انتخابات بلدية بيروت ، من هم المتنافسون؟؟ تحالفات مفاجئة وصادمة !!
مايو 18, 2025
انتخابات بلدية بيروت
انتخابات بلدية بيروت تكتسب هذا العام طابعاً استثنائياً، وسط مشهد سياسي متداخل وتحالفات غير مسبوقة، أبرزها التحالف المثير للجدل بين “حزب الله” و”القوات اللبنانية”، في لائحة واحدة تحت عنوان “بيروت تجمعنا”. ويتنافس على المجلس البلدي المؤلف من 24 عضواً ست لوائح انتخابية، تمثل قوى تقليدية ومستجدة، مما يجعل من هذه الانتخابات اختباراً حقيقياً لتوازنات القوى السياسية والشعبية في العاصمة.
انتخابات بلدية بيروت !! ست لوائح وتوازنات دقيقة
يتنافس في انتخابات بلدية بيروت هذا العام ست لوائح انتخابية، تختلف في خلفياتها وتحالفاتها السياسية، لكنها تلتقي جميعاً عند هدف واحد: الفوز بعضوية المجلس البلدي للعاصمة، في ظل غياب تيار المستقبل عن المعركة.
1. لائحة “بيروت تجمعنا”
تُعد لائحة “بيروت تجمعنا” برئاسة إبراهيم زيدان الأوسع تمثيلاً من حيث عدد الأحزاب والشخصيات الداعمة لها. تضم اللائحة تحالفاً غير مسبوق يجمع بين القوات اللبنانية، الكتائب، التيار الوطني الحر، حزب الله، حركة أمل، الحزب التقدمي الاشتراكي، الطاشناق، جمعية المشاريع، والوزير السابق محمد شقير والنائب فؤاد مخزومي، برعاية المطران إلياس عودة.
هذا التحالف، رغم التناقضات السياسية الصارخة بين مكوناته، بُني على أساس حماية “المناصفة” بين المسلمين والمسيحيين في المجلس البلدي، ومحاولة تفادي سيناريوهات شطب طائفي كالذي حدث في طرابلس.
إلا أن هذا التحالف لا يخلو من التوترات. إذ حاولت بعض القوى كالقوات اللبنانية ومخزومي فرض شروطها في بداية المفاوضات، ورفضت وجود أطراف كحزب الله. لكن بعد شعورهما بخطر لائحة مضادة، اضطرا للجلوس إلى طاولة المفاوضات وتقديم تنازلات.
ورغم ترويج اللائحة لمبدأ التعايش والمناصفة، فإن أداء الأحزاب المكونة لها خلال السنوات الماضية، خصوصاً مع تيار المستقبل، لم يكن مشجعاً، بل ساهم في تردي أوضاع العاصمة الخدمية والإنمائية.
2. لائحة “ائتلاف بيروت مدينتي”
تضم هذه اللائحة شخصيات محسوبة على نواب التغيير، مثل فادي درويش، بدعم من النواب إبراهيم منيمنة، بولا يعقوبيان، ملحم خلف، مارك ضو، فراس حمدان، وحليمة قعقور.
إلا أن اللائحة تفتقر لخطاب إنمائي جذاب، وتركز خطابها الانتخابي على “مقاومة حزب الله” بدلاً من طرح برامج واضحة.
المفارقة أن اللائحة، رغم تبنيها خطاباً معارضاً للمنظومة، هي نفسها نتاج تحالفات متخبطة، إذ نشأت بعد خلافات حادة بين أعضائها، ما يطرح علامات استفهام حول قدرتهم على العمل المشترك لاحقاً داخل المجلس البلدي.
3. لائحة “بيروت بتحبك”
يرأسها العميد المتقاعد محمود الجمل، بدعم من النائبين نبيل بدر وعماد الحوت (الجماعة الإسلامية).
اللائحة تستند إلى قاعدة شعبية سنيّة واسعة، خصوصاً في مناطق كـ”الطريق الجديدة”،
وهي تُعد منافساً جدياً على الصوت السني في بيروت، خاصة بعد إقصاء الجماعة الإسلامية من لائحة “بيروت تجمعنا”.
4. لائحة “أولاد البلد”
تترأسها العضو السابقة في بلدية بيروت رلى العجوز، وتضم وجوهاً شبابية ناشطة.
تحظى بدعم غير معلن من شخصيات كالنائب السابق سليم دياب.
تُشكّل هذه اللائحة تهديداً للائحة “بيروت مدينتي” نظراً لتقارب “البروفايلات” الاجتماعية لأعضاء اللائحتين، مما قد يؤدي إلى تشتت الأصوات.
5. لائحة “مواطنون ومواطنات في بيروت”
بدعم من الوزير السابق شربل نحاس، تقدم هذه اللائحة خطاباً معارضاً جذرياً يستهدف الطائفية والسلطة المالية،
لكنها تعاني من غياب التغطية الحزبية وقلة الدعم الشعبي، مما يحدّ من فرصها في الفوز.
6. لائحة “بيروت عاصمتنا”
يرأسها عدنان الحكيم، وهي لائحة غير مكتملة وتتمحور حول شخصيات سنيّة فقط، ما يجعل تأثيرها محصوراً جغرافياً وطائفياً.
المناصفة… ذريعة أم هدف في انتخابات بلدية بيروت؟
التحالف العريض ضمن “بيروت تجمعنا” رُوّج على أنه لضمان المناصفة بين المسلمين والمسيحيين،
إلا أن الواقع يشي بأن الهدف الأساسي هو ضمان حصص الأحزاب،
دون تقديم أي مشروع حقيقي لإنقاذ بيروت من التدهور.
المفارقة أن التحالف شهد أيضاً خلافات حول تمثيل المخاتير،
حيث رفضت القوات اللبنانية اعتماد مرشح ميشال فرعون، وكذلك اعترضت على مرشحين محسوبين على أنطون صحناوي.
كما واجهت القوات انتقادات داخلية بسبب “المساومة على دم رولان المر”،
في إشارة إلى حادثة كرم الزيتون، ما أثار غضب قاعدتها الشعبية.
جمهور بيروت بين الإحباط واللامبالاة
يبلغ عدد الناخبين في بيروت 198,005، بينهم 133,304 ناخباً مسلماً و41,849 ناخباً مسيحياً،
إضافة إلى 22,852 ناخباً مغترباً. لكن حجم الإقبال يبقى مجهولاً،
خاصة في ظل شعور واسع بالإحباط من أداء الطبقة السياسية، وانقسام المعارضة.
ورغم الغنى التعددي في اللوائح، فإن غياب المشروع الإنمائي الشامل عن أغلبها،
يجعل المعركة تدور أكثر حول الحصص والتوازنات، بدلاً من تقديم رؤية واضحة لمستقبل بيروت.
: معركة انتخابات بلدية بيروت … أكثر من مجرد بلدية
انتخابات بلدية بيروت هذا العام ليست مجرد استحقاق محلي،
بل تُعد مؤشراً على اتجاهات الرأي العام في العاصمة، وعلى استعداد الأحزاب للتنازل والتحالف، وعلى هشاشة “التغيير” كقوة سياسية فاعلة.
النتائج المنتظرة يوم الأحد، ستحدد ليس فقط من يدير شؤون العاصمة،
بل أي نموذج سياسي يُريده اللبنانيون لبيروت: نموذج المحاصصة، أم نموذج الإصلاح الحقيقي؟