مرشحو الممانعة أو لا أحد… صدقتم!

“يا بو مرعي”، سقطت المبادرة الفرنسية مع المرشح سليمان فرنجيه، وعاد الموفد الفرنسي خائباً مذهولاً تائهاً ضائعاً حائراً موهولاً، فاقد الثقة بنفسه وقدراته مما جرى معه في لبنان. هذا وطن تدميري للجميع وعلى المستويات كافة، وأعتقد أن لو دريان لوكان يعلم ما ينتظره لما بادر أساساً.

الرجل ليس معتاداً على هذا الكم من الكيد السياسي، وعلى تلك الألاعيب السامة، إذ هو يظن أن كما في بلاده وبلاد العالم المحترمة، تفوق المصلحة الوطنية العليا كل المصالح، وإذ به يرى كمّاً غير مسبوق من التحدي الوقح على حساب الوطن. هو فرنسي الجنسية ويحب بلاده، وفرنسا، من وجهة نظرها، تحاول انتشال الاستحقاق الرئاسي من عنق الزجاجة، فأرسلت موفدها المسكين… والله مسكين، وبكل ثقة بالنفس وبقدراته الدبلوماسية العالية، شدّ لو دريان العزم وبدأ جولاته المكوكية على الأطراف اللبنانيين كافة، وصال وجال وراح ورجع، وما سمع سوى الرفض المطلق لسليمان فرنجية من فريق السياديين، في مقابل إصرار مطلق عليه من قبل الممانعين المفترضين. لم ييأس الرجل ولم يسكت، فأبلغ الثنائي السعيد المبتهج دائماً بسقوط لبنان، أن لا مكان لفرنجية في الاستحقاق الرئاسي. “لاء فرنجيه أو لا أحد”، قالوا له! يا شباب لن يمر، مستحيل، هو مرفوض من قبل السياديين، وأضف إليهم حلفاء الأمس التيار العوني. “ابداً، فرنجيه وبس…”.

“يا بو مرعي”، اتعظ واسمع ولا تدّعي الطرش، سقط الرهان على فرنجيه فلتبحثوا عن مرشح آخر أقل استفزازاً وتبعية للحزب الحاكم. “مش فرنجيه فاذن منروح عالحوار”، أي حوار؟ حوار حول ماذا والسلاح متربص تحت الطاولة، والنوايا السوداء المبيّتة ستكون الشريك والجليس الأول والأخير؟ وماذا يفعل الحوار إذا تعطّل دور البرلمان؟ الا يوجد في لبنان مجلس نيابي يجتمع يصوِت ويقرّر؟! لا يهمّ، لا يعنينا الدستور ولا القوانين، المهم مرشحنا أو لا أحد، مرشحنا أو الحوار، مرشحنا وعمرو ما يكون بلد! فإما التعطيل وإما رئيس ممانع منسوج مطبوع مغزول هواه على هوانا، وليذهب الاستحقاق والجمهورية والشعب والبلد ومن فيه الى سابع جحيم ما لم يحصل ما نريد نحن أن يحصل!

هذا هو رد الثنائي اللصيق على الموفد الفرنسي. صمت الرجل، لم يعد يجد كلمة واحدة في قاموس اللباقة ليجيب، ضبضب شنطة الرحيل، وقال، “نجنا يا رب من التجارب”، وعاد الى بلاده يحمل حكاية بشعة عن وطن كان يقول عنه بلد الأرز، فرأى بأم العين المنشار بأيدي ممانعين، وهو يحزّ على الجذوع، والأرز يكابر ويصمد. لم يتحمل الرجل المشهد فعاد الى بلاده خائباً مدمراً فاقد الثقة بنفسه وبقدراته الدبلوماسية، ولعله في قلبه يقول، “معقول ثنائي شرير أن يهزم الحقيقة وأن يهزم وطن الرسالة”؟

لو سألنا لأجبناه، كله موقت ومنظومة الشر تأكل نفسها بنفسها فقط اصمد وراقب، والأهم قل لأهل بلادك، أنه لن يكون لنا رئيساً ما لم يخرج من مجلس النواب، وما لم ينتخبه لبنانيون ولبنانيين فقط، وليس فرنسا ولا أميركا ولا دول العالم قاطبة.

وذهب لو دريان…!​

المصدر

سعر صرف الدولار في لبنان اليوم لحظة بلحظة

«
زر الذهاب إلى الأعلى