المرحلة الاولى من اتفاق غزة انتهى.. مصير غزة على الطاولة بين تجدد القتال واستمرار الهدنة

Telegram     WhatsApp

كتب موقع “الحرة”: يشارك ممثلون من إسرائيل وقطر والولايات المتحدة في “مباحثات مكثفة” في القاهرة لتحديد المراحل المقبلة من اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، وسط تساؤلات عما سيجري بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، يوم السبت.

وأرسل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مفاوضين إلى القاهرة بعد أن سلمت حماس، مساء الأربعاء، جثث أربع رهائن كانوا محتجزين في غزة مقابل الإفراج عن أكثر من 600 معتقل فلسطيني من السجون الإسرائيلية.

كانت هذه آخر عملية تبادل بين الطرفين في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق التي تنتهي السبت، والتي بدأ العمل بها في 19 كانون الثاني بعد 15 شهراً من الحرب المدمرة. في وقت ما زال هناك 58 رهينة في غزة، بينهم 34 يؤكد الجيش الإسرائيلي أنهم لقوا مصرعهم.

كان من المفترض أن تبدأ مفاوضات المرحلة الثانية، التي تشمل إنهاء الحرب بشكل نهائي واستكمال الإفراج عن الرهائن، خلال الأسابيع الستة من المرحلة الأولى، لكن لم يتم التوصل إلى ذلك حتى الآن.

وأبدت حماس استعدادها للإفراج عن جميع الرهائن “دفعة واحدة” خلال المرحلة الثانية، إلا أن وكالة أسوشيتد برس ذكرت أن الوصول إلى هذه المرحلة سيكون صعبًا، حيث من المحتمل أن يجبر إسرائيل على الاختيار بين هدفين رئيسيين في الحرب: عودة الرهائن بشكل آمن، أم القضاء على حماس بالكامل.
تمديد المرحلة الأولى
إحدى الاحتمالات هي أنه بدلاً من الانتقال إلى المرحلة الثانية، قد تحاول إسرائيل تمديد المرحلة الأولى من أجل مزيد من تبادل الرهائن مقابل المعتقلين.

وقال ستيف ويتكوف، المبعوث الأميركي للشرق الأوسط في إدارة الرئيس دونالد ترامب، في مقابلة مع برنامج “State of the Union” على شبكة “سي أن أن” يوم الأحد إنه يأمل في التفاوض بشأن المرحلة الثانية خلال تمديد المرحلة الأولى.

ولم يدعم رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو علنًا فكرة تمديد المرحلة الأولى. فهو تحت ضغط من المتشددين في ائتلافه الحاكم لاستئناف الحرب ضد حماس، لكنه أيضًا يواجه ضغطًا من الإسرائيليين لإعادة الرهائن المتبقين إلى وطنهم.

وقال ويتكوف إن نتنياهو ملتزم بإعادة جميع الرهائن، لكنه وضع “خطًا أحمر” وهو ألا تكون حماس جزءًا من حكومة غزة بعد الحرب، كما استبعد نتنياهو أي دور للسلطة الفلسطينية في غزة.

يقول محللون، بحسب نيويورك تايمز، إن الحديث عن تمديد المرحلة الأولى، يعكس كيف أن الآمال في التوصل إلى اتفاق للمرحلة الثانية ونهاية سريعة للحرب قد تتلاشى.

السؤال الذي يطرح الآن هو، إلى متى يمكن أن يستمر هذا التمديد؟ ويقول ديفيد ماكوفوسكي، زميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ومستشار سابق في وزارة الخارجية الأميركية.

“بالنسبة لنتنياهو، هي مزيج من القناعة الاستراتيجية والحسابات السياسية. أعتقد أنه يعتقد حقًا أن القوة هي الطريقة الوحيدة للتعامل مع حماس، وهذا يعززه الحساب السياسي لوزير المالية سموتريتش الذي قال إنه سيطيح بالحكومة إذا لم يقم رئيس الوزراء بالقضاء على حماس.”

وأضاف ماكوفوسكي، بحسب واشنطن بوست، إذا كان على نتنياهو أن يختار بين المرحلة الثانية أو المزيد من الحرب، “أعتقد أنهم سيقاتلون.”

إشارات من الرئيس ترامب
قال الرئيس دونالد ترامب إنه صاحب الفضل في وقف إطلاق النار، الذي ساعد ويتكوف في دفعه إلى خط النهاية بعد عام من المفاوضات التي قادتها إدارة بايدن ومصر وقطر.

لكن ترامب أرسل منذ ذلك الحين إشارات متضاربة بشأن الاتفاق. في وقت سابق من هذا الشهر، حدد موعدًا نهائيًا لحماس للإفراج عن جميع الرهائن، محذرًا من أن “الجحيم سوف ينفجر” إذا لم يفعلوا ذلك.

لكنه قال في النهاية إن الأمر يعود لإسرائيل، وجاء الموعد النهائي ومر دون أي تغيير.

وفي وقت لاحق اقترح الرئيس ترامب أن يتم نقل سكان غزة البالغ عددهم حوالي مليوني فلسطيني إلى دول أخرى وأن تتولى الولايات المتحدة زمام الأمور في القطاع وتطويره.

ورحب نتنياهو بالفكرة، التي رفضت من قبل الفلسطينيين والدول العربية، لكن ترامب تمسك بالخطة في مقابلة مع قناة فوكس نيوز خلال عطلة نهاية الأسبوع لكنه قال إنه “لا يفرضها”.

محور  فلادلفيا
بينما تنتهي المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس غدا (السبت) يبقى مستقبل الهدنة غير واضح. لكن ما سيحدث في الشريط الحدودي بين مصر وغزة في الأسبوع المقبل قد يوفر مؤشراً حول كيفية تقدم الأمور.

وفقًا لاتفاق وقف إطلاق النار المكون من ثلاثة أجزاء، من المفترض أن تبدأ القوات الإسرائيلية الانسحاب من ممر فلادلفيا بعد مرور ستة أسابيع على بدء الهدنة، بما يتزامن مع نهاية المرحلة الأولى من الاتفاق التي ستنتهس في ليلة السبت.

فمن المفترض أن تبدأ إسرائيل في سحب قواتها يوم الأحد من المنطقة الحدودية، وأن تتركها بالكامل بحلول نهاية الأسبوع المقبل.

وقال بنيامين نتنياهو، منذ فترة طويلة إن السيطرة الإسرائيلية هناك هي مصلحة أمنية وطنية أساسية، مما يضفي غموضًا على هذه الخطوة.

محور فلادلفيا، هو شريط حدودي بطول 8 أميال يفصل غزة عن مصر، وقد ظهر كنقطة خلاف رئيسة في محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.

وتم انشاء الحدود التي تقسم مدينة رفح بموجب معاهدة السلام المصرية-الإسرائيلية عام 1979.

وبعد أن سيطرت حماس بالكامل على غزة عام 2007، أشرف مقاتلوها ومسؤولوها على حدود القطاع مع مصر ومعبر رفح، الذي يعد المخرج الوحيد من غزة إلى العالم الخارجي الذي لا تشرف عليه إسرائيل مباشرة.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن حماس كانت تهرب الأسلحة والمعدات لمقاتليها عبر الحدود المصرية، ووصف نتنياهو هذا الممر بأنه “صمام أوكسجين لحماس.”

تقدمت القوات الإسرائيلية عبر المحور كجزء من هجومها العسكري على غزة، وبعد ذلك، جادل نتنياهو لعدة أشهر بأن ترك المنطقة سيعرض الأمن الإسرائيلي للخطر من خلال السماح لحماس بإعادة تسليح نفسها.

لكن في الوقت ذاته، التزم نتنياهو بالانسحاب من المنطقة الحدودية كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار.

هل ستنسحب إسرائيل بالفعل؟
وافقت إسرائيل على مغادرة المنطقة الحدودية في اليوم الخمسين من الهدنة، وهو ما يفترض أن يحصل في أوائل مارس، وعدم الالتزام بهذا الوعد سيزيد من حالة عدم اليقين في الهدنة الهشة بالفعل.

لكن إذا تم الانسحاب وفقًا للجدول الزمني، فقد يساهم ذلك في دفع الجهود التي يبذلها الوسطاء لتأمين الخطوات التالية في وقف إطلاق النار.

تقول نيويورك تايمز إن كلا من إسرائيل وحماس لديهما أسباب لتجنب جولة أخرى من القتال، فحماس ترغب في منح قواتها فرصة للتعافي، بينما تريد إسرائيل إعادة الرهائن المتبقين إلى وطنهم. لكن احتمالية التوصل إلى اتفاق شامل لا تزال بعيدة.

لقد جعلت إسرائيل الاتفاق الشامل مشروطًا بنهاية سيطرة حماس على غزة ونزع السلاح من القطاع، وهو ما ترفضه حماس إلى حد كبير.

سلاح حماس
مع اقتراب انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق، يبدو أن إسرائيل وحماس، جنبًا إلى جنب مع إدارة الرئيس دونالد ترامب والوسطاء من الحكومات العربية، بعيدين عن التوصل إلى اتفاق للانتقال إلى المرحلة الثانية الحاسمة من وقف إطلاق النار.

وفي قلب الجمود الحاصل الآن، يكمن السؤال: هل يمكن إقناع حماس، أو الضغط عليها، لتسليم سلاحها ومغادرة غزة، أم أن نتنياهو سيكون مستعدًا للتسوية ودفع الثمن السياسي؟

يقول محللون بحسب صحيفة واشنطن بوست، إن نتنياهو وقادة حماس يواجهون ضغوطًا سياسية متضاربة تجعل التوصل إلى اتفاق للمرحلة الثانية أكثر صعوبة من الأولى، وقد يكون استئناف الحرب مجرد مسألة وقت.

بالنسبة لنتنياهو، الذي أعلن منذ فترة طويلة أن هدفه في الحرب هو القضاء على حماس، فإن اتخاذ قرار بإنهاء الحرب قبل أن توافق الجماعة على نزع سلاحها سيغضب شريكه في الائتلاف اليميني المتطرف، وزير المالية بتسلاليل سموتريتش، الذي تعهد بإسقاط حكومة نتنياهو إذا لم يتم القضاء على الجماعة كقوة سياسية وعسكرية.

ففي الأسابيع المقبلة، سيحتاج نتنياهو إلى دعم سموتريتش أكثر من أي وقت مضى لتمرير الميزانية قبل الموعد النهائي في 31 آذار وتجنب إجراء انتخابات.

أما بالنسبة لحماس، فإن التخلي عن أسلحتها يتناقض مع هدفها المعلن في شن نضال مسلح ضد إسرائيل حتى انسحابها من جميع الأراضي الفلسطينية.

وصرح مسؤولو حماس مؤخرًا أنهم منفتحون على تقاسم السلطة مع فصائل فلسطينية أخرى في غزة، لكنهم يصرون على الاحتفاظ بقدراتهم القتالية، وهو دور مشابه لذلك الذي لعبته جماعة حزب الله في لبنان.

وقالت حماس إنها مستعدة لتسليم السيطرة على غزة لفلسطينيين آخرين، لكنها رفضت اقتراح إسرائيل بأن يذهب قادتها إلى المنفى. هذا يعني أن الجماعة المسلحة، التي لا تعترف بوجود إسرائيل، ستظل متجذرة في غزة.

ضغوط إسرائيلية داخلية
كان النفوذ الذي يمارسه أعضاء اليمين المتطرف داخل ائتلاف نتنياهو الحاكم ظاهرًا بشكل علني. 

فبعد أيام من إقرار اتفاق وقف إطلاق النار في تصويت الحكومة الإسرائيلية في يناير، قال سموتريتش، الذي يرى أن الاستيطان في الضفة الغربية وغزة هو واجب ديني، على منصة “إكس” إنه ضغط على نتنياهو لإضافة عمليات عسكرية موسعة في الضفة الغربية إلى أهداف الحرب الحالية لإسرائيل.

داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، قوبلت فكرة إعادة دخول غزة بمقاومة من بعض المسؤولين، الذين جادلوا بأنه لا يمكن لإسرائيل تحقيق أي أهداف عسكرية أخرى بعد معركة استمرت لمدة 15 شهرًا.

ومع ذلك، أعد الجيش الإسرائيلي خططًا لتجديد القتال بشدة أكبر مع تركيز خاص على منع تهريب المساعدات الإنسانية من قبل حماس.

وطلب وزير الدفاع، إسرائيل كاتس، من الجيش استكشاف خطط للسيطرة على وتوزيع المساعدات الإنسانية المتدفقة إلى الأراضي، وهي فكرة قوبلت بالرفض من سلفه، يوآف غالانت، لأسباب عملية وقانونية، وفقًا لمسؤولي إسرائيلين تحدثو لصحيفة واشنطن بوست.

ومع ظهور الرهائن الذين كانوا محتجزين لدى حماس من غزة في الأسابيع الأخيرة، دعا العديد من الإسرائيليين نتنياهو للمضي قدمًا إلى المرحلة التالية وتحرير جميع الذين تم أسرهم.

ويدعم 70 بالمئة من الإسرائيليين أن تستمر بلادهم في المرحلة الثانية من الاتفاق، وضمان تحرير جميع الرهائن المتبقين وإنهاء الحرب، وفقًا لاستطلاع أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي بين 28 كانون الثاني و2 شباط.

وضغود داخلية في غزة
وفي غزة، تواجه حماس أيضًا تزايد الإحباط بين الفلسطينيين لأن وقف إطلاق النار لم يُحسن الظروف المعيشية ولم تبدء عمليات اعادة الأعمار.

ومع استمرار نقص الجرافات والوقود والخيام، كافح السكان العائدون إلى الجزء الشمالي المدمر من القطاع للعثور على مكان لإقامة الخيام المؤقتة وسط الأنقاض. ولا يزال العديد منهم غير قادرين على إخراج جثث أقاربهم من تحت المنازل المدمرة.


يحدث الآن

15:41
ترمب لا يتمتع بقدر كبير من النفوذ ليس على الروس فقط بل علينا أيضا
15:00
موسكو: زيارة زيلينسكي إلى واشنطن منيت بفشل تام وأهداف روسيا في أوكرانيا لم تتغير
14:02
القناة 13 الإسرائيلية: نتنياهو يجري مساء اليوم مشاورات بشأن ملف الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة
14:00
الطيران الحربي الإسرائيلي يحلق على علو منخفض فوق قرى قضاء صور جنوب لبنان
12:52
زيلينسكي يشكر الأوروبيين على دعمهم بعد المشادة الكلامية مع ترامب
12:50
العربية: إطلاق نار كثيف من دبابات إسرائيلية على طول محور فيلادلفي

حمل تطبيق الهاتف المحمول