بعد الحرب، يسعى لبنان إلى إعادة إعمار نفسه وتجديد البلدات المدمرة في الجنوب. وفي هذا السياق، قدمت العديد من الدول مساعدات للبنان. ومع ذلك، بدأ الحديث عن احتمال حدوث تضخم نتيجة لهذه المساعدات، مما أثار قلقاً لدى اللبنانيين. ورغم حاجة لبنان الكبيرة، إلا أن هناك مخاوف من تداعيات التضخم الذي قد يسبب مشاكل اقتصادية إضافية. فهل هذا السيناريو ممكن؟

في هذا الصدد، يوضح الخبير الاقتصادي نديم السبع أنه لا يرى أن المساعدات التي ستتلقاها لبنان ستؤدي إلى حدوث تضخم. 
وأضاف السبع أن لبنان يعاني حالياً من وضع اقتصادي صعب، حيث تقتصر المساعدات على تلبية الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء، ولا يوجد فائض من السيولة في الأسواق. 
وأوضح أن التضخم يحدث عندما يقرر الأفراد الذين يملكون المال شراء سلع غير ضرورية، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار. وهو أمر غير قائم في لبنان حالياً، حيث يسعى المواطنون فقط لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
أما في ما يتعلق بمسألة حدوث التضخم في حال قررت الدولة تحويل المساعدات من الدولار إلى الليرة اللبنانية وضخها في السوق، فيرى السبع أنه في هذه الحالة، فإن الإقدام على هذه الخطوة قد يؤدي إلى تضخم في سعر الصرف. متسائلاً: “ولكن لماذا ستلجأ الدولة إلى هذا الخيار؟” حيث كانت المساعدات تُستلم بالدولار وتُصرف بالدولار في السابق. وفي حال تم اتباع هذا الخيار، يمكن تجنب التضخم عبر اتباع خطة مدروسة بعناية.

أما الحل لتجنب التضخم، فيرى السبع أنّه يكمن في وضع خطة نهوض اقتصادي، وتأسيس نظام اقتصادي قوي وسليم قادر على تجنب الأزمات، وعدم الاعتماد الدائم على المساعدات الخارجية.