سيناريو إسرائيلي محكم… بحجة السلاح!

Telegram     WhatsApp

جاء في “المدن”:

لا تخفي مصادر دبلوماسية غربية قلقها من تصاعد وتيرة الوضع الأمني في جنوب لبنان. لم تجزم الولايات المتحدة، وفي ضوء الاتصالات التي أجراها لبنان، بالحد من العدوان الإسرائيلي. بل وقفت التطمينات حد تحييد بيروت والضاحية بينما أكدت المضي في استهداف حزب الله. حسب المصادر الدبلوماسية، فإن إسرائيل ستبقي على احتلالها للمواقع الخمسة في الجنوب، وتمنع عودة الأهالي إلى القرى والبلدات على الحدود من ناحية لبنان، وتصر على الاحتفاظ بخط نار أو منطقة عازلة على امتداد مساحة تتراوح بين خمسة وعشر كيلومترات، وستوسع دائرة احتلالها في سوريا وستحافظ على وجودها لفترة طويلة فيها.

واقعية حزب الله: لا للرد

يدرك حزب الله للسيناريو المرسوم، يتعاطى مع التطورات بواقعية ويبتعد عن فكرة الرد على إٍسرائيل، كي لا يخلق ذريعة لضربة جديدة لن تتردد إسرائيل بتوجيهها إلى لبنان. ويتعاون مع الجيش بموضوع مخازن السلاح وتراجع الوجود تدريجياً. كان واضحاً كيف فتحت إسرائيل حرباً على خلفية إطلاق صواريخ “وهمية”، أعلنت عنها لتجعلها حجة لتنفيذ عدوان تسعى إليه. تتوقف مصادر أمنية مطلعة عن قرب، عند سلسلة الهجمات الأخيرة التي شنتها إسرائيل، لتقول إن إسرائيل كانت تنوي تنفيذ عدوان واسع على لبنان وتبحث عن ذريعة لشنه. درجت العادة أن تكتفي بالرد على مواقع إطلاق النيران، إلا هذه المرة، وبدلاً من استهداف موقع إطلاق الصواريخ، شنّت حملة جوية مكثفة على الجنوب والبقاع، خصوصاً على منطقة شمال نهر الليطاني، مستهدفة مواقع، مدرجة مسبقاً ضمن بنك أهدافها، والتي كان من المتوقع تنفيذها على مدى أسابيع أو أشهر، وفقاً لوتيرة الاعتداءات الإسرائيلية منذ وقف إطلاق النار في تشرين الثاني الماضي. تكشف المصادر عن أن إسرائيل نفذت ما كانت تنوي تنفيذه دفعة واحدة تحت ذريعة الرد على القصف من لبنان. تدرك تل أبيب تماماً أن حزب الله لا علاقة له بهذه الصواريخ، سواء من حيث النوع أو الأسلوب أو نقطة الإطلاق. وهذه المعلومات كانت معروفة منذ اللحظة الأولى، بدليل أنها لم توجه إسرائيل إلى الحزب أي اتهام مباشر، بل حمّلت الدولة اللبنانية المسؤولية. ورغم ذلك صعدت لتحقيق أهدافها.

لطالما سعت إسرائيل إلى فرض نزع سلاح حزب الله شمال نهر الليطاني. ومن المعروف أن بعض الفصائل الفلسطينية التي تطلق الصواريخ من لبنان، غالباً ما تتحرك من سهل القليلة ومحيطه في قضاء صور، وليس شمال هذه المنطقة. ما يحدث اليوم ليس مجرد رد فعل، بل جزء من استراتيجية إسرائيلية مدروسة، خصوصاً بعد أن استنفذت تل أبيب كل الذرائع لاستمرار عدوانها جنوب الليطاني، لتحاول الآن فرض واقع جديد شمال النهر بغطاء أميركي واضح، مستغلة انشغال المنطقة في غزة وسوريا، والتحضيرات الجارية لمواجهة محتملة مع إيران والعراق واليمن.

السيناريو المحتمل

تتحدث المصادر عن سيناريو يجري تطبيقه من خلال إسرائيل يقوم على:

– توسيع دائرة الضغط على حزب الله، حيث تسعى  لفرض قيود أكبر على تحركات الحزب شمال الليطاني، وإجباره على الحد من تواجده العسكري في محاولة لتغيير قواعد الاشتباك.

– إعادة ترتيب الأولويات الإقليمية، حيث يأتي هذا التصعيد في ظل تصاعد التوتر مع إيران، بهدف محاولة إسرائيل رسم خط أحمر جديد، يمنع حزب الله من الاستفادة من أي تصعيد مستقبلي في المنطقة

– استغلال الموقف الأميركي: تحاول اسرائيل تحقيق مكاسب استراتيجية على حاب لبنان.

– التأثير على مفاوضات التطبيع، حيث تريد إسرائيل فرض واقع أمني جديد كوسيلة ضغط على لبنان للقبول بشروط معينة في أي تسوية إقليمية مستقبلية قد تشمل التطبيع أو ترتيبات أمنية تخدم المصالح الإسرائيلية.

ويبدو المجتمع الدولي غير مكترث بشكل كافٍ لهذا التصعيد الإسرائيلي، حيث تستفيد تل أبيب من الانشغال الدولي بالحرب في أوكرانيا، والتوترات في بحر الصين الجنوبي، والتغيرات الجيوسياسية التي تشغل القوى الكبرى عن منطقة الشرق الأوسط. في الوقت نفسه، تستمر واشنطن في توفير الغطاء الدبلوماسي والعسكري لإسرائيل، مما يعزز قدرتها على تنفيذ عملياتها من دون خوف من العواقب الدولية.

تنفيذ القرارات أو الحصار

إذاً، الرسالة الإسرائيلية واضحة، إما نزع سلاح حزب الله جنوب وشمال نهر الليطاني وتطبيق القرار 1701 وكافة مندرجاته ذات الصلة، لا سيما القرارين 1559 و1680، والمضي قدماً في رسم خطة لتوقيع اتفاق من أجل التطبيع، أو مواجهة الحرب والعدوان والحصار.

في المقابل، فإن لبنان أمام معضلة حقيقية، فبين التمسك بسيادته ورفض الإملاءات الإسرائيلية، وبين الضغوط الاقتصادية والدولية التي تزداد وطأتها، يجد نفسه في وضع شديد التعقيد يتطلب استراتيجية دقيقة لمواجهة التصعيد الإسرائيلي، من دون الانجرار إلى حرب جديدة.

ويبدو أن إسرائيل تستغل الظروف الدولية والإقليمية الراهنة لفرض معادلات جديدة في لبنان، مستغلة أي ذريعة حتى وإن كانت قذائف مجهولة المصدر أو قذائف معروفة المصدر، نفذتها احد طوابير الاستخبارات الاسرائيلية لتوسيع نطاق عملياتها، وخلق واقع ميداني يخدم أجندتها الاستراتيجية.

في ظل هذا الواقع، تبقى التساؤلات مطروحة، هل ستتمكن إسرائيل من فرض معادلتها الجديدة، أم أن حزب الله وحلفاءه سيستطيعون قلب المعادلة مجدداً؟ وأي خطة يعدها لبنان لمواجهة السيناريو المقبل، والذي هو عبارة عن سيطرة محكمة في المال والسياسة والعسكر، سيتبلور أكثر مع حركة الموفدين الدوليين التي تنوي زيارة لبنان قريباً.


يحدث الآن

23:24
وسائل إعلام يمنيّة: قصف أميركي جديد يستهدف مديرية سحار في صعدة بثلاث غارات.
22:12
زعيم المعارضة في تركيا يدعو إلى تظاهرة حاشدة السبت باسطنبول
21:49
العـ.ـدو يلقي قنابل مضيئة على اطراف بلدة طير حرفا قضاء صور
21:43
عشائر وأهالي الشجاعية في غزة: قيادات حمـ.ـاس تتجاهلنا وتتركنا للموت
20:49
مصادر رئيس الحكومة: لا صحة لكل ما ينتشر حول تعيين مجلس إدارة ⁧تلفزيون لبنان⁩ أو تعيين بديل عن المدير العام لأوجيرو⁩ فهناك آلية للتعيينات وكل تعيين سيمر عبرها حكمًا
19:40
اهالي غزة ينتفضون في وجه حركة حمـ.ـاس، ومظاهرات غاضبة تجوب الشوارع تدعو حركة حمـ.ـاس للخروج من غزة
19:26
محلّقة إسرائيلية ألقت قنبلة صوتية بالقرب من مسجد أبي ذر الغفاري في بلدة ميس الجبل الحدوديّة أثناء قيام عدد من العمال بأعمال التنظيف.
18:40
زيلينسكي: سأطلب أسلحة من ترامب وعقوبات جديدة على روسيا إذا خرقت وقف إطلاق النار

حمل تطبيق الهاتف المحمول