاستحمام صباحًا يُعزّز النظافة ويمنحك انطلاقة يومية منعشة.
  • الاستحمام مساءً يساعد على النوم لكن قد يتسبب في تراكم الميكروبات على السرير.
  • غسل أغطية السرير بشكل دوري لا يقل أهمية عن توقيت الاستحمام.
  • الأفضل: دمج الخيارين عند الحاجة (مثلاً، دشّ سريع صباحًا، واستحمام مهدّئ ليلاً بعد التمرين).

لا تنسَ أن صحتك تبدأ من عاداتك اليومية

سواء اخترت الاستحمام صباحًا أو مساءً، تذكّر أن الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة مثل توقيت الاستحمام ونظافة الفراش قد تُحدث فرقًا كبيرًا في صحتك العامة وجودة حياتك اليومية.

لبنان اليوم