جيسيكا حبشي – Mtv

ينشغلُ الدّاخل والخارج بملفٍ أساسيّ شكّل نقطة فاصلة ستُحدّد مصير لبنان في المستقبل وهو نزع سلاح “حزب الله”، إلا أنّ هناك أولويّة أخرى أيضاً يجب أن تجتمع مُختلف الجهود على تحقيقها وهي ملحّة تماماً كقضية السّلاح. فلنبدأ بالدّولة أولاً بوجهها وواجهتها وبالنفوس قبل أيّ اتفاقيات أو نصوص.

رغم بداية عهدٍ جديدٍ بقيادة رئيس الجمهورية جوزاف عون وعودة المجد للبنان الوطن الجامع لجميع أبنائه، إلاّ أنّ عدداً كبيراً من المناطق اللبنانيّة لا يزال يتزيّن بأعلام حزبيّة وصور لزعماء أحزاب في ظلّ غياب العلم اللبناني الذي يجب أن يُرفرف في كلّ نقطة من لبنان وعند مدخل كلّ مدينة وبلدة وخصوصاً على طريق المطار بوّابة العالم الى لبنان، مع العلم أنّه لا تزال صورٌ تعود لمرشّحين وسياسيّين ترتفع في بعض المناطق اللبنانية منذ الانتخابات النيابيّة في العام 2022.

هلّلت بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي منذ مدّة لازالة بعض الصّور التي تعود لرموز من “حزب الله” على طريق المطار، وتضاربت المعلومات حول سبب إزالة هذه الصّور والجهة التي طلبت إزالتها، وفي هذا السيّاق، كشفت مصادر لموقع mtv أنّه “لم يصدر أيّ قرارٍ حتّى الساعة لإزالة الصّور والشعارات الحزبيّة على طريق المطار، ولكن بُذلت جهودٌ كثيرة من قبل وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجّار في هذا الإطار وعُمل على أكثر من خطٍّ وخصوصاً مع شركات الإعلانات لوقف هذه المظاهر ومعالجة كلّ حالة على حدة”، مُشيرة الى أنّ “الأمر ذاته سوف يُطبّق على سائر المناطق اللبنانية لإزالة الصّور والشعارات الحزبيّة”، وهي خطّوة إيجابيّة تُسجّل للوزير وخصوصاً لجهة مساواة مختلف المناطق اللبنانيّة بالإجراءات الجديدة التي تثبّت صورة الدوّلة القويّة والفاعلة.

التّحضير للصّيف يبدأ من هنا، والتّسويق للبنان كوجهة سياحيّة عالميّة، يبدأ هنا أيضاً، وترقّب رفع الحظر عن عودة الخليجيّين الى لبنان يجب أن يقترن بالفعل، لأنّ التمنّي لا يكفي. المطلوب اليوم بسط سلطة الدولة في كلّ مكان شكلاً وفعلاً والتشديد على أنّ الطرقات العامة يجب أن تبقى خارج التجاذبات السياسيّة، ورفع العلم اللبناني حصراً والشّعارات التي ترحّب بزوار لبنان وتظهر أجمل ما فيه لا ما نختلف حوله.

قال الرّئيس عون في خطاب قسمه الشّهير “واجبنا أن نعتبر أنفسنا ملك لبنان وليس لبنان ملكاً لنا”، تصلح هذه العبارة لتُرفع على يافطات عملاقة على طريق المطار وفي كلّ شبرٍ من لبنان. فهل انطلقت حملة “اللّبنَنَة” الحقيقيّة؟