لبنان اليوم

مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، يبدأ اللبنانيون، كما في كل عام، في التوجه إلى الشواطئ والمسابح للاستمتاع بالطقس المشمس.
ولكن، ومع اقتراب موعد فتح أبواب المسابح، يطرح العديد من الأشخاص تساؤلات حول أسعار “الدخوليّة” لهذا الصيف، وخاصة بعد انتشار لائحة عن أسعار خيالية على منصات التواصل الاجتماعي، ما شكل صدمة للكثيرين.
فكيف سيكون الوضع هذا العام؟ وهل هذه الأسعار مبالغ فيها؟

تصحيح المعلومات: لا داعي للقلق من الأسعار المُتداولة

يؤكد أمين عام المؤسّسات السياحيّة في لبنان ونقيب أصحاب المجمّعات السياحيّة البحرية، جان بيروتي، أن أسعار الدخول إلى المسابح تخضع لرقابة وزارة السياحة اللبنانية،
حيث تتم المصادقة عليها من قبل الوزارة وتُعلن للجمهور.
في تصريح خاص لموقع MTV، أوضح بيروتي أن “الأسعار التي تم تداولها في بعض صفحات وسائل التواصل الاجتماعي ليست صحيحة ولا تمت للواقع بصلة”،
مشيرًا إلى أن أصحاب المؤسسات البحرية نفوا صحتها تمامًا.

وأضاف بيروتي أن الأسعار هذا العام لن تشهد فرقًا كبيرًا عن العام الماضي، حيث أن الزيادة في بعض الأماكن ستكون طفيفة، وهو ما يبرره ارتفاع الكلفة التشغيلية للمسابح، بما في ذلك الرواتب والتنافس بين المؤسسات على نوعية الخدمات المقدمة.

أسعار معقولة ومتفاوتة: كيف تتوزع؟

كشف بيروتي أن الأسعار الحقيقية لدخول المسابح في لبنان لهذا الصيف تتراوح بين 10 و40 دولارًا، ويستطيع المواطن اختيار المكان الذي يناسبه من حيث السعر والخدمة.
وذكر أن جميع المؤسسات التي تقدم هذه الخدمات تتمتع بمواصفات عالية، حيث تسعى المسابح في لبنان إلى تحسين جودة خدماتها بشكل مستمر لتلبية تطلعات الزوار.

وأوصى بيروتي بأن يتأكد اللبنانيون من الأسعار المتداولة على منصات التواصل الاجتماعي قبل التوجه إلى المسابح، لضمان أن تكون الأسعار مناسبة لهم ولعائلاتهم.
في هذا السياق، شدد على ضرورة الاطلاع المسبق على هذه التفاصيل لتجنب أي صدمات مالية.

المسابح في الجنوب اللبناني: التحديثات والإصلاحات

أما فيما يتعلق بالمؤسسات السياحية البحرية في جنوب لبنان، فقد أشار بيروتي إلى أنه على الرغم من أن عدد المسابح في الجنوب محدود مقارنةً بالمناطق الأخرى، إلا أن المؤسسات الموجودة هناك بدأت عملية التحديث والصيانة استعدادًا للموسم الصيفي 2025.
وتوقع أن تشهد هذه المؤسسات إقبالًا أكبر هذا العام نظرًا للإصلاحات التي تمت من أجل تقديم خدمات أفضل وجذب المزيد من الزوار.

تأثير القرارات السياسية على السياحة: التفاؤل يعود إلى لبنان

من جهة أخرى، أعرب بيروتي عن تفاؤله بقرار كل من المملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة السماح لرعاياهما بالسفر إلى لبنان، وهو ما يعتبر خطوة إيجابية في تعزيز السياحة اللبنانية هذا الصيف.
كما أعرب عن أمله في أن ترفع دول الخليج الأخرى الحظر المفروض على السفر إلى لبنان، مما سيساهم في تحسين الوضع السياحي والاقتصادي في البلاد.

رسالة للبنانيين: حبّ الوطن أولاً

في ختام تصريحاته، توجه بيروتي برسالة إلى اللبنانيين، داعيًا إياهم إلى “محبة بلدهم لمرّة واحدة والعمل لمصلحته وليس لمصلحة أي بلد آخر”.
وأكد أن هذه الفترة التي يشهد فيها لبنان تحديات كبيرة على جميع الأصعدة تتطلب أن يتضافر الجميع لدعم القطاع السياحي والاقتصادي في البلاد، بما يعود بالنفع على الوطن والمواطنين.

التوقعات الصيفية: السياحة والاقتصاد اللبناني

يشير العديد من الخبراء إلى أن صيف 2025 سيكون فترة هامة بالنسبة للسياحة اللبنانية، خاصة في ظل الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لتحسين الأوضاع في قطاع السياحة.
كما أن الاهتمام المتزايد بالمؤسسات السياحية في لبنان من قبل دول عدة، مثل بريطانيا والإمارات، يعتبر مؤشرًا إيجابيًا على قدرة القطاع السياحي على التعافي وتحقيق انتعاش ملحوظ بعد سنوات من الركود.

رغم أن الأسعار قد تشهد بعض الزيادة الطفيفة، فإنها تبقى ضمن الحدود المعقولة، كما أكد جان بيروتي،
وهو ما يُظهر أن موسم الصيف هذا العام سيكون مليئًا بالفرص للراغبين في الاستمتاع بالشواطئ والمسابح اللبنانية.
في هذا السياق، يظل الوعي بأسعار الدخول ومعرفة الخدمات المتاحة قبل زيارة المسابح من الأمور الهامة التي يجب على كل زائر مراعاتها لتفادي المفاجآت غير السارة.