“ليبانون ديبايت”

بعدما وصل الضغط الأميركي على إيران إلى مراحل متقدمة في الأسابيع الماضية ملوّحاً بتطورات عسكرية دراماتيكية في الإقليم، أتى الحديث الأميركي عن مفاوضات في عمان في ظل اقتصار الخيار الوحيد البديل عن التفاوض بالمواجهة المباشرة، وليس عبر ساحات المحور، ومن بينها الساحة اللبنانية التي لم تخرج بشكل نهائي من حالة الحرب مع استمرار الإعتداءات الإسرائيلية.

ومع بدء العدّ العكسي للحوار الأميركي – الإيراني في سلطنة عمان للتوصل إلى صفقة نووية جديدة، وعلى إيقاع الحملات والتهديدات الإسرائيلية و”الحرب النفسية”، يبقى التركيز في لبنان اليوم على انعكاس هذه التطورات على الواقع الداخلي، وفي اللحظة التي يشهد فيها هذا الواقع حراكاً مكثفاً لإعادة إعمار ما دمّرته إسرائيل.

إلاّ أن النائب السابق الدكتور فارس سعيد، لا يتوقع أي تداعيات فورية لهذا الحوار، وخصوصاً على المستوى اللبناني، وذلك لجهة انحسار النفوذ الإيراني، مشيراً إلى أن “الحوار بين واشنطن وطهران قد بدأ في وقت سابق، وقبل أن يتمّ الإعلان عنه من واشنطن وانطلاقه يوم السبت المقبل في عمان في الساعات الـ 48 المقبلة”.

ويؤكد الدكتور سعيد ل”ليبانون ديبايت”، أن الحوار الأميركي – الإيراني كان قائماً وبمستوى معين، وتطور ليصبح حواراً سياسياً موسّعاً وأكثر شمولية في سلطنة عمان، إلاّ أنه سيستغرق وقتاً، وربماً أسابيع عدة وأشهراً، وستظل المنطقة “معلّقة” على نتائج هذا الحوار، ولذلك، لا يمكن توقع أي نتائج أو تداعيات سريعة عن أي مفاوضات بين واشنطن وطهران.

فانحسار النفوذ الإيراني أو حتى انهياره في المنطقة ولبنان، بحسب ما يلاحظ الدكتور سعيد، “لا يتعلق بالمفاوضات أو بنتائجها، بل بالحضور الأمني والعسكري الإقليمي لإيران، والذي تراجع إلى أقصى الحدود، والذي بدأ بانهيار حركة حماس وباغتيال السيد حسن نصرالله، وانهيار النظام العلوي في سوريا”.