“الحزب” في مراجعة ذاتية.. الدولة أم السلاح؟

Telegram     WhatsApp

سعد الياس – القدس العربي

مضى شهر على تأليف حكومة «الإصلاح والإنقاذ» برئاسة الرئيس نواف سلام في بداية عهد جديد واعد يترأسه رئيس الجمهورية العماد جوزف عون الذي كانت له أول إطلالة خارجية من المملكة العربية السعودية تأكيداً على عمق العلاقة بين بيروت والرياض وتصويباً لمرحلة سياسية شهدت تأزماً في العلاقة بين العاصمتين.

وإذا كان البيان المشترك اللبناني السعودي أكد على حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، فإن أولى مشاركات الرئيس اللبناني في قمة عربية قد شهدت على أقوى رسالة سياسية وجهها عون من القاهرة رداً على سردية محور الممانعة حول نصرة فلسطين عندما قال «حين تُحتلُ بيروت، أو تُدمّرُ دمشق، أو تُهدّدُ عمان، أو تئنُّ بغداد، أو تسقطُ صنعاء… يستحيل لأيٍ كان أن يدّعي، أن هذا لنصرة فلسطين».
في مواجهة هذا المشهد، يصرّ «حزب الله» على القول إن المقاومة مستمرة ويدأب على انتقاد الدولة اللبنانية واعتمادها الوسائل الدبلوماسية لمعالجة الخروقات الإسرائيلية وخصوصاً لبقاء قوات الاحتلال في 5 نقاط استراتيجية في جنوب لبنان. ووصل الأمر بالمفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان إلى القول «حفلة الدبلوماسية لا تسترد ما احتلته إسرائيل».
وفي إصرار «حزب الله» والمرجعيات الشيعية الروحية على مثل هذا الكلام، محاولة لتبرير بقاء السلاح بيد «الحزب» على الرغم من خروج بعض قياداته وإعطائهم فرصة للدولة كفترة سماح لاستكشاف مدى القدرة على إنجاز التحرير بالوسائل الدبلوماسية على اعتبار أنه لولا عجز الدولة عن الدفاع عن لبنان لما تم حمل السلاح من قبل فئة من اللبنانيين.

وإذا كان «حزب الله» أو بعض أجنحته لم يسلّموا بجدوى خيار الدبلوماسية، فقد لوحظ أن بعض قيادات «الحزب» أدخلت إلى قاموسها أخيراً «خيار الدولة»، وتمنت «أن تتولى الدولة الدفاع والحماية وبسط السيادة ومواجهة الاعتداءات والخروق الإسرائيلية، وتحرير كل شبر من الأرض اللبنانية». واعتبر النائب حسن فضل الله «أن الدولة عندما تحضر بمؤسساتها وتتولى المسؤوليات، يخفف هذا الأمر العبء عنا وعن شبابنا، ويجعلها هي المسؤولة عن السيادة، وأبلغنا أركان الدولة أن عليهم أن يتحمّلوا المسؤولية الكاملة، وأن يثبتوا للشعب اللبناني وللعالم أنهم دولة قادرة على تولي المسؤوليات، وأن يبذلوا كل جهد من أجل وقف هذا المسلسل الذي يقوم به العدو على أرضنا من احتلال واعتداءات، وآخره كان باستهداف سيارة في بلدة رشكنانيه قضاء صور».

ويؤشر كلام فضل الله إلى بدء «حزب الله» مراجعة داخلية وتقييماً لنتائج «جبهة الإسناد». ويدخل في هذا الإطار كلام مسؤول ملف الموارد والحدود النائب السابق نواف الموسوي الذي تحدث عن «تقصير وقصور» في أداء «حزب الله» في الحرب الأخيرة وعن «اختراقات تقنية وبشرية».
فهل بات «حزب الله» أمام مرحلة جديدة في ظل المتغيرات الإقليمية وسقوط نظام بشار الأسد؟ أم أنه سيراهن من جديد على الوقت وتبدل الظروف كما فعل بعد حرب تموز/يوليو 2006 لجهة عدم تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته والإبقاء على ترسانته العسكرية؟
لا يبدو أن «حزب الله» حسم توجهاته للمرحلة المقبلة مع اتجاه لتزكية الخيار الثاني القائم على الاحتفاظ بالسلاح بدليل تفسيره المخالف لما ورد في آلية تنفيذ القرار 1701 بين جنوب نهر الليطاني وشماله، إذ لا يزال «الحزب» يفصل بين الجنوب والشمال ولا يوافق أن قرار نزع السلاح وتفكيك البنية العسكرية يسري على كامل الأراضي اللبنانية.
ويراهن «حزب الله» ومن خلفه إيران على إحداث فوضى في سوريا وجرّها مجدداً إلى حرب أهلية، لأن الفوضى هي الطريق الوحيد للعودة الإيرانية إلى سوريا ومنها إلى لبنان بعدما ما آل إليه وضع طهران في كلا البلدين ما أضعف نفوذها وباتت عاجزة عن فرض هبوط طائراتها في مطار بيروت أو نقل الأموال بطريقة سهلة إلى «حزب الله».
وإزاء هذا الوضع، يلجأ «الحزب» إلى أسلوب جديد وهو تحريض بيئته الحاضنة وتصويرها على أنها مستهدفة ومستضعفة، علماً أن الرئيس نواف سلام حرص لدى تأليف الحكومة على الوقوف على خاطر الثنائي الشيعي وعدم إقصائه تحسساً منه بأن الشيعة هم حالياً «طائفة مجروحة» وينبغي احتضانهم لا استفزازهم.

وحسب أحد النواب أن لا أحد يستهدف الطائفة الشيعية ويجب التمييز بين الشيعة كطائفة وبين «حزب الله» الذي ما زال يرتبط إيديولوجياً بالجمهورية الإسلامية الإيرانية رغم كل الدعوات له وأبرزها دعوة رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل في جلسة مناقشة البيان الوزاري للحكومة في مجلس النواب إلى «فتح صفحة جديدة، والقول إننا نريد البدء بقصة جديدة لبنانية ونجعل من قصص كل الأحزاب والطوائف قصة لبنانية واحدة، لأن لا أحد يمكنه أن يفرض على الآخر القصة التي تعود إليه».
أما التمسك بمنطق الانتصارات وتغيير المعادلات بواسطة المقاومة، فيستهجنه خصوم «حزب الله» وكان رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع واضحاً في ردّه على مقولة فشل الوسائل الدبلوماسية في حماية لبنان حيث قال «المضحك المبكي أن الوسائل العسكرية لم تفشل فحسب، بل أدت إلى احتلال الأرض مجدداً، واستجلاب الكوارث والموت والخراب بشكل غير مسبوق».


يحدث الآن

22:04
حرق جميع خيم السوريين في منطقة العاقبية _ البيسارية و طردهم من البلدة على خلفية مجا ز ر الساحل السوري
21:32
نعيم قاسم: كنا قادرين أن نقـصف أي مكان نريد لكن حافظنا على ضرب الأهداف العسكريّة فقط.
21:26
الأخبار: فقدان الاتصال بالعسكري في الجيش اللبناني ز.ش. الذي غادر منزل ذويه في حلتا (أطراف كفرشوبا) باتجاه الهباربة لزيارة منزل خطيبته واستخبارات الجيش اللبناني تحقق في احتمال تواجده في مزرعة شانوح أو مزرعة بسطرة اللتين تعرضتا اليوم لرشقات نارية من القوات الإسرائيلية
20:30
باسيل: ما يجري في سوريا خطر كبير ليس فقط على سوريا بل على لبنان فمشروع تقسيم المنطقة لن نسلم منه
19:54
وسائل إعلام إسرائيليّة عن مصادر سورية: الضابط السابق غياث دلا يحشد مئات وربما الآلاف للقتال بتمويل من إيران وحزب الله
18:48
الوكالة الوطنيّة: إصابة عسكري في الجيش اللبناني بجروح نتيجة إطلاق الجيش الإسرائيلي النار قرب بوابة فاطمة في كفركلا
17:04
سانا عن مصدر أمني سوري: لا صحة لما تروجه فلول النظام البائد بشأن استقدام تعزيزات عسكرية إلى مدينة السويداء
16:39
الرئاسة السورية: قرار رئاسي بتشكيل لجنة وطنية مستقلة للتحقيق وتقصي الحقائق في أحداث الساحل

حمل تطبيق الهاتف المحمول