هذه هي أسباب عدم فتح حزب الله حرب إسناد جديدة لغزة

Telegram     WhatsApp

عندما قرّرت إسرائيل الردّ بقساوة وعنف غير مسبوقين على عملية “طوفان الأقصى” وأنزلت على قطاع غزة، بدءًا من شماله”، آلاف الأطنان من الحديد والبارود، سارع “حزب الله” في اليوم التالي، أي في 8 تشرين الأول، إلى فتح جبهة الجنوب اللبناني بدافع إسناد أهل القطاع ومقاومته. وترافق ذلك مع إطلالات متكررة للأمين العام السابق الشهيد حسن نصرالله ليؤكد في كل إطلالة له استمرار مساندة فلسطينيي غزة، وما تؤدي إليه جبهة الجنوب الاسنادية من تخفيف الضغط على الغزاويين، وما تتسبب به من أضرار مباشرة في أكثر من موقع ومستوطنة في شمال إسرائيل.









هذا الامر أجبر سكان هذه المستوطنات إلى النزوح نحو الجنوب الإسرائيلي، إلى أن بدأت الحرب بمفهومها الشامل والمدّمر، التي بدأتها تل أبيب على لبنان بتفجير “البيجر” في 17 أيلول من العام الماضي، ولم تنتهِ، ولو مؤقتًا، إلاّ بعد التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لا تزال إسرائيل تخرقه بعدما رفضت الانسحاب من أكثر من خمسة مواقع حدودية تعتبرها مهمة واستراتيجية بحجّة حماية أمنها الشمالي.
أمّا وقد عاد القصف الإسرائيلي من جديد على قطاع غزة وبعنف أشدّ قساوة ودمارًا من المرّة السابقة فإن “حزب الله” لم يبادر إلى مساندة اهل غزة، الذين يتعرّضون لإبادة جماعية، كما فعل في المرّة السابقة، ولم يفتح الجبهة الجنوبية وسط تكهنات عن الأسباب المباشرة وغير المباشرة لعدم زج لبنان في حرب قد أثبتت التجربة السابقة أنها لم تكن متكافئة أقّله من حيث التفوق الإسرائيلي تكنولوجيًا واستخباراتيًا. وهذا ما أدّى إلى نجاح ضرباتها، التي استهدفت كبار قادة “المقاومة الإسلامية”، وفي مقدمهم الشهيدان حسن نصرالله وهاشم صفي الدين.

وفي التحليل فإن الرأي السائد لدى معظم المنظرين المنتمين إلى محور “الممانعة” يعيد أسباب عدم انغماس “حزب الله” في حرب إسناد جديدة إلى سبب واحد، وهو التزامه الطوعي باتفاق وقف النار على رغم الاستفزازات المتكررة، التي يقوم بها العدو عبر استهدافه مناطق لبنانية في جنوب الليطاني وفي شماله وصولًا إلى الهرمل. ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن صبر القيادة الحزبية سيطول، وذلك إفساحًا في المجال أمام المساعي الديبلوماسية، التي تقوم بها الحكومة مع المجتمع الدولي ومع كل من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، من أجل الضغط على إسرائيل لإجبارها على تطبيق اتفاق الهدنة ووقف أعمالها الاستفزازية، التي ستؤدّي في نهاية الأمر إلى انهيار هذه الهدنة الهشّة، التي لم تلتزم بها تل أبيب منذ اليوم الأول لإبرامها.
أمّا المحّللون والمنظّرون في الجهة المقابلة لمحور “الممانعة” فيعيدون أسباب عدم انجرار “حزب الله” هذه المرّة إلى حرب مساندة جديدة إلى سبب واحد وحيد لا ثانٍ له، وهو أن “الحزب” غير قادر على خوض غمار الحرب بعدما تكبّد خسائر فادحة في ترسانته العسكرية في الدرجة الأولى، وبعد فقده أمينه العام السابق، الذي كان يشكّل له ضمانة معنوية كبيرة لم تعد حاضرة مع القيادة السياسية الحالية الممثلة بالشيخ نعيم قاسم، الذي يفتقد إلى المواصفات الكاريزمية التي كان يتمتع بها الشهيد نصرالله.

ويُضاف إلى هاتين الخسارتين خسائر أخرى. وقد يكون انهيار نظام حزب “البعث” في سوريا من بين أهم الأسباب، التي تجعل “حزب الله” يفكر ألف مرّة قبل أن يتورط في حرب جديدة مع إسرائيل، بعدما فقد أهم شريان امدادي حيوي كان يصل طهران بالضاحية الجنوبية عبر الأراضي السورية، فضلًا عمّا لقيه من خيبة أمل من عدم قيام النظام الإيراني بمساندة “المقاومة الإسلامية” في حربها غير المتكافئة مع عدو وصلت اعتداءاته إلى قلب إيران، مع تصاعد لهجة تهديداته بضرب تجهيزاتها النووية في حال لم تنجح المحاولات المزدوجة الأميركية والروسية هذه المرّة لجرّ طهران إلى طاولة مفاوضات غير مشروطة بدأت تأخذ منحىً تصعيديًا بعد تلقيّ القيادة الإيرانية رسالة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصفتها المرجعيات السياسية والروحية في طهران بأنها غير مقبولة، والتي قال عنها وزير الخارجية عباس عراقجي بأنها تحمل تهديدات، وأن الردّ عليها سيكون في الوقت المناسب.

وبالتوازي فإن الوضع في اليمن في ضوء ما تتعرض له اليمن من عمليات عسكرية أميركية، وما يقوم به الحوثيون من ردّ مباشر يستهدف العمق الإسرائيلي كما البوارج الأميركية في البحر الأحمر ينذر بعواقب وخيمة، لا سيما أن لمضيق هرمز وباب المندب أهمية استراتيجية كبرى بالنسبة إلى التجارة العالمية، خصوصًا أن ثمة قرارًا أميركيًا قد اتخذ لتحرير هذين المضيقين من القبضة الإيرانية.       

 


يحدث الآن

19:14
الوكالة الوطنية: إصابة مواطن بعد إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على سيارته بين كفركلا – العديسة
18:36
الجيش الإسرائيلي ينذر سكان منطقة في جنوب قطاع غزة بإخلائها قبل قصفها
18:13
جيش الاحـ.ــتلال يطلاق الرصاص على سيارة مواطن على الطريق الداخلي بين كفركلا – العديسة وتم نقله إلى مستشفى النجدة الشعبية في النبطية للمعالجة
16:38
الجيش الإسرائيلي: صفارات الإنذار تدوي في عسقلان
16:36
الرئيس نواف سلام لـ”العربية”: شعار “شعب جيش مقـ.ـاومة” أصبح من الماضي ولا أحد يعمل في اتجاه معاكس لحصر السلاح بيد الدولة ولا تمثيل حزبيا مباشرا في الحكومة وهي على مسافة واحدة من الجميع
16:14
“العربية”: الجيش السوري يسحب آليات عسكرية من درعا إلى دمشق
15:14
رويترز: المحكمة العليا الإسرائيلية تعلن تجميد إقالة رئيس الشاباك
14:16
ماكرون: روسيا أظهرت الليلة الماضية أنها لا تشاطرنا بصدق الرغبة في السلام

حمل تطبيق الهاتف المحمول