“ليبانون ديبايت”

ينتفض أهل السويداء المحتلة في وجه قوات أحمد الشرع، حيث سيطروا، وفق الأنباء الواردة من هناك، على المطار ونزعوا علم الدولة الجديدة في سوريا وأقاموا الاحتفالات.
هذه الانتفاضة ليست بعيدة عن الأجواء التي بثها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل يومين، مدّعيًا حماية الدروز، وطالب الإدارة السورية الجديدة بسحب قواتها من الجنوب السوري، بذريعة أن تكون المنطقة “منزوعة السلاح بالكامل”.

هذه الانتفاضة في وجه الإدارة الجديدة تتناقض مع الموقف الذي عبّر عنه زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان، وليد جنبلاط، حيث كان أول المهنّئين للشرع بعد الثورة التي أطاحت بحكم بشار الأسد، وكان أول الوافدين إلى دمشق مع وفد كبير لتهنئته بنجاح الثورة.

فكيف ينظر الامتداد الطبيعي لـ”أهل السويداء والجولان المحتل” في لبنان لما يجري اليوم؟ وهل يخالف التوجهات السياسية لهم؟

يرفض مصدر في الحزب الديمقراطي اللبناني عبر “ليبانون ديبايت”، الغوص في موضوع يعتبره شأنًا سوريًا داخليًا أولًا، كما أنه يرفض التعليق في هذا الشأن، لا سيما أن المنطقة تمر بمرحلة دقيقة جدًا، فلا يمكن مقاربته من الناحية الإعلامية أو الإعلان عن أي موقف بخصوصه عبر الإعلام.

وينبّه إلى أن هذا الموضوع المستجد يتطلب الكثير من التعمق والتحليل داخل البيت الدرزي الواحد، فليس بوارد إعطاء موقف بهذا الشأن لا من قريب ولا من بعيد، وإذا كان هناك موقف، فسيصدر في الوقت المناسب.

ويشدّد على أنه بعيدًا عما يجري اليوم في السويداء، فإن الاتصالات لم تنقطع مع دروز السويداء أو المناطق الأخرى، فالعلاقات ممتازة مهما تغيرت الظروف داخل سوريا.

ولكنه يشدد على أن الحزب ليس بوارد إعطاء أي موقف بانتظار بلورة الصورة، لأن الوضع حساس جدًا، ولأن أي موقف اليوم هو موقف للتاريخ، وليس مجرد تعبير عن رأي، إذ إن أي موقف حول أمور حساسة بهذا الحجم يجب أن يأخذ الحزب فيها كافة الأبعاد ويستند إلى الأسباب والخلفيات.

وعن العلاقة بين دروز سوريا وحكم الشرع، لا يسمح المصدر لنفسه بالتدخل في الشأن السوري السوري، فالدروز هناك سوريون في دولة سوريا التي تشهد متغيرات، وبالتالي لا يسمح كحزب لبناني لنفسه بالتدخل بشأنها الداخلي أو إبداء رأيه حول ما يجري هناك.