رفع العقوبات عن سوريا رسميا ترامب يستجيب لطلب محمد بن سلمان
مايو 13, 2025
رفع العقوبات عن سوريا
في خطوة مفاجئة تمثل تحولًا استراتيجيًا في السياسة الأميركية تجاه سوريا، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب،
خلال زيارته الرسمية إلى المملكة العربية السعودية، عن قراره برفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا.
وأوضح ترامب أن هذا القرار يأتي استجابة مباشرة لطلب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان،
في إطار جهود إقليمية ودولية تهدف إلى دعم عملية إعادة إعمار سوريا وتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي فيها بعد أكثر من عقد من الصراع الدموي.
قرار تاريخي أُعلن من الرياض – رفع العقوبات عن سوريا
جاء إعلان ترامب خلال مشاركته في منتدى الاستثمار السعودي الأميركي، الذي استضافته العاصمة الرياض صباح الثلاثاء 13 مايو 2025،
حيث ألقى كلمة أمام الحضور أكد فيها أن “الوقت قد حان لتتألق سوريا من جديد”.
وأضاف: “سنوقف جميع العقوبات المفروضة على سوريا، ونتمنى لها التوفيق في هذه المرحلة الجديدة”.
هذا الإعلان الذي صدر من الرياض، يُعدّ الأول من نوعه منذ الإطاحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد في ديسمبر 2024، عقب حرب استمرت أكثر من 13 عامًا تسببت في دمار شامل للبلاد وأزمة إنسانية غير مسبوقة.
زيارة ترامب إلى السعودية.. دعم جديد للشرع
أكد البيت الأبيض أن زيارة ترامب إلى السعودية تأتي في إطار جولة إقليمية تهدف إلى تعزيز الشراكات الاستراتيجية،
وأضاف أن الرئيس الأميركي سيلتقي الأربعاء بالرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع،
الذي سيتوجه إلى الرياض لعقد مباحثات مباشرة مع ترامب بحضور مسؤولين سعوديين رفيعي المستوى.
وتعد هذه الزيارة تأكيدًا إضافيًا على التحول في الموقف الأميركي تجاه دمشق،
خاصة في ظل دعم الرياض المتواصل للسلطات السورية الجديدة،
وإصرارها على إزالة العقبات أمام عودة سوريا إلى المجتمع الدولي كدولة مستقرة وفاعلة.
الدور السعودي.. حجر الأساس في تغيير الموقف الدولي
لطالما لعبت المملكة العربية السعودية دورًا محوريًا في دعم الأمن والاستقرار في المنطقة،
وخلال السنوات الماضية كثّفت من جهودها الدبلوماسية للمساهمة في حل الأزمة السورية.
ويبدو أن العلاقة الشخصية القوية بين ولي العهد السعودي والرئيس الأميركي السابق،
العائد إلى المشهد بقوة، قد ساهمت في إحداث هذا الاختراق السياسي.
وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في بيان رسمي: “نتوجه بجزيل الشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية،
قيادةً وحكومةً وشعبًا، على الجهود الصادقة التي بذلتها في دعم رفع العقوبات الجائرة عن سوريا”.
وأضاف أن هذه الخطوة “تمثل انتصارًا للحق، وتأكيدًا على وحدة الصف العربي،
وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الشراكة الإقليمية والدولية”.
الأسباب والدوافع الأميركية ل رفع العقوبات عن سوريا
خلال حديثه في المنتدى، أشار ترامب إلى أن العقوبات الأميركية “أدت دورها التاريخي”،
وأن الوقت قد حان لمنح سوريا فرصة جديدة. وقال: “نريد أن نمنحهم بداية جديدة.
إذا استطاعت سوريا أن تبرهن على التزامها بالاستقرار والإصلاح، فإن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم الدعم”.
ويرى مراقبون أن قرار ترامب يأتي في إطار رؤيته لخلق توازن استراتيجي جديد في الشرق الأوسط،
يتيح للولايات المتحدة تعزيز نفوذها من خلال دعم الأنظمة المستقرة والشريكة،
مع الحد من التوترات الإقليمية، لا سيما في ظل التحولات الجارية في ملفات الطاقة والأمن.
دعم دولي متوقع وتعاطف أوروبي حذر
منذ الإطاحة ببشار الأسد في أواخر 2024، بدأت مؤشرات الدعم الدولي لسوريا تظهر تدريجيًا،
حيث أقدمت عدة دول أوروبية على تخفيف العقوبات بشكل جزئي، خاصة تلك المفروضة على القطاعات الإنسانية والطبية.
ورغم أن الاتحاد الأوروبي لم يصدر بيانًا رسميًا حتى اللحظة،
فإن مصادر دبلوماسية في بروكسل ألمحت إلى إمكانية مراجعة العقوبات في حال أظهرت دمشق التزامًا بالإصلاح السياسي.
أهمية القرار بالنسبة للاقتصاد السوري
يُعد رفع العقوبات الأميركية خطوة محورية من شأنها أن تُحدث تحوّلًا جذريًا في مسار الاقتصاد السوري،
الذي يعاني منذ سنوات من التدهور الحاد، وانهيار البنية التحتية، وغياب الاستثمارات الأجنبية.
وقد أشار اقتصاديون إلى أن هذا القرار قد يؤدي إلى إعادة تدفق رؤوس الأموال إلى سوريا،
وفتح أبواب التعاون مع الشركات العالمية، لا سيما في مجالات إعادة الإعمار والطاقة والاتصالات.
تصريح وزير الخارجية السوري.. تفاؤل وثقة
عبّر وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني عن ترحيب بلاده بالقرار الأميركي، قائلاً إن “رفع العقوبات يمثل نقطة تحول محورية للشعب السوري”.
وأضاف أن الحكومة المؤقتة بقيادة أحمد الشرع ترى في هذا القرار “فرصة حقيقية لبناء علاقات جديدة تقوم على الاحترام المتبادل، والمصالح المشتركة، والتعاون المثمر”.
وفي تغريدة على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، كتب الشيباني: “هذه الخطوة تمثل انتصارًا للشرعية والدبلوماسية، وتعكس دعمًا سعوديًا غير محدود لمستقبل سوريا”.
مستقبل العلاقات السورية الأميركية بعد رفع العقوبات عن سوريا
يرى محللون أن قرار ترامب برفع العقوبات قد يمهد الطريق لعلاقات أكثر مرونة بين واشنطن ودمشق، خصوصًا في ظل الاستعداد السوري لبناء شراكات استراتيجية قائمة على الاحترام المتبادل.
ويُتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة زيارات متبادلة بين المسؤولين، إلى جانب خطوات عملية على الأرض، كإعادة فتح السفارات، وتوقيع اتفاقيات اقتصادية وأمنية، وتعاون في مجال مكافحة الإرهاب.
رفع العقوبات عن سوريا.. بداية جديدة لسوريا
في ظل هذه التطورات المتسارعة، يبدو أن سوريا تقف على أعتاب مرحلة جديدة تفتح أبواب الأمل أمام ملايين السوريين، بعد سنوات من المعاناة.
ويبقى التحدي الأكبر هو تحقيق المصالحة الوطنية،
وتثبيت الاستقرار السياسي، وضمان مشاركة كافة القوى الوطنية في بناء مستقبل مشرق لسوريا.
إن رفع العقوبات الأميركية قد لا يكون الحل النهائي لجميع مشاكل سوريا،
لكنه بالتأكيد يُعد بداية حقيقية لمسار جديد، يمكن من خلاله إعادة بناء الدولة،
واستعادة الدور الإقليمي والدولي الذي طالما لعبته سوريا في محيطها العربي والدولي.