لبنان اليوم

إصابة فينيسيوس جونيور

تلقى نادي ريال مدريد الإسباني ضربة موجعة جديدة في موسم كان من أكثر المواسم استنزافاً للفريق على الصعيد البدني والذهني.

فبعد سلسلة من الإصابات التي طالت لاعبين مؤثرين، جاء الإعلان الرسمي عن إصابة النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور ليزيد من حجم التحديات التي تواجه الفريق الملكي في المراحل الحاسمة من الموسم.

تفاصيل إصابة فينيسيوس جونيور

في بيان رسمي صدر عن النادي الملكي في 12 مايو 2025، أكد ريال مدريد أن الفحوصات الطبية التي خضع لها فينيسيوس جونيور كشفت عن إصابته بالتواء في الكاحل الأيسر،

وهي الإصابة التي تعرض لها خلال مباراة الكلاسيكو الأخيرة ضد برشلونة، والتي انتهت بخسارة ريال مدريد بنتيجة 4-3 على ملعب “مونتجويك”.

فينيسيوس، الذي كان أحد أفضل لاعبي الفريق في المباراة،

خرج مصاباً في الدقائق الأخيرة من اللقاء بعد تدخل قوي على حدود منطقة الجزاء،

مما أثار قلق الجهاز الفني والجماهير على حد سواء، خصوصاً أن المباراة كانت حاسمة في إطار الصراع على لقب الدوري الإسباني مع الغريم التقليدي برشلونة.

حالة اللاعب الطبية

بحسب البيان الطبي، لم يُحدد النادي مدة غياب اللاعب عن الملاعب،

واكتفى بالقول إن حالته ستخضع للتقييم المستمر خلال الأيام المقبلة.

إلا أن مصادر قريبة من الفريق أشارت إلى أن نوع الإصابة قد يستدعي غيابه لفترة تتراوح بين أسبوعين إلى شهر كامل، بحسب سرعة استجابته للعلاج.

وتُعد هذه الإصابة هي الثانية لفينيسيوس هذا الموسم، حيث سبق وأن غاب في بداية الموسم بسبب تمزق عضلي.

لكن هذه المرة، فإن توقيت الإصابة قد يكون أشد وطأة على ريال مدريد، الذي يستعد لخوض مباريات حاسمة في الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا.

إصابة فينيسيوس جونيور خسارة فنية كبيرة

من الناحية الفنية، يُعد فينيسيوس جونيور أحد أعمدة ريال مدريد الهجومية،

وقد تطور مستواه بشكل لافت خلال المواسم الأخيرة، ليصبح اللاعب الأكثر تهديداً لمرمى الخصوم بسرعته ومهاراته الفردية وقدرته على صناعة وتسجيل الأهداف.

غيابه سيضع المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي أمام تحديات كبيرة،

خصوصاً أن دكة البدلاء تفتقر للاعب بنفس الخصائص الهجومية.

إذ أن البدلاء المحتملين مثل إبراهيم دياز أو رودريغو لا يملكون نفس الحدة والانفجار البدني الذي يتمتع به فينيسيوس.

تأثيرات متوقعة على مستوى الفريق

على الصعيد التكتيكي، فإن إصابة فينيسيوس ستُجبر أنشيلوتي على إعادة ترتيب أوراقه الهجومية.

فالفريق يعتمد بشكل كبير على تحركات فينيسيوس على الجهة اليسرى لخلق المساحات وجذب المدافعين،

مما يفتح المجال أمام المهاجمين الآخرين للتحرك بحرية.

وقد يُضطر المدرب إلى تغيير خطة اللعب كلياً والاعتماد على أسلوب لعب أكثر تحفظاً لتقليل الأضرار الهجومية، خصوصاً في المباريات التي تُلعب خارج الديار.

إصابات أخرى تزيد الطين بلّة بعد إصابة فينيسيوس جونيور

فينيسيوس لم يكن الوحيد الذي خرج مصاباً من الكلاسيكو،

فقد أعلن النادي أيضاً عن إصابة لوكاس فاسكيز في العضلة الخلفية للفخذ الأيسر،

وهو ما يعني غياباً محتملاً له أيضاً في المباريات القادمة. هذه الإصابات تأتي في ظل موسم طويل ومرهق شهد عدداً كبيراً من المباريات في فترة قصيرة،

ما يُثير التساؤلات حول حالة الفريق البدنية والتجهيزات الطبية والتأهيلية في النادي.

الجماهير تحت الصدمة

جماهير ريال مدريد تلقت خبر إصابة فينيسيوس بصدمة كبيرة، خصوصاً أن اللاعب يُعد من أبرز النجوم الذين يلهبون المدرجات بأدائهم وحماسهم.

وقد امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات الدعم للاعب، مع تمنيات سريعة بالشفاء وعودة قوية إلى الملاعب.

كما عبّر عدد من لاعبي الفريق عن تضامنهم مع زميلهم عبر منشورات وصور شاركوها على حساباتهم الخاصة،

مؤكدين أن فينيسيوس سيعود أقوى من أي وقت مضى.

صراع الدوري في خطر

برشلونة يتقدم حالياً في جدول الترتيب بعد فوزه في الكلاسيكو،

والفارق بين الفريقين أصبح ضئيلاً. غياب فينيسيوس قد يؤثر على قدرة ريال مدريد في اللحاق بالمتصدر،

لا سيما أن الفريق سيواجه خصوماً صعبي المراس في الجولات المقبلة، ما يزيد من حساسية كل نقطة مهدورة.

البدائل المحتملة

من المرجح أن يعتمد أنشيلوتي على الشاب رودريغو ليشغل مركز الجناح الأيسر،

مع إمكانية الدفع بإبراهيم دياز في حال أراد اللعب بخطة 4-4-2.

وقد نرى أيضاً فيدي فالفيردي يتحرك أكثر نحو الجناح، في حال قرر المدرب الإيطالي تقوية خط الوسط لتغطية الفراغ الهجومي.

مستقبل اللاعب

رغم الإصابة، لا يبدو أن مستقبل فينيسيوس في خطر. اللاعب لا يزال في ريعان شبابه (24 عاماً)،

وقد أثبت سابقاً قدرته على العودة بسرعة بعد الإصابات.

وقد تكون هذه فترة راحة إجبارية يستفيد منها لاستعادة طاقته والتركيز على التعافي الكامل استعداداً لموسم مقبل أكثر استقراراً.

يبقى غياب فينيسيوس جونيور ضربة قوية لريال مدريد، لكنها ليست الأولى في هذا الموسم الصعب.

ومع وجود مدرب بخبرة كارلو أنشيلوتي، ومجموعة من اللاعبين الشباب والمخضرمين،

فإن الفريق الملكي لا يزال يملك الأدوات للمنافسة حتى الرمق الأخير.

التحدي الآن هو في كيفية تعويض غياب نجم بحجم فينيسيوس،

وضمان استمرار الطموح في تحقيق البطولات في موسم قد يكون من الأكثر إثارة في تاريخ الليغا ودوري الأبطال.